نحّال قطري يروي قصة إنتاج “شافي الأمراض”

404 ‎مشاهدات Leave a comment
نحّال قطري يروي قصة إنتاج “شافي الأمراض”

محمد السيد-الدوحة

مرتديا قفازه وقناع الرأس وسط مزرعته بمنطقة الشمال، وقف خالد السويدي أحد أبرز النحالين والملاك في قطر، يروي طريقة إنتاجه للعسل التي تعتمد على خبرة النحال في دراسة النباتات وكيفية “محاربة الأعداء” وقدرته على توفير الأجواء الملائمة.

السويدي -الذي استهل في التاسعة من عمره مشواره بعمل منحل منزلي للاستخدام الخاص- يرى أن تربية النحل تحتاج مهارات خاصة لا تتوفر إلا فيمن يملك القدرة على تطويع الظروف البيئية لحماية النظام الملكي في عالم النحل.

ويقول -للجزيرة نت- إن مناخ وطبيعة كل منطقة يحددان بصورة أساسية الطرق الصحيحة في إنتاج أنواع العسل المختلفة التي تشفي الكثير من الأمراض، وهو ما عانى منه في سنواته الثلاث الأولى بعدما أخذ دورات في أوروبا، اعتمدت على الجو المميز والنبات المتوفر، ليخسر بعدها نحله في ظل تطبيقه لهذه الدورات على البيئة القطرية.

أماكن الظل الأنسب لوضع الخلايا (الجزيرة نت)

أنواع النباتات
ويضيف أن النحال يجب أن يعرف جيدا أنواع النباتات بالمنطقة وأوقات تزهيرها، ففي قطر توجد أربعة أنواع من النباتات، نوع ينتج الرحيق، وثان ينتج الطلع، وثالث ينتج العنبر، وأخير لا ينتج شيئا، وعلى حسب النباتات وأوقات تزهيرها يتم نقل المناحل إلى الروض والمزارع وتجهيز المرعى المناسب لها، على أن يكون بعيدا عن المناطق السكانية التي يكثر فيها الإزعاج والتلوث.

ويؤكد السويدي (44 عاما) ضرورة الاهتمام بخلايا النحل ووضعها في مكان مظلل بالمرعى بعيدا عن حرارة الشمس، ورش الأرضية بالماء وتنظيف الخلايا ووضعها في أماكن بعيدة عن أعداء النحل مثل طائر الوروار “الصقرقع” والنمل والحشرات.

ويعتبر أن المتابعة المستمرة مهمة وضرورية في عملية إنتاج العسل، ويجب تفقد الخلايا في المرعى بصورة مستمرة، والتأكد من وجود الملكة، وكذلك عدم وجود أعداء النحل، ومن ثم فتح الخلايا من خلال عملية “التدخين” والعمل على زيادة البراويز بالخلايا مع زيادة النحل، وأيضا فتح المسام الخاصة بـالبراويز في عملية “القسط”.

الشغالات منهمكة في صناعة العسل دون كلل (الجزيرة نت)

بعد ذلك، تؤخذ خلايا النحل من المرعى بعد التأكد من أن العسل منضج ومختوم بالشمع الأبيض وخال من الرطوبة التي تؤثر في جودته وتجعله يتبلور ويفسد سريعا، ومن ثم نقله إلى المعامل ليدخل مرحلة الفرز التي تعد العملية الأخيرة في الإنتاج.

الفرز
ويمر العسل في الفرز بعمليات تنقية وتصفية بطرق مختلفة لإزالة الشوائب وقطع الشمع الكبيرة، كما يمر على مصاف قماش ناعمة لتصفيته من الأشياء صغيرة الحجم مثل بلورات العسل الكبيرة واليرقات وبيض النحل وغيرها.

ويوضع العسل في مرحلة الفرز بخزانات خاصة “منضج العسل” لمدة أسبوع حتى تطفو الشوائب على السطح وينزل العسل إلى الأسفل، وبعدها يعقم ويعبأ.

زيادة براويز الخلية مع زيادة النحل (الجزيرة نت)

وتتم عمليات تعبئة العسل ووضع الملصقات بطرق مختلفة، حيث يعبأ في عبوات من الزجاج أو البلاستيك الصالح لحفظ الأطعمة ذات فوهات واسعة وبأحجام تناسب المستهلك المستهدف، أو يعبأ في أوعية معدنية مطلية بمواد خاملة من أجل تصديرها أو تخزينها في المستودع أو بيعها بالجملة.

وينصح السويدي بشراء العسل وقت الموسم لضمان عدم تعرضه للغش أو الخلط بمواد سكرية، ويمكن التأكد من جودته عن طريق وضع ملعقة عسل في إناء ثم سكب ماء حولها حتى يغمرها، فإذا تغير العسل إلى شكل الخلايا الشمعية فهو من الأنواع الجيدة، وإذا لم يتغير فهو مغشوش، بحسب السويدي.

المعرض
يرى النحال القطري أن معرض سوق واقف للعسل يمنح مزارع العسل والشركات القطرية فرصة مميزة لاكتساب الخبرات في طرق تنسيق وترتيب وتعليب وتسويق العسل، وإتاحة الفرصة لهم لعقد صفقات مع الشركات الأجنبية، خاصة في ظل مشاركة أبرز شركات العسل العالمية في المعرض بخبراتها الطويلة ومنتجاتها المميزة.

خلايا النحل تحتاج متابعة مستمرة (الجزيرة نت)

ويشهد معرض سوق واقف للعسل -في نسخته الثانية المقامة حاليا- مشاركة 124 شركة من عشرين دولة بنسبة زيادة تصل إلى 77% قياسا بحجم المشاركة بالنسخة الأولى التي نظمت عام 2018، ووصلت المشاركة المحلية هذا العام إلى 60% مقابل 40% للشركات الخارجية التي عززت حضورها بهذه النسخة.

ويوفر المعرض لزواره يوميا نحو خمسين نوعا من العسل أبرزها الحنون، وهو العسل المر غير المتعارف عليه، ويعد أحد أجود الأنواع التي تساعد في علاج مرض السكري، وكذلك السدر الأشهر عالميا بأنواعه المختلفة سواء كان جبليا أو من السهول أو المزارع.

وتتفاوت الأسعار في المعرض، إذ تبدأ من مئة ريال (نحو 27 دولارا) حتى ألف ريال (نحو 274 دولارا) للكيلو الواحد، وذلك حسب نوع العسل الذي يتحدد بحسب نوع الزهور والغطاء النباتي الذي توجد به خلايا النحل، ويعتبر السدر من أغلى أنواع العسل وأشهرها ويتراوح سعره بين 250 وأربعمئة ريال (68 و109 دولارات).

فتح الخلايا في عملية التدخين (الجزيرة نت)

ويضم معرض سوق واقف أماكن مخصصة لعقد الصفقات بين الشركات، وكذلك أماكن لعقد ندوات تثقيفية عن أهمية العسل وغذاء الملكات، والعلاج بالعسل، فضلا عن تخصيص جناح خاص بالمعرض للدكتور العماني حسن اللواتي لتقديم النصائح للزوار في طرق المعالجة بمنتجات العسل.

ويعد المعرض فرصة للتعريف بالمنتج القطري، وفتح المجال للشركات الخارجية لعرض منتجاتها، مما يتيح الفرصة لإبرام شراكات تسهم في فتح أسواق جديدة وتعزيز النمو التجاري المتبادل في مجال توريد العسل.

المصدر : الجزيرة