ولأول مرة، يعرض فنان في قطر حوالي 100 عمل فني عبارة عن “اسكيتشات” من المدرسة السريالية من أجل إلقاء الضوء على أشكال غير واقعية أو خيالية متواجدة مع أجسام واقعية، فضلا عن تنظيم معرض شخصي آخر له بمقر جاليري المرخية في “مطافئ مقر الفنانين” الثلاثاء القادم بعنوان “خيالات الالتواء”.
وعن السر في تنظيم معرضين لنفس الفنان في ظرف أسبوع، أوضح السيد أنس قطيط منسق المعارض بجاليري المرخية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن ذلك يعود للمسيرة الفنية الحافلة للدكتور علاء بشير التي تمتد لأزيد من أربعة عقود، لافتا إلى أن المعرض الأول بمقر الجاليري في كتارا يؤرخ لفترات ومحطات تاريخية مفصلية مر بها العراق وكان بشير معايشا لها وشاهدا عليها، أهمها غزو العراق وقصف ملجأ العامرية، فضلا عن أحداث أخرى، مشيرا في الآن ذاته، إلى أن المعرض الذي سيكون في مطافئ مقر الفنانين الأسبوع المقبل، يؤرخ فنيا لآخر ثماني سنوات.
من جهته، رجع الفنان علاء بشير في تصريح مماثل لـ”قنا”، بالذاكرة إلى “معرض الثورة”، الذي أقيم على قاعات النادي الأولمبي في الأعظمية في بغداد في العشرين من سبتمبر عام 1958، حيث كانت أول مشاركة له مع الفنانين العراقيين المعروفين ومن أساتذة الفن آنذاك.. وبعد شهرين من أحداث يوم 14/ 7/ 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي في العراق، وما شاهده في ذلك اليوم وما تبعه من أحداث دموية أكثر عنفا، قد رفعت الغطاء عن ما يختبئ في النفس البشرية من روح الانتقام والشر المدمر، مما جعله يدرك مبكرا أن الفن لم ولن يكون للمتعة، وإنما من أهم وسائل التعبير الإنساني في الحث والتحفيز والتحريض للبحث في معنى وغاية الوجود.
ونوه الفنان إلى أن اللوحات والتخطيطات المعروضة إنما هي تعبير عن مفهومه الشخصي للفن، كما أن اختياره “أزمنة النتوءات” عنوانا لمعرضه، هو من أجل إبراز الأحداث المؤلمة، حيث إنه عبر عنها فنيا.
وعن السر في اختيار “الاسكيتشات” لمعرضه، أشار إلى أن التخطيط يختلف عن اللوحة، حيث إنه آني في وقت الحدث، في حين أن اللوحات تحتاج أياما، لافتا إلى أن فكرته عن الفن أنه ليس للتسلية، بل هو جزء من بحث الإنسان في علاقته بأشياء أخرى.
بدوره، أشار الفنان القطري محمد العتيق في تصريح لـ”قنا”، إلى أن علاء بشير يمتاز بمهارة في استخدام الحبر الصيني، لافتا إلى أن أغلب الفنانين بدأوا يعودون إلى التجارب “الجرافيكية”، بما يشي أن هناك استرجاعا للفنون القديمة بغض النظر عن التيمات التي تحملها الأعمال الفنية.
ويبدو من خلال أعمال علاء بشير المعروضة، إتقانه للتعامل مع الضوء، وجعل شخصياته مضيئة منشغلة بنفسها.
جدير بالذكر، أن معرضي علاء بشير، في كل من كتارا ومطافئ مقر الفنانين، يأتيان ضمن الموسم الفني والثقافي لجاليري المرخية (2018/ 2019) ويستمر المعرض الأول إلى الأول من مارس المقبل، في حين أن الثاني سيسدل الستار عليه في الرابع عشر من الشهر نفسه.
;