أحمد فضل-الخرطوم
ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات في السودان بوفاة متظاهر متأثرا بإصابته في المظاهرات التي شهدها حي بري شرقي وسط الخرطوم الخميس الماضي، بينما اتهمت الحكومة الحزب الشيوعي والتيار اليساري عامة باستغلال المظاهرات للتخريب.
وأكد تجمع المهنيين السودانيين -الجهة المتبنية للاحتجاجات- في بيان له مساء الاثنين، وفاة الفاتح عمر نمير بمستشفى “رويال كير” في الخرطوم، وكان أصيب بعيار ناري في الرأس أثناء مظاهرة بري.
وأكد جيران القتيل في ضاحية الثورة بأم درمان وفاة ابنهم الفاتح الطالب في السنة النهائية بكلية الهندسة في جامعة السودان.
وبوفاة الفاتح نمير يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي يشهدها السودان إلى 27 قتيلا بحسب الإحصاءات الرسمية، وإلى أكثر من 40 قتيل وفقا لمنظمات حقوقية.
وعقب الإعلان عن الوفاة الجديدة، تظاهر المئات في أم درمان مرددين هتافات مناهضة للسلطة، بينها هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام”.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الفائت، تشهد عدة مدن سودانية احتجاجات تعد الأوسع والأشرس التي يختبرها الرئيس عمر البشير الجالس على كرسي الحكم منذ انقلاب عسكري في يونيو/حزيران 1989.
وبدأ سقوط القتلى في مظاهرات ضد ارتفاع سعر الخبز إلى ثلاثة أضعافه في بربر وعطبرة بولاية نهر النيل، ثم في مدينة القضارف والجزيرة أبا في ولاية النيل الأبيض.
وبعدما تحولت الاحتجاجات إلى مواكب سلمية هدفها المطالبة بتنحي البشير، دعا إليها تجمع المهنيين، سقط ثلاثة قتلى في موكب بأم درمان يوم 9 يناير/كانون الثاني الجاري، ثم سقط قتيلان بينهما الطبيب بابكر عبد الحميد أثناء احتجاجات في بري الخميس الماضي.
وارتفعت حصيلة احتجاجات بري إلى ثلاثة قتلى بوفاة الفاتح عمر نمير.
والأحد الماضي قال الرئيس البشير أمام حشد لمتصوفة في منطقة الكريدة بولاية النيل الأبيض، إن طبيب بري قتل على يد مندسين داخل المظاهرة بسلاح لا تمتلكه القوات النظامية.
وذهبت إدارة الطب الشرعي بولاية الخرطوم ومدير جهاز الأمن والمخابرات إلى ذات المنحى، وقال مدير الأمن إن فتاة من بين المتظاهرين هي من قتلت الطبيب ببندقية خرطوش طراز “موريس” كانت تخبئها في حقيبتها اليدوية.
مأمون حسن إبراهيم تحدث عن أدلة على ضلوع منتمين لأحزاب سياسية في ما وصفها بأعمال تخريبية (الجزيرة) |
اتهامات بالتخريب
في هذه الأثناء، اتهم وزير الدولة بوزارة الإعلام السوداني مأمون حسن إبراهيم كلا من الحزب الشيوعي المعارض وحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور وما سماه التيار اليساري؛ بالتخريب والتدمير في السودان من خلال استغلال المظاهرات التي خرجت لأسباب اقتصادية.
وقال إبراهيم في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس الاثنين إن بعض الشواهد والأدلة تشير إلى ما وصفه بعمل ممنهج يقوم به بعض المنتمين إلى أحزاب سياسية.
في المقابل، قال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب إن الأزمة في البلاد شاملة، ولن تحل إلا بإسقاط النظام.
واتهم الخطيب الحكومة بممارسة العنف المفرط وقتل المتظاهرين، وحملها مسؤولية المشاكل التي تواجه الشعب السوداني. وكانت الشرطة السودانية قد نفت في وقت سابق أن تكون استخدمت الرصاص الحي ضد المحتجين، وحمّلت السلطاتُ من سمتهم “مندسين” مسؤولية سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات.
وتحدى الرئيس البشير معارضيه الذين يحتجون على سياساته بقوله إن المظاهرات لن تسقط الحكومة، وإن على المعارضة أن تستعد لانتخابات عام 2020.
المصدر : الجزيرة