نددت جهات فلسطينية ودولية بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرد بعثة المراقبة الدولية التي تمارس مهامها في مدينة الخليل بالضفة الغربية، والتي أنشئت في أعقاب مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994.
وقالت وزيرة خارجية النرويج مساء أمس الثلاثاء إن القرار الإسرائيلي ربما ينتهك اتفاقات أوسلو. وأوضحت الوزيرة إينه إريكسن سوريدي في بيان نقلته وكالة رويترز أن “القرار الإسرائيلي من جانب واحد يمكن أن يؤدي إلى توقف تطبيق جزء مهم من اتفاقات أوسلو”.
وأضافت أن “الوضع الأمني في الخليل غير مستقر ويتسم بالصراع”، لذلك فإن إنهاء مهمة المراقبة “مثير للقلق”. وقد تولت النرويج قيادة هذه المهمة على مدى السنوات الـ 22 الماضية.
من جانب آخر، عبرت الأمم المتحدة عن أسفها لقرار إسرائيل. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة “رغم أن بعثة الوجود الدولي المؤقت في الخليل ليست إحدى هيئات الأمم المتحدة فإن هناك اعترافا على نطاق واسع بدورها في الإسهام بشكل إيجابي في نزع فتيل التوترات في مثل هذه المنطقة الحساسة”.
وقد تشكلت هذه المجموعة التي تسمى رسميا “بعثة الوجود الدولي المؤقت في الخليل” بعد أن قتل مستوطن يهودي 29 فلسطينيا في المسجد الإبراهيمي بالخليل عام 1994، وبدأت عملها على الأرض في 1997.
ويعمل بالبعثة موظفون من النرويج وإيطاليا والسويد وسويسرا وتركيا. ويقول موقع البعثة على الإنترنت إن لديها 64 موظفا دوليا في المدينة. وقال مسؤول إسرائيلي إن تفويض البعثة ينتهي في 31 يناير/كانون الثاني.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين أنه لن يجدد تفويض البعثة، متهما أفرادها بالقيام بأنشطة مناهضة لإسرائيل لم يحددها. وامتنعت البعثة عن التعليق.
وقال منتقدون لنتنياهو في إسرائيل إنه قرر التخلص من المراقبين لتعزيز حظوظه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
تصعيد وفوضى
من جهتها، رفضت السلطة الفلسطينية القرار الإسرائيلي واعتبرته تخليا عن تطبيق اتفاقيات دولية وحذرت من أنه سيخلق أجواء من التصعيد والفوضى.
واتهم الفلسطينيون في الخليل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة إخلاء المدينة من الشهود الذين يرصدون ما ترتكبه من انتهاكات.
وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنانة إن الإسرائيليين لا يريدون شهودا على جرائمهم بحق الفلسطينيين في أي مكان، لا سيما في الخليل.
وقال عارف جابر وهو من سكان الخليل لوكالة رويترز إن “هجمات المستوطنين ستزيد”. وأضاف أن وجود البعثة مفيد خصوصا لتلاميذ المدارس، لأنها تقوم بدوريات في المدينة في الصباح وبعد الظهر لدى ذهابهم وعودتهم من المدارس.
وتقول بعثة المراقبة على موقعها الإلكتروني إنه منذ انسحاب إسرائيل جزئيا من الخليل في عام 1998 بموجب اتفاقات السلام المؤقتة مع السلطة الفلسطينية، رصدت “انتهاكات للاتفاقيات وخروقات للقانون الدولي الإنساني“.
المصدر : الجزيرة + وكالات