أورد أكاديمي غربي في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست خمس حالات وصفها بأنها “أدنى المستويات” التي بلغها دونالد ترامب خلال العامين ونصف العام من فترة رئاسته للولايات المتحدة.
واعتبر بريان كلاس، أستاذ السياسات الدولية المساعد بكلية لندن الجامعية، أن تغريدات ترامب “العنصرية الصارخة” التي دعا فيها أربع نائبات في الكونغرس من الأقليات العِرقية إلى العودة إلى الدول التي جئن منها، ليست هي النقطة “المتدنية” الوحيدة في فترة رئاسته بل هناك الكثير مما يمكن حصره منها.
ويقول كلاس إن أدنى لحظات ترامب تمثلت في صور عديدة، منها الفضائح، والتحقيقات الجنائية، والفساد، والأكاذيب، وسوء استغلال السلطة، والتزمت، وهجمات بلا هوادة ضد المبادئ والقيم والمؤسسات الأميركية.
غير أن الكاتب خص بالذكر لحظات في عمر ولاية ترامب الرئاسية اعتبرها الأسوأ على الإطلاق، والتي يمكن إيجازها في الآتي حسب الترتيب التنازلي كما جاء في مقال واشنطن بوست:
5- “عدن من حيث أتيتن”
طالب ترامب نائبات الكونغرس الأربع من الأقليات العرقية بالعودة إلى بلادهن الأصلية.
واعتبر بريان كلاس تلك المطالبة “عنصرية لا يمكن تبريرها” حتى إن الجمهوريين الذين ظلوا ينأون عن وصف ترامب بأنه “متزمت”، خلصوا في النهاية إلى أنه “رئيس عنصري”.
4- ترامب يقع في حب كيم جونغ أون
تجلى جنوح ترامب نحو إسباغ الثناء العطر على الحكام الطغاة في ادعائه في سبتمبر/أيلول الماضي أنه “وقع في حب” من يصفه الكاتب بـ”طاغية” كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
يقول كلاس إن نظام كيم يدير شبكة من معسكرات الاعتقال، ويقوم بحملات اغتصاب جماعي، وينفذ الإعدامات في أناس بمدافع مضادة للطائرات.
وعند النظر إلى ذلك “المديح للطغاة”، بالمقارنة مع “تقريع الحلفاء” الذي يمارسه ترامب، لا يبقى مجال لأي سوء فهم فيما يتعلق بالقيم التي يتبناها الرئيس الأميركي والتي تتناقض مع المبادئ التأسيسية للولايات المتحدة، وفقا للكاتب.
3- التلميح بأن البورتوريكيين كسالى
في أعقاب إعصار ماريا الذي ضرب بورتوريكو العام المنصرم، كتب ترامب 95 تغريدة، واحدة منها فقط كانت عن الكارثة التي حلت بتلك الجزيرة الأميركية.
وبينما كان الموت يحدق بسكان بورتوريكو الذين ظلوا يناشدون الحكومة الفدرالية في واشنطن تقديم العون لهم، رد ترامب بالتلميح بأنهم “كسالى ومتطلبون”.
2- حادثة تشارلوتفيل
في 12 أغسطس/آب 2017 دعس المواطن الأميركي جيمس أليكس فيلدز من النازيين الجدد بسيارته متظاهرين معارضين لمسيرة نظمها اليمين المتطرف مما أسفر عن مصرع هيذر هاير.
وبعد ثلاثة أيام من تلك الحادثة، ألقى ترامب باللوم في إحدى تغريداته على كلا الجانبين مما أثار غضبا شعبيا. وقال ترامب “كانت هناك مجموعة سيئة في جانب، ومجموعة مثلها على الجانب الآخر. كانت عنيفة جدا. لا أحد يريد أن يقول ذلك، لكني أقوله الآن”.
ويرى بريان كلاس في مقاله أن ترامب بموقفه ذاك “لوّث” سمعة رئاسته “إلى الأبد”.
1- فصل الأطفال عن عائلاتهم وتحري الكذب بشأن تلك الخطوة
بدأت إدارة ترامب في الفترة ما بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2018 تنفيذ سياسة “صفر تسامح” على حدود البلاد الجنوبية لفصل الأطفال وحديثي الولادة عن والديهم المهاجرين غير النظاميين.
وبحسب المقال، فقد كذب ترامب عندما صرح في 16 يونيو/حزيران من ذلك العام بأن الديمقراطيين هم من “أجبروه” على تلك السياسة، وعندما افتُضح كذبه، دافع ترامب على الملأ عن تلك السياسة الهمجية واعتبرها نوعا من الردع.
وبعد أن أوضح الكاتب تلك النقاط الخمس، أشار إلى أن ثمة حالات أخرى لا حصر لها مثل تستر ترامب على جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ووصفه وسائل الإعلام بأنها “عدو الشعب”.
ويختم بريان كلاس بالقول إن القائمة “مرعبة”، ولعل “الأكثر رعبا” أن كل تلك اللحظات السيئة حدثت في السنتين ونصف السنة من بداية رئاسته، مضيفا أن الكثير المثير ربما لم يأت بعد.
المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست