تعترف النساء سريعا بمعاناتهن من مشاكل نفسية، ويلجأن إلى طلب المساعدة الطبية لمعالجة العديد من الأمراض بشكل أسرع من الرجال.
قد يكون هذا السبب وراء حقيقة أن الاكتئاب منتشر بشكل أكبر في صفوف السيدات، فهو أكثر شيوعا بنحو مرتين لدى النساء مقارنة بالرجال.
ويرى الكاتب جو هيربرت في تقرير نشرته مجلة سايكولوجي توداي الأميركية، أن المراحل الأولى من الاكتئاب تظهر في سن المراهقة أو بداية فترة البلوغ.
المرأة أكثر تأثرا
تتعرض النساء للأحداث السلبية في حياتهن أكثر من الرجال، وتعد تجربة الاهتمام بالأطفال مصدرا للشعور بالتوتر، وهو ما يتسم بعواقب سلبية تطال الأمهات أكثر من الآباء، في معظم الحالات.
ومن المرجح أن النساء يعتبرن أشد تأثرا بمثل تلك الأحداث، ولكن هناك احتمالية أخرى تتمثل في أن الرجال على الأرجح يتمتعون بشكل ما بالقدرة على التعامل مع مثل هذه الوضعيات ومقاومة الأمر.
دور الهرمونات
يرتبط الأمر بالهرمونات، ومنها هرمون الكورتيزول الذي يعتبر هرمون “التوتر” وتفرزه الغدة الكظرية عند مواجهة موقف غير اعتيادي. ويتدخل هذا الهرمون في حالة الاكتئاب، وعادة ما يكون الذين يخضعون لعلاج يستدعي مستوى عاليا من الكورتيزول أو مركبات مرتبطة به، عرضة للإصابة بالاكتئاب.
والنساء لديهن معدل أعلى بقليل من الكورتيزول في الدم مقارنة بالرجال، حتى ضمن المعدلات الطبيعية، مما يعزز من خطر إصابتهن بالاكتئاب.
وهناك أدلة تبين أن التستوستيرون قد يؤمن بعض الحماية من الاكتئاب، ومع تقدم الرجال في العمر ينخفض مستوى التستوستيرون لديهم، على الرغم من أن هذا الأمر يختلف بحسب الأفراد، وغالبا ما يكون الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات منخفضة من التستوستيرون عرضة بشكل أكبر للاكتئاب.
التستوستيرون والاكتئاب
في حقيقة الأمر، ليس هناك تفسير واضح للأمر في ظل وجود العديد من التخمينات. ويعزى ذلك بالأساس إلى عجزنا عن معرفة ماذا يحدث في الدماغ تحديدا ويترتب عليه الإصابة بالاكتئاب الذي ليس له سبب واحد بل نتيجة العديد من الأسباب.
وبالتالي، لا يمكننا فهم كيف يكون التستوستيرون مفيدا في بعض الوضعيات، إما على اعتباره علاجا أو عاملا من شأنه الحد من خطر التعرض للاكتئاب.
تلعب الهرمونات دورا كبيرا في تحديد الفوارق بين الجنسين فيما يتعلق بالإصابة بالاكتئاب (مواقع التواصل) |
ماذا بشأن النساء؟
تفرز النساء أيضا التستوستيرون، ولكن بنحو عُشر ما ينتجه الرجال، ويعتقد البعض أن النساء أكثر استجابة للتستوستيرون مقارنة بالرجال، لكن تبقى مسألة مدى اضطلاعه بدور في حالات الاكتئاب عند النساء من الجوانب غير المعروفة.
وفي حال التطرق لمهام الكورتيزول والتستوستيرون، على اعتبار أن الأول عامل يهيئ البيئة الملائمة للاكتئاب والثاني يمثل عامل وقاية منه، يتبين إلى أي مدى تلعب الهرمونات دورا كبيرا في تحديد الفوارق بين الجنسين فيما يتعلق بالإصابة بهذه الحالة النفسية.
في الوقت ذاته، لا ينبغي أن نغض الطرف على تأثير كل من نمط الحياة والأحداث والمواقف التي نشهدها على وضعنا النفسي.
ومن خلال التركيز على كلا الهرمونين، يمكننا إدراك السبب وراء تعرض النساء للاكتئاب بشكل متواتر ومعدل أكبر مقارنة بالرجال.
المصدر : الصحافة الأميركية