بغنائها الثقافي.. دول آسيوية تستعرض تنوع تجاربها بالدوحة

333 ‎مشاهدات Leave a comment
بغنائها الثقافي.. دول آسيوية تستعرض تنوع تجاربها بالدوحة

سعيد دهري-الدوحة

احتضن متحف قطر الوطني بالدوحة أمس الاثنين فعاليات المؤتمر الإقليمي حول التنوع الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة القطرية بالتعاون مع وزارة الخارجية ومنظمة حوار التعاون الآسيوي على مدى يومين، تحت شعار “الثقافة جسور الحوار والتفاهم” بهدف السعي إلى خلق مجتمع آسيوي قادر على التفاعل والمساهمة بإيجابية في إرساء دعائم السلام والاستقرار.

وعقد مؤتمر التنوع الثقافي جلسات ناقشت التنوع الثقافي وانعكاسه على المجتمعات الآسيوية، كما استعرض تجارب بعض دول آسيا في مقاربتها للتنوع الثقافي.

وبهذا الصدد، تحدث سفير اليابان بالدوحة سييتشي أووتسوكا عن تجربة بلاده في مجال التنوع الثقافي، من خلال أربعة مظاهر احتفالية تتمثل في سن البلوغ والزواج والدفن وتكريم الأسلاف، مؤكدا أن هذه الطقوس مستلهمة من الإرث الإثني والثقافي المتنوع الذي تعرفه اليابان منذ القدم، وأن هذه الطقوس تختلف بحسب خصوصية كل منطقة وطبيعة الشخص ومركزه الاجتماعي.

وأوضح السفير الياباني أن هذا التنوع مرجعه سياسة التسامح التي انتهجها حكام اليابان على امتداد السنين مع الديانات المختلفة، وهذا ما عزز التقارب بين مختلف الديانات، وانصهار العادات الاجتماعية في بعضها، فأصبح الاحتفال بالزواج عبر طقوس مسيحية أو بوذية أو شنتوية حتى لغير معتنقي هذه المذاهب أو الديانات، مشيرا إلى أن 50% من هذه الطقوس مسيحية.

المؤتمر استعرض تجارب دول عديدة تتميز بتنوعها الثقافي (اللجنة الإعلامية)

كما أضحت أسر يابانية تلجأ إلى المعابد البوذية في الطقوس الجنائزية، وباتت هذه المعابد توفر فعاليات ترفيهية للأسر من مختلف العقائد.

من جانبه، قال سفير كزاخستان بالدوحة خسروصاحب زاده -في تصريح للجزيرة نت- إن عرض تجارب الدول في مجال التنوع الثقافي نافذة مهمة لتلاقح التجارب والخبرات وآليات التعامل مع الثقافات المختلفة في البيئة الحاضنة لهذه الثقافات.

وأشار إلى أن قطر نموذج حقيقي لاحتضان هذه الثقافات بتنوعها، حيث استثمرت الثقافة في الربط بين الشعوب وتقاربها وعملت على خلق مناخ بيئي تتعايش فيه أكثر من 150جنسية من مختلف القارات، مع حفاظ قطر على هويتها الوطنية وموروثها الثقافي.

وبين زاده أن تقبل ثقافة الآخر كيفما كانت ديانته وجنسه يعزز التسامح والتعايش السلمي، وينبذ العنصرية المقيتة والتطرف الطائفي. 

أعوام ثقافية
وقد رصدت عائشة العطية رئيس برنامج الأعوام الثقافية بمتاحف قطر تجربة الدولة، مؤكدة أن هذا البرنامج يخدم “رؤية قطر 2030” التي تقوم على تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح، وبهذه الرؤية نجح البرنامج في تعزيز العلاقات بين الدوحة ودول العالم، من خلال مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية المتبادلة، أبرزها معارض الكتب والمعارض الفنية والورش التطبيقية، إضافة إلى المهرجانات والمسابقات والعروض والحفلات الفنية.

وأوضحت كذلك أن مبادرة عشرة أعوام 2012-2021 بدأت تباعا باليابان تليها المملكة المتحدة فالبرازيل فتركيا فالصين فألمانيا، فروسيا ثم الهند 2019.

ولفتت إلى أن برنامج الأعوام الثقافية ليس مبادرة عام فقط، بل هي مشاريع عمل وبناء علاقات وعقد شراكات وتبادل ثقافي ينقل صورة قطر الثقافية والفنية لجميع الدول ويفتح نافذته للثقافات العالمية، كما أنه دعوة لاكتشاف أوجه التشابه والاختلاف الثقافي بين تلك الدول.

جانب من حضور المؤتمر (اللجنة الإعلامية)

ومن جهتها، ركزت عائشة الدرمكي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي بسلطنة عمان على استثمار وتنمية التنوع الثقافي، حيث أسهم هذا التنوع الثقافي في إيجاد فرص لتطويره بما يتناسب مع معطيات العصر الحديث والمتغيرات السياسية والاقتصادية والتقنية الكبرى التي يشهدها العالم بأسره.

وأضافت أن تنوع المكونات الثقافية في السلطنة يعود إلى تنوع المجموعات الفكرية الوطنية من ناحية والمقيمة من ناحية أخرى، إذ ترى أنه لا يمكن النظر إلى تشكيلات هذا التنوع الثقافي دون تلك المتغيرات التي تحدثها المجموعات الوافدة التي أسهمت اجتماعيا وثقافيا في إحداث مجموعة من التنويعات الفكرية.

وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة وزير الثقافة والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي أوضح فيها أن البحث عن المشترك الإنساني والمختلف أصبح حتميا، مع أن يكون لكل شعب هويته التي تميزه، مشيرا إلى أن التعايش الإنساني المشترك لا يعني تماثلا في الهوية وإنما يعني التنوع والثراء وتعدد الثقافات، لأن تقدم الإنسانية مشروط بذلك.

كما شهدت الجلسة كلمة أمين عام حوار التعاون الآسيوي بورنشاي دانفيفاثانا أكد فيها ضرورة وجود خطة عمل تهتم بالثقافة والسياحة كإحدى أهم الأدوات التي تلقي الضوء على الحوار بين الحضارات.

وستتواصل الثلاثاء جلسات اليوم الثاني التي تناقش محور التواصل والتقارب بين ثقافة بلدان آسيا على مستوى المبادئ والأدوات، وعلى مستوى التغييرات بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين.

المصدر : الجزيرة