وحصل المشاركون في الأكاديمية على محاضرات من كبار المرشدين في ريادة الأعمال من جامعات عالمية، وشركات كبرى، مثل «جوجل» و«أمازون» على مدى 10 أيام، بغرض تعزيز معارفهم وخبراتهم، في بناء مشروعاتهم وأعمالهم الخاصة.
وينتمي مشاركو الأكاديمية العربية للابتكار إلى عدة بلدان حول العالم، منها المغرب، وتونس، والجزائر، والسودان، وفلسطين، ولبنان، وتركيا، وعُمان، واليمن.
تطبيق لتحويل الكلام إلى لغة الإشارة
قالت روضة السيد خريجة تخصص الفيزياء الطبية وإحدى المشاركات في الأكاديمية، إن فريقهم يتكون من 5 أعضاء من مختلف التخصصات في الكمبيوتر وهندسة الاتصالات، مشيرة إلى أن التعدد في التخصصات ساهم بصورة كبيرة في تطوير مشروعهم المتمثل في تطبيق لتحويل الكلام إلى لغة الإشارة والعكس.
وأوضحت السيد أن التطبيق يخدم شريحة واسعة من الصم، لافتة إلى أنهم زاروا عدداً من المدارس والجهات التي تعنى بتدريس الصم في قطر للتفكير معهم حول تطوير التطبيق ورفده بالاحتياجات الحقيقية التي تخدم هذه الشريحة المهمة بالصورة التي تتيح لهم التواصل مع الآخرين بسهولة.
وأضافت أن التطبيق الآن متوفر باللغة العربية الفصحى، مشيرة إلى أن هنالك صعوبات متعددة لتعميم الفكرة لعدد من اللغات، ولا سيما أن لغة الإشارة نفسها تختلف من لغة إلى أخرى كما قد تختلف داخل اللغة الواحدة فلغة الإشارة عند الإنجليز تختلف عن نظيرتها الأميركية.
وقالت روضة السيد التي شاركت في عدد من البرامج الأكاديمية والعلمية في قطر، من بينها برنامج نجوم العلوم، إن الأكاديمية تتيح فرصة رائعة للشباب والمبتكرين للتواصل وتبادل الأفكار في جو من التنافس الشريف، مشيرة إلى أن تنوع وغناء الخلفيات الأكاديمية والثقافية والمعرفية التي ينحدر منها الطلاب، كفيلة بحصول كل المشاركين على قدر كبير من المعارف الجديدة وصقل خبراتهم، ولا سيما أنهم من الشباب الطموح الذي يسعى إلى تكوين أعمال خاصة به.
نظارة تتيح السفر عبر العالم
قالت هنيدة طارق إن الفكرة التي قدمها فريقهم للمنافسة بين المشروعات المطروحة في الأكاديمية، تعطي الإنسان فرصة للطواف في مختلف أنحاء العالم دون أن يتحرك من مكانه. وتتلخص الفكرة في نظارة مرتبطة بكاميرات تحملها روبوتات موزعة في مختلف الأماكن حول العالم، وبمجرد أن يرتدي الإنسان النظارة يستطيع أن يتجول بنظره في الأماكن التي تغطيها هذه الكاميرات.
وأوضحت طارق أن النظارة تختلف عن نظيراتها المزودة بصورة مختزنة كونها تنقل الصورة الآنية في المكان الذي يرغب الإنسان في مشاهدته، موضحة أن بإمكان الذين يعانون من صعوبات في الحركة أو أي مشاكل أخرى تمنعهم من السفر، مثل ضيق الوقت أو قلة المال وغيره من موانع السفر، استكشاف المناطق التي يحبونها عبر تحريك الروبوتات لتغطية أكبر مساحة من الرؤية.
وأكدت هنيدة أن البرنامج يفيد الباحثين الذين يرغبون في السفر للتأكد من معلومة محددة باختصار الجهد والمال والوقت عبر تحريك الروبوت للقيام باستكشاف المنطقة التي يرغب الباحث في أخذ معلومات عنها. كما تتيح النظارة للراغبين في السفر لعدد من المناطق رؤيتها جميعاً لاختيار زيارة أجملها.
وقالت طارق إنها استفادت كثيراً من الورش التي قدمها مرشدون وأكاديميون قادمون من جامعات مرموقة مثل أكسفورد، وشركات عملاقة مثل جوجل وأمازون وغيرها، لافتة إلى أن الورش كانت تتم عن طريق العصف الذهني وكيفية حل المشكلات عبر تقديم نصائح مهمة في مجال البزنس.
دليل ثلاثي الأبعاد لمعرفة محتويات المباني
قال علي باني، خريج المعهد العالي للتجارة والمقاولات بالدار البيضاء، إنه قدم للمشاركة في الأكاديمية بغرض تطوير قدراته في مجال ريادة الأعمال، لافتاً إلى مساهمته مع 4 آخرين في إنشاء تطبيق يُعرف بمحتويات المبنى لخدمة السياح. ومثال على ذلك رغبة زائر إلى أحد المتاحف أو الأسواق في البحث عن «مطاعم»، فإن التطبيق يوضح له أماكن المطاعم في المكان المعني، عبر رسومات ثلاثية الأبعاد، وبالتالي يستطيع الوصول إليها بسهولة، وأوضح أن أفراد الفريق يتكون من مهندس كمبيوتر، وآخر للميكانيكا، بالإضافة إلى متخصصين في الإدارة.
وقال باني إن الفكرة يمكن استغلالها أيضاً لتطوير فكرة سلامة المباني، وتوضيح المخارج عند حدوث حالات الحريق، وغيرها من متطلبات إجلاء شاغلي المبنى، لافتاً إلى رغبتهم في تطبيق مشروعهم في قطر، كونها تستقبل عدداً من الأحداث الكبرى، وصولاً إلى المونديال أكبر الأحداث العالمية.
حزام لمساعدة الأمهات عقب تخلي أطفالهن عن «الحفاضات»
قالت فرح حجاوي إنها تشارك في الأكاديمية مع فريق يتكون من 5 أفراد من تخصصات هندسة الكهرباء، والكمبيوتر، وإدارة الأعمال، والتسويق، والعلاقات العامة، مشيرة إلى أنهم صمموا حزاماً لمساعدة الأمهات على التعرف متى يريد أطفالهم الذهاب إلى الحمام.
وأوضحت حجاوي أن كثيراً من الأمهات عندما يكبر أبناؤهن ويتخطون مرحلة الحفاضات تضطرب عندهن الأمور، ويعجزن عن ضبط مواعيد قضاء الحاجة عند الأبناء، لافتة إلى أن مشروعهم عبارة عن حزام يلبسه الطفل مربوط مع تطبيق على الهاتف الجوال، الذي يستقبل إشارات تفيد بحاجة الطفل للذهاب إلى الحمام.
وقالت إن الفكرة نبعت من مساعدة الأطفال الذين يعانون من التبول اللا إرادي، لكن المتخصصين في الإدارة والتسويق فضلوا توسيع دائرة المستهدفين بالخدمة، لضمان نجاح المشروع عبر خدمة أكبر عدد من العملاء المحتملين.
وبدوره، قال رامي صفدية، عضو الفريق، إنه استفاد بصورة كبيرة من المشاركة في الأكاديمية التي عززت علاقاته مع مجموعة كبيرة من الشباب الطموح، وألهمته كيف يكافح الشباب في كل العالم لبناء مشروعاتهم الخاصة، عبر تشارك الأفكار والخبرات، موكداً أنه بنى شبكة علاقات كبيرة ستساهم في تطوير مشروعاته المستقبلية.
ومن جهته، قال سلطان النعيمي، عضو الفريق، إن الأكاديمية امتازت بالجلسات التفاعلية، وطرح عدد من الأفكار الرائعة، مشيراً إلى أن جمع شباب متقاربين من ناحية العمر والأفكار والطموحات حقق فوائد كبيرة في حضور عدد من المرشدين أصحاب الخبرات الأكاديمية الكبيرة والمميزة في الإدارة وريادة الأعمال.;