قالت وكالة رويترز في تقرير لها إن سريلانكا تتحرك للحد من نفوذ السعودية بعد أن ألقى بعض السياسيين والرهبان البوذيين باللائمة على “الوهابية” في زرع بذور التشدد الذي بلغ ذروته خلال هجمات عيد الفصح في أبريل/نيسان الماضي عندما فجر تسعة سريلانكيين أنفسهم في كنائس وفنادق فاخرة وقتلوا أكثر من 250 شخصا.
وذكرت الوكالة أنه منذ وقوع التفجيرات ألقت سريلانكا القبض على إمام “وهابي”، وتتجه لتولي إدارة جامعة تمويلها سعودي.
وتقول الحكومة أيضا إنها ستراقب التدفقات المالية التي لم تكن تخضع للفحص في السابق والمرسلة من مانحين -بينهم أسر سعودية بارزة- لمساجد في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
وقال عضو الحكومة المسلم كبير هاشم -الذي حث مسلمي البلاد على تجنب الأفكار الأصولية- إنه “لن يكون بمقدور أحد أن يقدم هبات دون تدقيق بعد الآن”.
وأضاف هاشم أن إدارة الشؤون الدينية والثقافية للمسلمين في وزارته ستشرف على الهبات.
وترى رويترز في تقريرها أن هذه “الغضبة” السريلانكية على السعودية هي الإشارة الأحدث إلى الضغط الذي تتعرض له “الوهابية” على المستوى الدولي بعد أن اعتبرها منتقدون سببا جذريا للخطر الجهادي.
وترفض السعودية فكرة أن “الوهابية” تمثل مشكلة، وتدافع عن سجلها، مشيرة إلى أنها اعتقلت آلاف المشتبه بأنهم متشددون، وفي يونيو/حزيران رحلت خمسة سريلانكيين إلى بلادهم بسبب مزاعم عن صلتهم بالتفجيرات.
وقال مسؤول سريلانكي لرويترز إن دبلوماسيين سعوديين في كولومبو عبروا عن “الاستياء” لاستهدافهم خلال اجتماع عقد في الآونة الأخيرة مع الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا.
وقالت الوكالة إن رد الفعل الشديد هذا تركز على رجل واحد بشكل خاص هو محمد حزب الله، وهو رجل أعمال وسياسي كان حاكما للإقليم الشرقي في سريلانكا إلى أن استقال في يونيو/حزيران بعد احتجاجات من قبل رهبان بوذيين.
وساعدت أسرة حزب الله في بناء مساجد ومعهد للتعليم العالي بتمويل سعودي، كما ساهمت في بناء جامعة باتيكالوا التي لم تفتتح بعد في الإقليم الشرقي.
وتقود بناء المساجد والمدارس مؤسسة “هيرا”، وهي مؤسسة غير هادفة للربح يملكها محمد حزب الله وابنه هيراس، وتظهر بياناتها المالية دخلا يبلغ نحو 31 ألف دولار بين عامي 2014 و2018 على الرغم من أن محمد حزب الله قال للبرلمان إن هيرا تلقت مليوني دولار من مانحين أجانب.
وفي مقابلة مع رويترز بمنزله في العاصمة كولومبو، قال محمد حزب الله (56 عاما) إن معظم التمويل يأتي من عائلة الجفالي، وهي عائلة تجارية سعودية.
وتظهر بيانات مصرفية واتفاقات قروض أن جمعية علي بن عبد الله الجفالي الخيرية حولت نحو 24.5 مليون دولار لجامعة باتيكالوا في عامي 2016 و2017.
وحذر محمد حزب الله من أن تجربة عائلة الجفالي -التي قال إنها تلقت رسائل كراهية- بثت الخوف في نفوس المستثمرين السعوديين.
ولم تثبت التحقيقات المستمرة في الهجمات تدفق أي أموال سعودية إلى مدبري التفجيرات، وتعزى التحركات ضد النفوذ السعودي -برأي منتقدين لها- إلى التخويف المتزايد من الإسلام والذي تضمن هجمات على ممتلكات مسلمين.
المصدر : رويترز