قال رئيس منظمة “الخوذ البيضاء” رائد الصالح إن هذه المنظمة تهدف إلى مساعدة الشعب السوري، وإنها من “الشعب وإلى الشعب”.
وأوضح الصالح في لقاء مع برنامج “لقاء اليوم” (2019/2/7) أن المنظمة تقوم على جهود مجموعة من المتطوعين، حيث بدأت عمليات الإنقاذ في مناطق سوريا مع نهاية العام 2012 بعدما بدأ النظام السوري تنفيذ هجمات بالطائرات والأسلحة الصاروخية ضد المدنيين.
وأشار الصالح إلى أن هيكلية البحث والإنقاذ بالمنظمة تم تشكليها عام 2014، إذ انعقد أول اجتماع للمنظمة في تركيا، وأطلق عليها في البداية اسم “الدفاع المدني السوري”، وعرفت عام 2015 باسم “الخوذ البيضاء”.
وفيما يتعلق بالمناطق التي تصل إليها المنظمة، أكد الصالح أنهم يسعون للوصول إلى كافة المناطق التي يسمح لهم بدخولها.
العلاقة مع النظام
أما فيما يخص طبيعة علاقة المنظمة بنظام الرئيس بشار الأسد، فقال الصالح إن النظام يستهدف المتطوعيين عبر الاستهداف المباشر بالقصف أو باتباع إستراتيجية الضربات المزدوجة التي أوقعت 255 شهيدا بين متطوعي “الخوذ البيضاء” منذ تأسيسها وحتى الآن.
وأضاف أن “الخوذ البيضاء” بحكم قربها من الشعب السوري ومن معاناته اليومية تحت ضربات النظام وأعوانه الروس والإيرانيين، قدمت تقارير وشهادات عديدة لمنظمات ولجان تحقيق أممية، وكشفت حقيقة الكثير من المجازر التي ارتكبها النظام وأعوانه ضد المدنيين، وهو ما أدى إلى زيادة حقدهم على “الخوذ البيضاء” فاستهدفوهم بطائراتهم وغاراتهم.
واعتبر الصالح أن 2018 من أسوأ الأعوام التي مرت على الشعب السوري وعلى المنظمة، حيث كثف النظام والروس وغاراتهم على الشعب السوري، ونفذوا الكثير من المجازر واستخدموا البراميل المتفجرة التي مثلت التحدي الأكبر للخوذ البيضاء في طريق إغاثة المدنيين المنكوبين. كما استهدف النظام العام الماضي نحو 43 مركزا من مراكز الدفاع المدني التابعة للخوذ البيضاء.
وفيما يتعلق باتهام المنظمة بالمبالغة وتهويل الأمور لغايات تأليب الرأي العام العالمي ضد النظام السوري، اكد الصالح أن “الخوذ البيضاء” كانتا تقدم دائما رواية واحدة وثابتة حول أي جريمة أو مجزرة ترتكب بحق المدنيين في سوريا، بينما كان النظام والروس يبدلون ويعدلون رواياتهم لنفس الحادثة مرات عدة، وهذا أوضح دليل على كذبهم.
من الممول؟
وفيما يتعلق بالجهات التي تمول “الخوذ البيضاء”، أوضح الصالح أن لها تمويلين: الأول دولي عبر مؤسسات وسيطة مثل وكالة التنمية الأميركية، والثاني تمويل من دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وقطر.
وأشار إلى أن المنظمة وقعت مؤخرا اتفاقية جديدة مع صندوق التنمية القطري بقيمة مليوني دولار، لتشمل عمليات شراء سيارات إطفاء وإقامة عدة تدريبات وإزالة أنقاض من عدة مدن لمساعدة النازحين على العودة إلى منازلهم.
وأكد الصالح أن تقلص عمليات التمويل الدولي للمناطق غير الخاضعة للنظام زاد العبء على “الخوذ البيضاء”، حيث زادت الحاجة إلى تعبيد الطرق وإصلاح شبكات المياه، في حين تحدث عن توسعة عمليات الإسعافات الأولية لتشمل مناطق لم تكن تشملها في السابق.
وعزا سبب انكماش التمويل الدولي إلى الشعور بحالة من الإحباط نظرا لطول فترة الأزمة الإنسانية في سوريا، إذ لم تتوقع الكثير من الدول أن تستمر الأزمة إلى اليوم.
العمالة لإسرائيل
وردا على اتهام “الخوذ البيضاء” بالعمالة لإسرائيل إثر موافقتها على ترحيل المئات من عناصرها وعائلاتهم إلى الأردن عبر فلسطين المحتلة، نفى الصالح هذه التهمة جملة وتفصيلا، مشددا على أن المنظمة تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة احتلال للجولان وللأراضي الفلسطينية.
وحول ما جرى في تلك الحادثة، قال الصالح إن نحو 106 من عناصر المنظمة وعائلاتهم حاصرتهم على بعد أقل من كيلومتر واحد قرب الجولان المحتل قوات النظام السوري والقوات الإيرانية، وكان الموقف في غاية الصعوبة، فإما أن توافق إدارة “الخوذ البيضاء” على قتل هؤلاء على أيدي النظام والإيرانيين، أو أن تختار ترحيلهم إلى الأردن عبر الجولان المحتل.
وأكد الصالح أنهم لم يتصلوا أبدا بالجانب الإسرائيلي، وأن الذي تولى عملية الوساطة بين كل الأطراف هم الكنديون الذين نسقوا مع الأمم المتحدة ودولة الاحتلال ومع “الخوذ البيضاء”، مضيفا أنه إذا كانت الجولان محتلة من قبل إسرائيل، “فدمشق محتلة أيضا من قبل الإيرانيين والروس”.
تضاعف المهام
وفيما يتعلق بكفاءة أفراد “الخوذ البيضاء”، قال الصالح إن لديهم كفاءات عالية تقدم الإسعافات الأولية لضحايا الهجمات الكيميائية، بالإضافة إلى فريق متخصص في إزالة مخلفات الحرب.
وقال إن “الخوذ البيضاء” كانت تعتمد سابقا على حس “النخوة”، لكنها الآن تجري تدريبات متخصصة لكل المتطوعين حتى يقدموا الإغاثة بشكل محترف.
واعتبر الصالح أن إنقاذ السوريين في المخيمات التركية بأوقات الكوارث الطبيعية تعد من أصعب العمليات نظرا لعشوائية المكان، مشيرا إلى أن المتطوعين أخلوا عددا كبيرا من النازحين وأعادوا تحويل المجاري، كما اتفقوا مع الحكومة التركية على فتح نقاط تسريب للمياه في الجدار الحدودي.