“كرسي الأشقياء” يفقد تأثيره.. 5 وسائل أكثر فعالية لتهذيب الأطفال

505 ‎مشاهدات Leave a comment
“كرسي الأشقياء” يفقد تأثيره.. 5 وسائل أكثر فعالية لتهذيب الأطفال

فريدة أحمد

يصدر عن الأطفال سلوكيات سيئة تستوجب الإرشاد والتوجيه، وخلال السنوات الأخيرة، ظهر “الوقت المستقطع” باعتباره وسيلة للعقاب بديلا عن العنف اللفظي والجسدي (الضرب أو السب).

وبيّن العديد من المختصين الآثار الجانبية السيئة للعنف ضد الأطفال، فأصبح الوقت المستقطع “Time out” هو الوسيلة الأكثر استخداما في الدول العربية والأجنبية على حد سواء، يستخدمه الآباء في البيوت والمعلمون داخل المدرسة.

لكن يبدو أن “الوقت المستقطع” بدأ يفقد تأثيره، وبدأت عيوبه في الظهور والانتشار حتى بات البحث عن وسائل أكثر فعالية لتهذيب سلوكيات الأطفال أمرا ضروريا.

ماذا يعني وقتا مستقطعا؟
تقوم فكرة “الوقت المستقطع”على أنك تخبر طفلك أنه كلما أخطأ أو تصرف بشكل غير لائق سيعاقب لدقائق معدودة وفقا لعمره، في مكان محدد سواء كان كرسيا أو ركنا، وكلما تحدث أو بكى أو أبدى الاعتراض، تبدأ العد مرة أخرى من جديد.

ويعتبر “الوقت المستقطع” عقوبة إيجابية وسلبية في آن واحد. وطبقا للطبيبة النفسية بولاية بنسلفانيا، لوراين دورفمان في مقال طبي منشور على موقع فايند إيه سيكولوجيست (Find a Psychologist) فإنه حين يكون الطفل سيئ السلوك، ويعاقب بالجلوس في “الزاوية”، فإن الشخص البالغ يطبق عقوبة إيجابية وسلبية معا.

وأوضحت الطبيبة أن غالبية السلوك السيئ هدفه الحصول على الاهتمام وجذب الانتباه، لذا فإن إرساله بعيدا يعد عقابا سلبيا. والمقصود من الركن أو الغرفة البعيدة هو أن تكون محفزا ضارا وغير مرغوب فيه، لذا فهو أيضا عقوبة إيجابية، ومع التكرار يزيد السلوك السيئ للطفل مؤقتا قبل أن يزول تماما، ولا يعود أبدا.

ويبدو أن تلك النتيجة المرجوة هي ما تدفع القائمين على رعاية الأطفال، إلى استخدامها وتحمل الضغط العصبي والنفسي خلال تطبيقها، لكن “الوقت المستقطع” غالبا ما يكون نظاما فعالا ومناسبا للأطفال حتى سن خمس أو ست سنوات فقط.

ومع ذلك فإنه يدار بشكل سيئ من قبل الآباء ما يجعله يفقد تأثيره، طبقا للدكتور بارت بانكس من كلية جيمس هـ. كيلين للطب بجامعة إيست تينيسي، في مقال منشور على موقع بيرنتس (Parents).

المقال يوضح أن المفترض أن تكون مدة “الوقت المستقطع” قصيرة، والغرض منها هو إتاحة الفرصة للطفل لممارسة مهارات التهدئة الذاتية، لكن بمجرد أن يتحول معنى وجوهر الـ”Time Out” إلى “الكرسي” أو “الزاوية”، فقد تم تدميره نهائيا.

لماذا فقد تأثيره؟
يورد المقال عددا من الأخطاء التي ارتكبها الآباء وأسهمت في فقدان التأثير الإيجابي لـ”الوقت المستقطع”، منها:

1- تحديد “كرسي” محدد يقضي عليه الطفل الفترة المحددة، وغالبا ما يشعره بالإهانة.

2- الإصرار على أن “المدة” تستغرق دقيقة واحدة لكل سنة من عمر الطفل دون مرونة.

3- تشويش الرسالة من خلال التحدث أكثر من اللازم، قبل انتهاء “المدة” وبعدها، حيث تأتي التحذيرات بنتائج عكسية، وإذا كانت “المهلة” تعني التوقف عن التفاعل فلابد من تنفيذ ذلك.

4- تشبث الآباء بتلك “الوسيلة” رغم تجاوز أطفالهم عمر سبع سنوات، وهنا يمكن أن يقضي الطفل “المدة” في التخطيط للانتقام من والديه.


بعض أنواع العقاب تحول تفكير الطفل من الندم على الخطأ إلى الرغبة في الانتقام (مواقع التواصل)


وسائل أكثر فعالية
تؤكد أخصائية تعديل السلوك وتنمية المهارات الدكتورة رشا سعيد، للجزيرة نت أن هناك وسائل أكثر فعالية لتهذيب الطفل وضبط سلوكه السيئ منها:


1- التأمل
التأمل، ويعتبر أحد الوسائل الفعالة لتهدئة الطفل وضبط أفكاره وسلوكياته الخاطئة.

فقد استحدثت مدرسة روبرت دبليو كولمان الابتدائية في مدينة بالتيمور بأميركا بالشراكة مع مؤسسة “الحياة الشاملة” أسلوب التأمل بديلا عن وسائل العقاب التقليدية والوقت المستقطع، وثبت أنه يأتي بآثار إيجابية وفعالة تنمي من شخصية الأطفال وتقلل النزاع داخل المدرسة.

وتقول الدكتورة رشا “التأمل فرع من اليوغا، يساعد في إدراك تقنيات التنفس العميق وعندما يمارسه الشخص، فإنه يجعله أكثر انضباطا وتحكما في أفعاله”.

وتؤكد أن استخدام تلك الوسيلة مع الطفل عندما يمارس سلوكا خاطئا من شأنها أن تجعله يفكر بطريقة أكثر هدوءا حتى يدرك خطأه، ويبحث عن حلول، وعلى المدى الطويل تساعد في بناء شخصيته وتقليل الانفعال، والتفكير مليا قبل اتخاذ أية خطوات.

2- التجاهل
ترى الدكتورة رشا أن بعض السلوكيات الخاطئة يمكن تقويمها بالتجاهل، إذ إن غالبيتها تحدث لجذب الانتباه “مثلا إذا كان طفلك الصغير يبكي دائما طلبا لشيء ما، تجاهلي بكاءه حتى يتوقف ثم أخبريه أنك لا يمكنكِ سماعه حينما يبكي”.

3- الحرمان من الأشياء المحببة
وتؤكد أن تلك الوسيلة فعالة أكثر مع الأطفال الأكبر سنا، موضحة “إذا رفض الطفل ترك الكمبيوتر في الوقت المحدد تقومين بحرمانه منه في اليوم التالي”.

4- مواجهة الخطأ
من أكثر الطرق فعالية هو ترك الطفل يواجه خطأه وحده، وتقول “إذا أساء طفلك التصرف مع أصدقائه اتركيه يواجه خطأه ويحاول إصلاحه حتى لو ابتعد أصدقاؤه عنه، حينها سيدرك أن يتعلم بطريقة ألطف”.

5- العمل داخل المنزل
إصلاح الخطأ أمر ضروري في التربية، وبدلا من عقاب الطفل حين يسقط شيئا على الأرض أو يرسم على الحائط، عليكِ توجيهه لإعادة تنظيف وإصلاح ما أفسده بنفسه. وتؤكد أخصائية تعديل السلوك أن الطفل سيأخذ حذره ويفكر مرارا قبل تكرار الخطأ.

المصدر : الجزيرة