18
وتتمثّل التجربة التفاعلية التي تم الكشف عنها مساء اليوم، في مشاهدة فيلم سينمائي مدعوم بتقنية الواقع الافتراضي عُرِض للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي 2018.
ويهدف الفيلم إلى إلقاء الضوء على الجانب المظلم من صناعة الأزياء والموضة التي تُعد ثاني أكبر الصناعات الملوثة للبيئة. وخلال هذه التجربة، يرتدي الزائرون نظارات الواقع الافتراضي ليعايشوا مشاهد سينمائية ترصد المراحل المختلفة لإنتاج الملابس، بداية من جمع القطن من الحقول ومرورا بالمصانع المُستغلِة، ثم الترويج للملابس عبر منصات عروض الأزياء وشرائها وصولا لمرحلة التخلّص منها. ويتم دعم هذه التجربة بمواد حسيّة لتعزيز انغماس وتفاعل المشاهدين مع الفيلم.
وتم إنتاج الفيلم من قبل شركة “ماند” الدانماركية المتخصصة في إنتاج أعمال الواقع الافتراضي بالتعاون مع برنامج “كونيكت فور كلايمت” التابع لمجموعة البنك الدولي وشركة “فولكان برودكشنز”، وشركة ألكنتارا، وقام بإخراجه مصور الأزياء رانسيسكو كاروزيني المولود في إيطاليا.
وقالت الشيخة ريم آل ثاني، مديرة المعارض بمتاحف قطر، في تصريح صحفي، إن متاحف قطر تهدف إلى تقديم تجارب فريدة في قطر تناسب جميع الفئات.. مشيرة إلى أن تجربة “إكس راي فاشن” تحمل رسائل قوية، حيث يعيش معها المشاهد واقعا جديدا وتغيّر تصوراته وتثقفه حول العديد من القضايا المهمة في عالم الموضة والأزياء.
وفي ردها على سؤال لوكالة الأنباء القطرية “قنا” عن المغزى من تنظيم هذه التجربة التفاعلية، أبرزت الشيخة ريم آل ثاني، أن هذه التجربة التفاعلية تعد فرصة فريدة من نوعها من أجل نشر الوعي البيئي من خلال عالم الأزياء والحدّ من الاحتباس الحراري في العالم.. مشيرة إلى أنها لأول مرة تحط الرحال بالدوحة، حيث سبق أن تم عرضها في بينالي فينيسيا ونيروبي.. منوهة بأن الزائر يقوم من خلالها برحلة استثنائية، معربة عن أملها في أن يغتنم أكبر عدد ممكن من الجماهير في قطر الفرصة لمعايشتها لكي يرى كيف يتناغم الفن والتكنولوجيا بطريقة مبتكرة لإحداث تأثير قوي.
جدير بالذكر، أن الفيلم يتألف من 7 مشاهد تتضمن لقطات حيّة مصورة بتقنية 360 درجة تنقل للمشاهد صورًا واقعية عبر أجواء مذهلة. وتُعد هذه التجربة من التجارب الرائدة في عالم الواقع الافتراضي، فهي لا تعتمد على المشاهد السينمائية فقط، بل مدعومة بعدد من العناصر الحسية التي يتفاعل معها الزائر مثل الحرارة والريح والأرضيَّات المتغيّرة. ويسعى صانعو الأفلام من خلال استخدام هذه العناصر إلى دفع الزائر إلى الانغماس بشكل تام في التجربة وسرد القصة بطريقة مبتكرة.
تبدأ أحداث قصة الفيلم بعرض للأزياء يرى خلاله المشاهد الملابس المذهلة التي ترتديها العارضات أثناء مرورهن على المنصة وعدسات الكاميرات مصوبة نحوهن لالتقاط الصور. وبالتزامن مع هذا المشهد المفعم باللقطات الساحرة، يستمع المشاهد لصوت المعلق وهو يروي قصة أحد الناجين من كارثة “رانا بلازا” المأساوية، ناقلًا عنه :”في بعض الأماكن في آسيا، لون الماء في الأنهار يمكنه أن يخبرك ما هي الألوان التي ستسود صيحات الأزياء المقبلة”.
وقالت ماريا إنجيرمان وسيني أونجرماند، مؤسستا شركة “ماند” التي شاركت في صناعة التجربة، إن الواقع الافتراضي أداة قوية لنقل المشاعر والعواطف، فهو يصل بالرسالة إلى قلب المشاهد. ومن خلال إنتاج تجربة “إكس راي فاشن”، فإننا بهذا قد بدأنا مهمة تهدف إلى زيادة الوعي حول كواليس صناعة الأزياء.