ليبراسيون: الكنيسة الكاثوليكية تختنق بأكاذيبها

880 ‎مشاهدات Leave a comment
ليبراسيون: الكنيسة الكاثوليكية تختنق بأكاذيبها

أفادت صحيفة ليبراسيون بأن قمة هي الأولى من نوعها ستفتتح يوم الخميس المقبل في روما، يجتمع خلالها أكثر من مئة أسقف من جميع أنحاء العالم، للبحث في فضائح الاعتداءات الجنسية على القاصرين التي تهز الكنيسة منذ عدة سنوات.

وقبل انعقاد القمة، وافق البابا فرانشيسكو على مرسوم بتاريخ 11 يناير/كانون الثاني أصدره تكتل أهل العقيدة والإيمان الذي حل محل محكمة التفتيش القديمة في روما، ويقضي بفصل ثيودور ماك كاريك عن مهامه الدينية وعن واجباته الكهنوتية، وهي أخطر عقوبة يمكن أن تلحق برجل دين.

وكان ماك كاريك قد فقد لقبه ككاردينال الصيف الماضي -كما تقول الصحيفة- قبل أن تثبت عليه عدالة الكنيسة تهمة الاعتداء الجنسي على القصر واستخدامه سلطته الدينية لهذا الغرض، وقال الكاردينال دانيي ديناردو كبير الأسقفية الأميركية “لا يوجد أسقف فوق قانون الكنيسة”.

لعنة كاريك
وتقول برناديت صوفاجي -التي كتبت المقال في ليبراسيون- إن اللعنة التي أصابت ماك كاريك تنم عن الفوضى الكبيرة التي تتخبط فيها الكنيسة الكاثوليكية في أيامنا هذه، ففي فرنسا كشفت صحيفة لوموند أن السفير البابوي لويجي فنتورا متهم بالاعتداء الجنسي على شاب يعمل في بلدية باريس، ولم تحاول الكنيسة تحويله عن مكان عمله لتمكين القضاء من محاكمته.

ليبراسيون: بقاء الكنيسة في أوربوا الغريبة مهدد لاسيما أنها منهارة أصلا بفعل العلمانية

وقد يدل هذا التصرف -بحسب الكاتبة- على تطور في موقف الكنيسة، لأنها كانت في السابق تحاول التستر على سلوك رجالها كما حدث في 2002، عندما غطى أسقف بوسطن الكاردينال برنار لو مئات الحالات من الاعتداء الجنسي -كما يظهر ذلك في القضية التي يرويها فيلم “سبوت لايت”- ولجأ هو نفسه إلى الفاتيكان للإفلات من القضاء الأميركي.

وتضيف صوفاجي أنه بعد محاكمة الكاردينال فيليب بارباريه الشهيرة لتستره على الاعتداء الجنسي في قضية برينات، سُمح لفيلم “فرانسوا أوزون” -بقرار من العدالة- بالصدور في 20 فبراير/شباط، خاصة أنه يعالج مشكلة التكتم على الحقيقة وصعوبة تحدث ضحايا العنف الجنسي.

إرادة قوية للتغيير
ويقول فرانسوا أوزون لصحيفة ليبراسيون إنه لاحظ وجود إرادة قوية في التغيير لدى الكاثوليك، وإنه يجب على الكنيسة إجراء تغيير كبير من الداخل لتتخلص من هذه التهمة السيئة التي تلاحقها.

وترى الصحيفة أن كتاب “سودوما” -وموضوعه الشذوذ الجنسي- لمؤلفه فريدريك مارتل، سيكشف هو الآخر نفاق الكنيسة الكاثوليكية حول قضية المثلية، عندما ينشر في 21 فبراير/شباط، وكما يقول هنري ثينك الكاتب الصحفي بصحيفة لوموند “سيكون ذلك بمثابة قنبلة ذرية ضد البابا يوحنا بولس الثاني وبنيدكت السادس عشر”.

موقف غامض
وقالت الصحفية إن البابا الحالي ظل قبل ربيع 2018 يتمسك بموقف غامض من قضية الاستغلال الجنسي للأطفال، إذ منع إنشاء محكمة خاصة بالفاتيكان لمحاكمة الأساقفة الذين تستروا على قضايا اعتداءات جنسية، كما قام بحماية صديقه الكاردينال الأسترالي جورج بيل المسؤول عن الشؤون المالية.

وأوضحت الصحيفة أن فريدريك مارتل -رغم أنه محاب جدا للبابا ويعتبره البطل المناهض للاعتداء الجنسي على الأطفال- متهم لدى بعض الدوائر المتشددة الأميركية بأنه صديق للشواذ.

وفي النهاية، تخلص الصحيفة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تمر بأزمة لم يسبق لها مثيل في العصر الحالي، متوقعة أن بقاءها في أوروبا الغريبة مهدد ولا سيما أنها منهارة أصلا بفعل العلمانية.

المصدر : ليبيراسيون