رفض العودة لسنوات الجمر.. الجيش الجزائري مع المتظاهرين أم النظام؟

379 ‎مشاهدات Leave a comment
رفض العودة لسنوات الجمر.. الجيش الجزائري مع المتظاهرين أم النظام؟

استبعد عضو مجلس الشورى الجزائري محمود قيساري أن يتدخل الجيش لقمع المتظاهرين، سعيا لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.

وأكد قيساري في تصريحات لحلقة الثلاثاء (2019/3/5) من برنامج “ما وراء الخبر” التزام الجيش بواجباته الدستورية دون التدخل في الشؤون السياسية للبلاد، لكنه يسعى للحفاظ على أمن الوطن الذي يراه أهم من الرئاسيات.

كما استبعد أن يضطر الجيش في نهاية المطاف للتدخل في المشهد السياسي لحسم هذه الأزمة، مؤكدا مرة أخرى التزامه بواجباته الدستورية فقط.

بدوره رأى استاذ علم الاجتماع السياسي نور الدين بكيس أن رسالة رئيس أركان الجيش الفريق قائد صالح تضمنت تطمينا بأن الجيش ليس مستعدا للتدخل بقمع المتظاهرين الرافضين ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة.

وأشار بكيس إلى أن خطاب قائد الجيش موجه بالدرجة الأولى إلى الشارع الجزائري لا إلى النخب السياسية، لأن الجزائريين عادوا إلى الشارع بقوة وكسروا كل المحظورات ليصححوا المسار السياسي في بلدهم، بعد فشل النخب الحاكمة طوال السنوات الماضية.

واعتبر أن الجديد في خطاب الجيش أنه تحدث بلغة أكثر واقعية وهدوء عن الحراك الشعبي، فلم يصفهم كالسابق بالمحتجين أو الشباب المغرر بهم، بل أكد على قناعته بقدرتهم على حماية أمن الوطن، كما شدد على عدم السماح بالعودة إلى سنوات “الجمر والألم”.

غير أن بكيس أكد أنه رغم الحياد الذي تتحدث عنه الجيوش العربية، فإن واقع الحال يؤكد أنها لاعب أساسي في المعادلة السياسية للبلاد، لذلك وجه دعوة للجيش الجزائري إلى الوقوف على الحياد وعدم التدخل لصالح أي طرف، “وإلا فعليه أن يستمع لمطالب المتظاهرين العادلة والشرعية بتقرير مصيرهم بأنفسهم، لا أن يقرر غيرهم بالنيابة عنهم”.

الأطراف المزعزعة للأمن
وفيما يتعلق بالجهات أو الأطراف التي اتهمها قائد الجيش بالسعي لزعزعة الأمن، قال بكيس إنه لا أحد في الجزائر يرغب بالعودة إلى سنوات الدم، لذلك كان يفترض أن يكون خطاب الجيش أكثر صراحة ولا يزيد الوضع توترا، ويحدد من هي هذه الأطراف التي تهدد أمن البلاد: هل هم المحتجون في الشارع، أم الدولة العميقة، أم المخابرات التي تتهم بتحريك الشارع؟

وقال بكيس إن الجزائريين حريصون على أمن وطنهم، ولا يرغبون في تكرار مأساة سوريا أو ليبيا أو اليمن، وإن فشل الأنظمة والنخب الحاكمة هو الذي دفعهم للخروج إلى الشارع لإسماع صوتهم وفرض معادلتهم السياسية.

من جهته تحدث قيساري عن استهداف الجزائر بسبب موقعها وخيراتها ومواقفها السياسية، ومنها عدم اعترافها بالكيان الصهيوني، الأمر الذي يجعلها مستهدفة من قبل أطراف عدة قد تسعى لاستغلال الشباب الجزائري.

وقال إن الجيش يستشعر القلق لأن المظاهرات الحاشدة تجري في مواقع مفتوحة يصعب -ولا يستحيل- تأمينها وتأمين سلامة المتظاهرين، و”الجيش والجميع يريدون للمتظاهرين أن يمارسوا احتجاجاتهم السلمية بأمان وسلام”.

مضمون الرسالة
وفيما يتعلق بفحوى الرسالة التي أراد الجيش إيصالها، قال قيساري إنه أراد أن يحث الجميع -موالاة ومعارضة- على الحرص على أمن الوطن عبر انتقال سلمي سلس للسلطة، يضمن الحفاظ على أمن البلاد.

وفي هذا السياق أكد قيساري أن الرئيس بوتفليقة قدم خارطة طريق واضحة للجزائريين تضمن انتقالا سلسا وسلميا للسلطة وتضمن الحفاظ على أمن الوطن، مشددا على أن بوتفليقة قرر الترشح للعهدة الخامسة والبقاء في الحكم لسنة واحدة فقط لغايات ضمان هذا الانتقال لا للبقاء في قصر الرئاسة.  

وأكد أن ما طرحه بوتفليقة يعتبر تأجيلا دستوريا للانتخابات الرئاسية، بينما ما طرحته المعارضة من تأجيل كامل للانتخابات يعتبر مخالفة للدستور ويضع البلاد في فراغ دستوري، مشددا على أن من أهم مهام الجيش هو حماية الدستور. 

لكن بكيس رد مجددا بأن الجزائريين ما كانوا ليخرجوا إلى الشارع لو أن النخب الحاكمة قامت بواجباتها.