تحدث عن حقيقة وجود “تكفيريين” بالحركة.. قيادي بالجهاد: هذه حدود علاقتنا مع حماس وإيران

323 ‎مشاهدات Leave a comment
تحدث عن حقيقة وجود “تكفيريين” بالحركة.. قيادي بالجهاد: هذه حدود علاقتنا مع حماس وإيران

رائد موسى-غزة

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور وليد القططي، إن الحركة -التي تحيي في هذه الأيام الذكرى 32 لانطلاقتها- مرت بمنعطفات كثيرة على مدار العقود الثلاثة الماضية، لكنها ظلت متمسكة بثوابتها الإسلامية والوطنية، وحافظت على علاقتها الجيدة مع الفصائل والقوى الفلسطينية، ومع الدول والمكونات الخارجية الداعمة للحق الفلسطيني.

ووصف القططي -في حوار خاص مع الجزيرة نت- العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها “قوية”، وهناك توافق في قضايا وملفات عدة خصوصا على الصعيد العسكري، بعد سنوات مضت شابها التنافس في ميدان المقاومة ضد الاحتلال، أو على صعيد كسب الجماهيرية في الشارع الفلسطيني.

– 32 سنة مرت منذ انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، كيف تقيّم هذه التجربة على الصعيدين السياسي والعسكري؟

سياسيا، هناك ثوابت ومتغيرات، وتستند ثوابت الحركة إلى ثلاثة محاور هي: الإسلام كمنطلق ومرجعية، وفلسطين كقضية وهدف، والجهاد والمقاومة كنهج ووسيلة. أما المتغيرات فهي تنسجم مع المرحلة السياسية التي تمر بها الحركة كجزء من حركة التحرر الوطني.

– لكن البعض يتهمكم بالجمود السياسي، بالنظر إلى موقفكم الرافض لاتفاقية أسلو وأي حلول سياسية مرحلية تنسجم مع الواقع والتوازنات المحلية والدولية.

هناك فرق بين الثبات على الموقف والجمود، فالثبات يرتكز إلى منهج في التفكير والعمل، ورفضنا لأوسلو ينطلق من فرضية ثبتت صحتها حتى لمن صنعوا هذه الاتفاقية، حيث إننا كنا نعتقد -وما زلنا- أن إقامة سلطة فلسطينية تحت الاحتلال ليست الطريق لتحقيق المشروع الوطني التحرري، باعتبار أن أوسلو ستكرس الاحتلال وتزيد الاستيطان وتسرع في تهويد القدس.

إن الواقع الحالي يؤكد صواب موقف الجهاد، فكيف لاتفاقية تنازلت منذ البداية عن 78% من أرض فلسطين التاريخية أن تجلب الحق لأصحابه، والآن حتى ما تم الاتفاق عليه لم يلتزم به العدو الصهيوني، فهل يسمى هذا واقعية ومرونة أم تنازلا؟

– بالعودة إلى السؤال الأول، كيف تقيّم تطور عملكم العسكري ضد الاحتلال؟

بلا شك إن العمل العسكري المقاوم ضد الاحتلال شهد تطورا كبيرا، فالحركة التي تؤرخ لبداية مقاومتها العسكرية قبل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، انتقلت من المقاومة بالحجارة والسكاكين إلى السلاح والصواريخ، وبما يتلاءم مع طبيعة الصراع مع العدو، فلا توجد وسيلة مقاومة واحدة مقدسة، وإنما الوسيلة يحددها الهدف كمرحلة تحرر وطني.

– التطور في التسليح والعمل العسكري يفرض سؤالا حول مصادر تمويلكم الأساسية؟

تطور حركة الجهاد أساليبها ومقدراتها مع تطور الصراع مع العدو، ففي المرحلة الأولى من عمر الحركة لم يكن السلاح موجودا، ولم نكن نتلقى تمويلا من الخارج، وكان الاعتماد الرئيسي على التبرعات، لكن في المرحلة الحالية لا ننكر أننا جزء من محور ولنا داعمون وهذا لا يخفى على أحد، وللجناح العسكري وسائله في الحصول على الدعم من الأمة العربية والإسلامية.

– وهل إيران هي مصدر تمويلكم الأساسي، وما طبيعة العلاقة معها حاليا؟

العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في أحسن أحوالها، ولم تتأثر في أي مرحلة من المراحل، وهي لا تتوانى عن تقديم الدعم على المستويات كافة سياسيا وماليا.

– رغم تأثر علاقة حماس بإيران على خلفية الموقف من الثورة السورية، فإنكم حافظتم على علاقتكم معها؛ كيف تحقق ذلك؟

بداية، لقد كان لنا دور توفيقي لعودة العلاقة بين حماس وإيران في الآونة الأخيرة، حرصا منا على وحدة محور المقاومة. وفي خصوص ثورات الربيع العربي، حرصنا منذ البداية على عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وهذا ما حمى الحركة من تأثر علاقتها بالآخرين سلبا.

– وما طبيعة علاقتكم بالنظامين المصري والسوري؟

العلاقة جيدة، فنحن ننظر إلى ما يحدث في مصر وسوريا كشأن داخلي، وتدّخل أطراف خارجية في الصراعات العربية الداخلية زاد من تعقيد الأمور، خاصة الأطراف المرتبطة بالمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

– داخليا، كيف تقيم علاقتكم الحالية مع حركة حماس، فمن الملاحظ أن هناك تقاربا في كثير من الملفات والمواقف بعد سنوات من التنافس المحموم؟

العلاقة مع حماس قوية، وكذلك علاقتنا مع باقي فصائل ومكونات شعبنا الفلسطيني، والتنافس الذي تتحدث عنه مع حماس كان في سياق إيجابي على صعيد تنفيذ العمليات الفدائية ضد الاحتلال، خصوصا خلال الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، والسعي لكسب الشعبية والجماهيرية في الشارع الفلسطيني.

– تردد حديث عن نقاشات داخلية جرت في مرحلة ما للوحدة واندماج الحركتين، ما حقيقة ذلك؟

الحديث دائما يدور عن التنسيق والتعاون في كافة القضايا الوطنية، وهذا ليس مقتصرا على حماس، فنحن نسعى إلى وحدة الموقف الفلسطيني وتكوين جبهة شاملة تضم القوى الوطنية والإسلامية.

– هل تقصد بالجبهة تشكيل جسم سياسي كما سبق أن شكلتم غرفة العمليات المشتركة مع حماس وباقي قوى المقاومة في غزة لتنسيق الرد في المواجهات المسلحة مع إسرائيل؟

غرفة العمليات المشتركة هي نموذج عسكري للتنسيق وتوحيد المواقف، وإذا نقلناه للجانب السياسي فهو نموذج جيد، كي يكون لدى الفلسطينيين إطار موحد يقود مشروعهم الوطني.

– وماذا عن منظمة التحرير الفلسطينية، أليست إطارا يمثل الفلسطينيين؟

نحن نرفض تشكيل كيان مواز للمنظمة، ونطالب دوما بإصلاحها كي ندخلها مع حركة حماس، وحتى تكون المنظمة إطارا وطنيا جامعا، وعلى أساس ميثاقها بصيغته القديمة قبل إلغاء بعض بنوده المتعلقة بمقاومة العدو في عام 1996.

– وما طبيعة علاقتكم الحالية بالمنظمة وحركة فتح؟

كما قلت، موقفنا من المنظمة أنها بحاجة إلى إصلاح وإعادة بناء لتنسجم مع المشروع الوطني التحرري، وليس لدينا موقف مبدئي رافض لدخول المنظمة، ولكن هناك شروط بأن يتم إعادة بنائها على أسس وطنية، تضمن الحقوق الوطنية وترفع من شأن نهج المقاومة، وحينها ستكون المنظمة قائدة المشروع الوطني.

– وماذا عن العلاقة مع حركة فتح، خصوصا أنكم تعرضتم لاتهامات منها بالتماهي مع حماس؟

فيما يتعلق بصراع الحركتين والانقسام الداخلي، فنحن نرفض الانقسام، ونؤيد أي مبادرة للمصالحة على أساس الوفاق الوطني، ونعتقد أن اتفاق أوسلو كان من أهم أسباب الانقسام، فعندما تحول الصراع مع الاحتلال إلى صراع على سلطة ونظام سياسي تحت الاحتلال، كان ذلك من أساب الخلافات الفلسطينية التي ساهمت في وقوع الانقسام، ولا أحمّل هنا المسؤولية لأي طرف بعينه.

– حماس وافقت على مبادرة الفصائل الثمانية للمصالحة، وأنتم أحد أطرافها الأساسيين، ولكن تصريحات قادة فتح أظهرت رفضها، هل ستعلنون تحملها مسؤولية فشل المبادرة؟

ليس عملنا تحميل طرف المسؤولية، فمثل هذا الأمر يزيد تعقيد الأمور، وينبغي عدم اليأس ومواصلة العمل لاستعادة الوحدة، وما زلنا نأمل في أن ترد “فتح” رسميا بقبول المبادرة للشروع في بحث تنفيذ بنودها.

– على خلفية ما شهدته غزة من تفجيرات استهدفت نقاطا للشرطة، يدور الحديث عن حراك داخل حركة الجهاد ومراجعات لعناصر تتبنى الفكر التكفيري، ما حقيقة ذلك؟

الجهاد حركة تحرر وطني فلسطيني بمرجعية إسلامية تتبنى الفكر الوسطي المعتدل، وهي بذلك ترفض كل تيارات التكفير والتخوين، وترفض محاولات هذه التيارات التي تطلق على نفسها أسماء إسلامية لحرف بوصلة المقاومة والجهاد بعيدا عن القدس وفلسطين، وللحركة وثيقة سياسة وفكرية صدرت بصياغة حديثة في العام الماضي، وهي تلفظ من صفوفها كل من لا ينسجم معها سياسيا وفكريا.

المصدر : الجزيرة