وقد جاء تدشين الكلية لبرنامج الأمن السيبراني لتلبية حاجة سوق العمل القطري، بمؤسساته الحكومية والخاصة، إلى مزيد من الكوادر الوطنية المؤهلة الذين يتميزون بمستوى عالٍ من المعرفة والخبرة في هذا المجال في ضوء الخطوات الاستباقية المتعددة التي اتخذتها الدولة لإنشاء بنية تحتية معلوماتية ذكية ومتطورة قادرة على تلبية مختلف احتياجات المجتمع ومواكبة متطلبات القرن الواحد والعشرين، وذلك عبر توفير خدمات رعاية صحية متطورة، وبيئة تعليم رقمية، ونماذج أعمال حديثة، وتقنيات صديقة للبيئة.
وبهذه المناسبة، شدد الدكتور محمد النعيمي، رئيس كلية المجتمع في قطر، على أن حماية الكم الهائل من المعلومات التي يتم تداولها عبر الشبكات الرقمية المترابطة والمتكاملة بالدولة يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الجهات المعنية، قائلًا: “علينا أن نسعى دائمًا للاستفادة من الفرص الواعدة والمتنوعة التي توفرها البنية التحتية الرقمية المتطورة، ولتحقيق ذلك يجب أن نعمل سويًا على تسخير جميع الموارد اللازمة لحماية المعلومات الوطنية الحيوية وبنيتنا التحتية من المخاطر السيبرانية التي قد تتعرض لها، خاصة في ضوء تزايد مخاطر الهجمات الإلكترونية عالميًا. ولعل من أهم عوامل حماية الأمن السيبراني الوطني هو توافر العنصر البشري المؤهل علميًا وعمليًا. وهنا برز دور الكلية الحيوي في تطوير برنامج تقنية المعلومات لإعداد كوادر وطنية فنية مدربة لتولي مختلف الوظائف المتخصصة والقيادية في هذا المجال”.
ومن جهته، قال الدكتور محمد الدوراني، رئيس قسم تقنية المعلومات: “يُمكّن البرنامج الطلاب، عبر الدراسة النظرية والتطبيقات العملية التي تغطي القضايا والتحديات المتعلقة بأمن المعلومات، من تحليل حالات وحوادث واقعية مستمدة من تجارب فعلية، وتصميم أمن الشبكات، وتطوير سياسات أمنية فاعلة. وقد نجح برنامج تقنية المعلومات بالكلية، منذ تدشينه في عام 2015 كأول برنامج أكاديمي يمنح درجتي الدبلوم والبكالوريوس في مجال الأمن السيبراني بالدولة، استقطاب ما يزيد على 200 طالب وطالبة. وها نحن نستعد هذا العام لتخريج أول دفعة من المتخصصين في مجال تقنية المعلومات من حملة شهادة البكالوريوس في الأمن السيبراني وأمن الشبكات”.
وجاء تصريح الدكتور الدوراني على هامش إطلاق كتابه الثاني الذي يحمل عنوان “الحرب السيبرانية، وحصار دولة قطر، ودول مجلس التعاون الخليجي”، والذي يناقش كيفية انتشار الحرب السيبرانية في العديد من دول الشرق الأوسط، وآثارها على البنية التحتية الوطنية التي قد تؤثر بالتبعية على الأمن القومي.
ومن جهتها، قالت ظبيه عبدالله النعيمي، الطالبة ببرنامج الأمن السيبراني: “لقد أصبحت التكنولوجيا اليوم هي الأداة الأساسية لإدارة العالم من حولنا، وهو ما يعظم من الأضرار التي قد تقع حال تعرضها لأي تهديد أو اختراق. لعل تلك الحقيقة هي التي جعلت من دراستي في برنامج الأمن السيبراني تجربة فريدة ومليئة بالمعلومات المفيدة والمثيرة للاهتمام، بالإضافة إلى إثراء خبرتي العملية من خلال التدريب بمعهد قطر لبحوث الحوسبة الذي مكنني من العمل مع العديد من الأطراف المعنية بمجال الأمن السيبراني.”
وفي السياق ذاته، قالت فاطمة الزهراء حارم، زميلة ظبية بالبرنامج: “لقد سارعت بالانضمام إلى برنامج تقنية المعلومات فور قيام كلية المجتمع بطرحه. ولعل من أكثر الموضوعات الشيقة بالبرنامج أساسيات الشبكات وتدقيق أمن المعلومات.” كما أكدت فاطمة الزهراء، التي مثلت دولة قطر في نهائيات مسابقة هواوي لمهارات تقنية المعلومات والاتصالات في الصين لعام 2017، أنها تتوق إلى المساهمة في التحول الرقمي لدولة قطر، وتطبيق الخبرات والمهارات التي اكتسبتها خلال دراستها بالكلية في الحياة العملية.
الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى برنامج البكالوريوس في الأمن السيبراني وأمن الشبكات، الذي تدرسه كل من ظبية وفاطمة، تقدم كلية المجتمع في قطر كذلك درجة الدبلوم المشارك في تقنية المعلومات وبكالوريوس إدارة الأنظمة والشبكات، حيث تزود الكلية طلابها بأحدث المعارف والمهارات العملية التي تلبي احتياجات كافة المؤسسات في الدولة.
;