وتوصلت الأبحاث التي أجرتها الطالبات بإشراف أساتذتهم إلى نتائج علمية هامة ومنها ما تم قبوله للنشر في دوريات بحثية عالمية، مثل دورية أمراض الدماغ المتعلقة بالأيض (Journal of Metabolic Brain Disease).
وتقدم الدراسات التي تم مناقشتها إضاءاتٍ على تطور بعض الأمراض والطفرات الجينية، كما ركزت بعض الأبحاث على دراسة عدد من الأمراض المزمنة كالسكري وعلاقتها بالممارسات الغذائية وممارسات الصحة العامة.
قسم العلوم الحيوية الطبية: الطالبات يكشفن عن وجود سلالة فيروسية ترتبط بمرض شلل الأطفال
توصلن طالبات قسم العلوم الطبية الحيوية في مشاريع تخرجهن إلى نتائج علمية هامة في مجال تطور الأمراض والطفرات الجينة وركّزت الطالبات في أبحاثهن الثماني عشر على تقديم فهم لتطور الامراض الأكثر شيوعًا في قطر.
وقدمت الطالبة سارة جمية، والطالبة أميرة كحيل، مشروعهما البحثي بعنوان: “المراقبة الوبائية والوبائيات الجزيئية لالتهاب السحايا الفيروسي في قطر” والذي أشرفت عليه الأستاذة الدكتورة أسماء آل ثاني والدكتور هادي ياسين، وقد أظهرت هذه الدراسة أنه من بين 2261 مريضًا يشتبه في إصابتهم بالتهاب السحايا خلال الفترة من سبتمبر 2017 – سبتمبر 2018، تم تشخيص 7.8 ? فقط بالتهاب السحايا الفيروسي مع انتشار أعلى في الذكور. وبناءاً على نتائج البحث، فإن الفيروسات الأكثر انتشارًا في قطر هي Echovirus-3 وEchovirus-11وEV-C105.، كما كشفت الدراسة عن وجود سلالة فيروسية لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA ترتبط بمرض شلل الأطفال.
وقد قدمت الطالبات: منيرة ناصر، وحصة آل ثاني مشروعهن البحثي حول تأثير ارتفاع السكر في الدم على نمو القلب الجنيني باستخدام نموذج جنين الدجاج. وقد وجدت الطالبتان أن فرط السكر يؤثر على سرعة تدفق الدم وضخِهِ في جميع أنحاء القلب حديث التطور. كما وجدت الدراسة أن فرط السكر ويغير من التعبير الجيني وبدوره يعدل بشكل واضح بنية القلب. وقد أشرف على هذه الدراسة الدكتور مروان أبو ماضي والدكتور حسين يلسن، ويهدف البحث إلى تطوير نموذج جنين الدجاج للتحقيق في عيوب القلب الخلقية عند أطفال الأمهات المصابات بداء السكري.
وفي مجال الوراثة والجينوم، تم عرض مشروعين باستخدام بيانات من مشروع جينوم قطر، وقد أشرفت على المشروعين الدكتورة مشاعل آل شافي. وركزت الدراسة الأولى على مرض نقص سداسي فوسفات الغلوكوز في قطر، وقد قامت به الطالبات شذى مالك وروان زيد. أما المشروع الثاني والذي قامت به الطالبات سامية أحمد ومريم راضي، فقد سلّط الضوء على بعض التحولات الجينية التي يعتقد أنها ترتبط بالقدرة المرضية لارتفاع الحرارة الحاد في قطر.
في حين أشرف الدكتور حاتم زايد على دراستين تم نشرهما حديـثـًا في مجلّات علمية مرموقة، حيث ركزت دراسة الطالبات هند الدوس وزينب محجوب؛ مجموعةً من طفرات الوراثية في جين GBA الذي يزيد من استعداد المرضى المصابين بمرض الشحّام جوشير للإصابة بمرض الشلل الارتعاشي باركنسون، وقد تم نشر الدراسة في دورية أمراض الدماغ المتعلقة بالأيض.
أمـا المشروع الثاني، فقد قامت به الطالبات مريم نياز الله وسعدية تسنيم وهدف لإظهار فعالية استخدام الأدوات الحسابية في تصنيف المتغيرات المتعلقة بالمرضى الذين يعانون من “مرض البهاق”، ويجدر الإشارة بأن المشروعين يتيحان الفرصة لتطبيقات هامة في مجال التوصل لعلاج.
وقامت الطالبات ناجيحة رضوان ووعد الخير، تحت إشراف الدكتور إبراهيم مصطفى بدراسة تأثير مركب الحديد على الصفائح الدموية، وذلك بهدف العثور على طريقة ما للحد من سِميَّة الحديد المستخدم في علاج مرض فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط الثلاسيميا. في حين درست الطالبات سارة عبد الغني وسمية أبوزيد؛ أنماط فيروس التهاب الكبد E وقارنتا بين طرق الكشف عن الأجسام المضادة في هذا الفيروس باستخدام عينات التهاب الكبد من المرضى.
ومن ناحية أخرى، قدمت الطالبات هدى النجار وفرح السر؛ دراسة عن تأثير سمية مركبات أشباه الموصلات الضوئي(HH- على سمك الزرد وقد أشرف على المشروعين الأخيرين الدكتور غياث نصر الله.
مشاريع التخرج في قسم الصحة العامة: تتناول موضوعات حيويَّة هامة منها:”صحة الفم”، “الإرضاع بالزجاجة”.
قدمن ثمانية طالبات من قسم الصحة العامة من دفعة خريف 2018 وربيع 2019 مشاريع تخرجهن، وتعتبر هذه الدفعة الرابعة لبكالوريوس برنامج الصحة العامة في كلية العلوم الصحية.
وقد استخدمت الطالبات في مشاريعهن بيانات أولوية قمن بجمعها بأنفسهن أو بيانات ثانوية من قواعد البيانات المتوفرة في القطاع الصحي في دولة قطر.
وقد قدمن الطالبات رنيم عبد الرحمن، أميرة بريده ونجلا فقيره؛ مشروعًا بعنوان “صحة الفم: المعرفة والتوجهات والممارسة لدى طلاب جامعه قطر”، وقامت الدكتورة ديانا السيد حسن- أستاذ مساعد في قسم الصحة العامة، بالإشراف على هذا المشروع. في حين أشرفت الدكتورة منار الحسن- أستاذ مشارك في قسم الصحة العامة، على مشروع بعنوان “انتشار ومحددات تغذية الإرضاع بالزجاجة في قطر: نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات – قطر 2012″، وقدمت هذا المشروع الطالبات نجلا النعيمي، أمينة عشير وأسماء الشيخ.
وأشرف الدكتور محمد فصيح العلم؛ على مشروع الطالبات دانة المطوع ومشاعل كاهوني الذي تناول موضوع “العلاقة بين استهلاك الشاي والقهوة مع إضافات (الدهون-السكر) والحالة الصحية للبالغين في المجتمع القطري باستخدام قاعدة بيانات قطر بيوبنك للبحوث الطبية”.
الجدير بالذكر أنَّ قسم الصحة العامة في كلية العلوم الصحية في جامعة قطر يُعتبَر الأول من نوعه في الدولة ويطرح القسم برنامج البكالوريوس والماجستير في الصحة العامة. يوفر بكالوريوس الصحة العامة 120 ساعة في مساقات: الإدارة الصحية والتثقيف الصحي. ويعد مقرر “مشروع التخرج” فرصة للطالبات لتعزيز مهاراتهن البحثية من خلال تجربة مشروع بحث شامل.
مشاريع تخرج طالبات تغذية الانسان
تحت إشراف الدكتورة طاهرة العبيد- رئيس قسم تغذية الإنسان، قامت طالبات قسم تغذية الانسان في كلية العلوم الصحية بعرض 31 مشروع تخرج، حيثُ قدمت الطالبات أبحاثًا في مختلف مجالات علم التغذية والتغذية العلاجية وألقت الأبحاث الضوء على بعض التحديات التي تواجه المجتمع القطري في هذا المجال.
ففي مجال صناعة الأغذية، قدمت الطالبات: فاطمة محمد، وخلود مصطفى، ولجين العوزي؛ دراسة تركز على موضوع “تحليل السوق والآثار الصحية لمحتوى المعادن الثقيلة في الأرز المستورد إلى دولة قطر”. وأظهرت نتائج البحث بأن محتوى المعادن الثقيلة في الأرز ضمن الحدود المسموحة من قبل منظمة الصحة العالمية وهو مؤشر على التزام الدولة باستيراد أفضل أنواع الأغذية طبقا للمواصفات العالمية، وحرصًا على صحة وسلامة المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر بالرغم من الصعوبات الناجمة عن الحصار الغاشم.
وتحت إشراف الدكتور عبد الحميد كركادي، عرضت الطالبات آلاء شهادة، وإيمان عبد الناصر، وريم علي بحثا بعنوان: “العلاقة بين المجموع الكلي للدهون ووضع المعادن في الجسم في فئة البالغين”. وأظهرت نتائج الدراسة بأن مستوى كل من: الحديد، الكالسيوم، الصوديوم والمغنيسيوم ينخفض مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم. كما أشرف الدكتور كركادي على بحث الطالبات لانا أبو صلاح، كريستينا لطفي، ودانة سليمان، والذي تركز حول موضوع “مقارنة بين مؤشر كتلة الجسم، محيط الخصر، ونسبة الخصر إلى الطول؛ لإيجاد المخاطر الأيضية على القلب عند فئة البالغين”، وأشارت الدراسة إلى وجود علاقة تبادلية للمؤشرات الحيوية لمحيط الخصر ونسبة الخصر إلى الطول وأمراض القلب والأوعية الدموية بمقارنة بمؤشرات قياس الجسم الأخرى.
وتحت إشراف دكتور زومن شي، تم عرض ثلاثة مشاريع بحثية، ففي المجموعة الأولى، قدمت الطالبات زينب مفتاح، أمل العلوي، وسعاد سيد دراسة عن “الرابط بين النمط الغذائي والأداء الوظيفي للجهاز التنفسي”، وقد أظهرت هذه الدراسة بأن النمط الغذائي الذي يعتمد على السكريات له علاقة بأمراض الربو بين فئة البالغين في دولة قطر، وأن الحد من استهلاك السكريات والوجبات السريعة والمشروبات المحلاة قد يساعد في الوقاية من الربو. وفي المجموعة الثانية، عرضت الطالبات سارة كمال، زينب أحمد، وجودي الصيتاوي؛ دراسة عن “الرابط بين حالة الحديد في الجسم وخطر الإصابة بالسكري”، وخلصت الدراسة إلى عدم وجود رابط بين الحديد والسكري. في حين وجدت الدراسة أن استخدام مكملات الحديد يرتبط بشكل إيجابي مع مرض السكري النوع الثاني في الإناث دونًا عن الذكور.
وركزت دراسة كل من الطالبات آمنة الإبراهيم، بشرى قمر، وسندس فتوري وزهى أكبر؛ على “العلاقة بين المشروبات الغازية والوظائف التنفسية”، وأظهرت الدراسة أن المشروبات الغازية وخاصة المشروبات الغازية المخصصة للحمية ترتبط بمخاطر أمراض الربو لدى السكان القطريين.
ومن جهة أخرى، قدمت الطالبات هدى علي، نور موسى، والشيماء سبيعي؛ دراسة تحت إشراف الدكتور فيجي غانجي، عن موضوع “تطوير استبيان تسلسل الغذاء لتقييم المدخول الغذائي من فيتامين D للسكان القطريين”.
وتناولت الدراسة التي أجرتها كل من الطالبات هنادي الشامي، شيماء البكري، سارة عجينة، وزهرة جاسم؛ موضوع “العلاقة بين تركيزات فيتامين D وتكوين الجسم وكثافة العظام لدى النساء في دولة قطر بعد انقطاع الطمث”. وخلصت الدراسة لأن فيتامين D على علاقة بالسمنة المرتبطة بأمراض القلب وأمراض التمثيل الغذائي في النساء بعد سن انقطاع الطمث.
وتحت إشراف الدكتورة هبة بوادي، تم عرض مشروع بحث كل من الطالبات ميرنا أبو وطفة وسارة السعيد بعنوان: “هل يمكن لمؤشر شكل الجسم التنبؤ بخطر الإصابة بمرض السكري بشكل مستقل عن مؤشر كتلة الجسم بين السكان القطريين؟”. ودللت نتائج الدراسة على أن مؤشر شكل الجسم مرتبط بشكلٍ ملحوظ بمرض السكري النوع الثاني لدى السكان القطرين. علاوة على ذلك، فإنَّ مؤشر شكل الجسم أفضل من مؤشر كتلة الجسم في تحديد مرض السكري الثاني.
وقامت المجموعة الأخيرة بإجراء بحث حول “مؤشرات دهون الجسم المتغيرة بحسب العمر والجنس للبالغين في قطر”. حيث قامت كل من الطالبات حليمة سارف، إلهام زاده، وسمر حسن؛ بتأسيس معايير قطعية لفئة الشباب القطري وتحديد نسبة دهون الجسم لمختلف الأعمار والأجناس والتي يمكن استخدامها كمرجع لتحديد المخاطر الأيضية المرتبطة بالبدانة، وبالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف علاقة قوية بين دهون الجسم وخطر الأمراض الأيضية.
الجدير بالذكر أنَّ كلية العلوم الصحية هي جزء من تجمع “صحة ” في جامعة قطر الذي يضم بالإضافة إلى كلية العلوم الصحية كليات الطب والصيدلة.
وتضم كلية العلوم الصحية أربعة أقسام أكاديمية هي: قسم العلوم الحيوية الطبية، قسم تغذية الانسان، قسم الصحة العامة، وقسم العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل وهو القسم الذي تم استحداثه مؤخرا لتلبية حاجة القطاع الصحي في قطر لأخصائيين مؤهلين في هذا المجال. وتقدِّم هذه الأقسام برامج أكاديمية بمعايير عالمية على مستوى البكالوريوس في مجالات العلوم الحيوية الطبية وتغذية الانسان والصحة العامة والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.
وعلى مستوى الدراسات العليا، تطرح كلية العلوم الصحية ماجستير الصحة العامة، ماجستير العلوم الحيوية الطبية، وماجستير الاستشارات الجينية وهي برامج رائدة على مستوى قطر والمنطقة. وعلى صعيد الاعتمادات الدولية، تم اعتماد برنامج العلوم الحيوية الطبية من قبل الوكالة الوطنية لعلوم المختبرات السريرية في الولايات المتحدة NAACLS. كما تم اعتماد بكالوريوس تغذية الانسان من قبل مجلس الاعتماد للتعليم في التغذية وعلم التغذية ACEND في الولايات المتحدة الأمريكية. وتولي كلية العلوم الصحية أهمية كبيرة للريادة في مجال البحث العلمي انسجامًا مع استراتيجية جامعة قطر في “التميز في البحث العلمي” حيث نشرت الكلية أكثر من 302 بحثًا في دوريات علمية محكمة خلال الفترة من 2013-2017.
;