ترى الخبيرة الفرنسية جويل تورينو أشهر مختصة في العالم بمجال القراءة والطفولة أن “القصص الخيالية” أو التي تصور العالم بشكل مثالي ليست كافية لتدريب الأطفال، لافتة إلى أن القصص التي تسهل على الأطفال التعبير عن مشاعرهم أو مواجهة مخاوفهم تعد من بين السبل الأخرى لتعزيز نمو شخصيتهم.
الأفضل لمعالجة القضايا المعقدة
وتؤكد تورينو أن الكتب تعتبر أفضل طريقة لمعالجة أكثر القضايا تعقيدًا في الحياة. لذلك، ينبغي أن نعي الدور الفعّال الذي تلعبه القراءة في حل المشاكل.
وتعتبر توصيات تورينو في غاية الأهمية لأولياء الأمور الذي يجدون صعوبة في الحديث مع الأطفال عن مسألة الموت، حيث ترى توصياته أن القصص الطفولية أفضل وسيلة لمعالجة القضايا الحيوية التي تعترضنا في الحياة. وترشد هذه القصص الطفل إلى الطريقة التي يتجاوز بها القضايا الخفية اجتماعيا والتي لا يتحدث عنها أحد.
وقالت مجلة فوشيا الإسبانية في تقريرها إن بعض الحوادث والأمور المستجدة يصعب علينا إخبار الأطفال بها، على الأقل ليس بالطريقة القاسية التي يتعامل بها الكبار. ولكن الأطفال أنفسهم يستطيعون اكتشاف كل شيء بذكاء خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار مسألة السن.
قصص لمواجهة الموت
وتتفق مع تورينو الكاتبةُ الكولومبية ليليانا آرياس الحائزة على جائزة أفضل قصة في أميركا الجنوبية من قبل دار النشر “أورانيتو” حول أهمية الكتاب بتجاوز بعض المشاكل الحياتية. وفي هذا الإطار، كتبت آرياس العديد من القصص حول الموت والأطفال.
وصوّرت حكاية جدة فارقت الحياة فضلا عن حفيدتها التي أتت إلى الحياة من خلال شخصيات قوية على غرار اليسروع (المرحلة الثانية من مراحل حياة الفراشة) الذي تحول إلى فراشة والزهرة التي تذبل والأنهار التي تنتهي في البحر، حيث تعد هذه الصور بمثابة استعارات قوية يفهمها الأطفال ببساطة.
الكلمة والخيال
وتؤكد الخبيرة تورينو أن “القراءة بالنسبة للطفل يمكن أن تكون واحدة من أكثر التجارب المحببة إلى قلبه التي سيتذكرها فترة شبابه وحياته بعد البلوغ على الرغم من أن مطالعة الطفل أصبحت من الصور التي نراها في الأفلام المثالية”.
وتابعت قائلة “بعيدا عن النص بحد ذاته، تعدّ الروابط العاطفية وفهم العالم الذي يستفيد منه الطفل قادرة على جعل الناس حريصين على المعرفة ومكتسبين مهارة في التعامل مع الكلمة والخيال في القصص”.
وأردفت المجلة أن الدراسات العلمية من مختبر الإدراك الديناميكي بجامعة واشنطن والتي نشرتها مجلة “العلوم النفسية” أكدت أن “القراء يحاكون عقليا كل موقف جديد بالقصة، كما أن مناطق الدماغ التي يتم تنشيطها غالبًا ما تكون مماثلة لتلك التي يتم تنشيطها عندما يقوم الناس بأداء أو تخيل أو مراقبة أنشطة مماثلة في العالم الحقيقي”. وباختصار، تربط القراءة الإنسان بالعالم الواقعي.
المصدر : الصحافة الإسبانية