حمد بن جاسم في لقاء مع «روسيا اليوم»: البعض يدفع في اتجاه استمرار الأزمة الخليجية.. ودول كثيرة بدأت تجني ثمار الخلاف

397 ‎مشاهدات Leave a comment
حمد بن جاسم في لقاء مع «روسيا اليوم»: البعض يدفع في اتجاه استمرار الأزمة الخليجية.. ودول كثيرة بدأت تجني ثمار الخلاف
أكد معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء السابق وزير الخارجية الأسبق، أن الأطراف التي خلقت الأزمة الخليجية حتى الآن تعتقد أنه يجب الاستمرار في حصار قطر، وأن هناك تضارباً في المسؤوليات تجاه ملف الأزمة بواشنطن.

 وأوضح معاليه، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» تمت إذاعتها مساء أمس، أن هذا الأمر كان وراء استقالة أنتوني زيني مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لحل الأزمة الخليجية، خلال الأسبوع الماضي.

 ولفت إلى أنه لم يتفاجأ باستقالة زيني نظراً لعلمه المسبق بأنه لم يحقق أي تقدم، وأرجع معاليه ذلك إلى أن هذا الملف يُدار من أكثر من جهة في واشنطن، وهذا يسبّب إحراجاً لأنتوني زيني.. مضيفاً أن زيني إنسان منطقي وأن استقالته ترجع إلى وجود تعنّت من قِبل أطراف الأزمة الخليجية بسبب تضارب الآراء والمسؤوليات في واشنطن.

قال معالي رئيس مجلس الوزراء السابق إنه يعتقد أن مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لحل الأزمة الخليجية أراد تقريب وجهات النظر، ولكن أكثر من جهة كانت تدير الملف وفق توجهات مختلفة؛ فوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يدير الملف، وجاريد كوشنر في البيت الأبيض يدير الملف، وهناك أطراف كثيرة مهتمة لسبب أو لآخر بهذا الملف.

وأضاف معاليه: «في رأيي الشخصي، البعض يدفع نحو استمرار الأزمة الخليجية، فهي تحقق مصالح كثيرة، وواشنطن بدأت تجني ثمار الخلاف الخليجي، وكذلك دول كثيرة».

وأوضح معاليه أن ما يُصرف على هذه الأزمة في دول الغرب والولايات المتحدة الأميركية، من خلال اللوبيات والمكاتب الاستشارية والقانونية والصفقات المختلفة، يمثل مصالح من وراء هذا الخلاف الذي يُراد له أن يبقى حتى يكون هناك تصعيد وليس إنهاء لهذه الأزمة.

وأشار إلى أن الدول التي خلقت الأزمة الخليجية كان يجدر بها أن تصرف أموالها في الداخل، في دول مجلس التعاون، بدلاً من محاولاتها الترويج لأفكارها من خلال اللوبي والندوات والاتصالات أو من خلال صفقات، خاصة أن بعض الدول خُطى التنمية فيها واحتياجات المواطن ليست في المستوى نفسه في باقي دول مجلس التعاون، «ولذلك أنا أعتقد أن هذه أموال شعوب دُفعت لغرض ليس له أي مبرر»؛ مضيفاً: «أعتقد أن هذه الأزمة «نزوة»، في رأيي الشخصي».

وحول تبعات الأزمة الخليجية وحصار قطر، قال معاليه: «اجتماعياً وسياسياً، فرّقت الأزمة العائلات، وبدأنا نسمع لغة في الخليج بين مستخدمي وسائل الميديا على اختلافها «لغة منحطة»، طالت الرموز والمحرّمات والنساء والرجال والحي والميت».

وأكد معاليه أن هذه ظاهرة خطيرة؛ لأنها لن تنتهي عندما تنتهي الأزمة، ولن ينتهي جرحها عندما تنتهي الأزمة، إذا أُريد لها أن تنتهي.

وتابع: «العلاقات التي كانت تجمع بين كل دول مجلس التعاون ليست فقط صلات القربى، ولكن كان الانتماء خليجي، وكانت الناس تنتظر جواز سفر خليجياً واحداً وعملة واحدة، والآن ترى أن هناك عداء تاريخياً وعداء قبلياً أرادوا له أن يبقى!».

ونوه معاليه، بأن قرصنة وكالة الأنباء القطرية، وبثّ تصريحات منسوبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يمثّل اختلاقاً لقصص جديدة أُنشئت بغرض الحصار، وأن الخلاف -أو ما أرادوا له أن يكون خلافاً- بدأ بادعائهم أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى صرّح بتصريح لم يُصرّح به.

وأضاف معاليه: عندما استنفذوا في أول أسبوع أو في أول شهر قضية اختراق وكالة الأنباء القطرية، بدأوا يتكلمون عن أكثر من موضوع، وكلما انتهى موضوع بدأوا في غيره، لأنه لا يوجد أساس لهذه الأزمة الخليجية، ولكن الهدف من افتعال هذه الأزمة «هدف غير مسؤول»، من قبل الدول التي اتخذت قرار افتعال الأزمة.

وتابع: نحن أحوج ما نكون في هذا الوقت معاً سوياً لأن هناك تحديات كثيرة، ولكن أرادوا لتبرير افتعال هذه الأزمة أنه قد تكون هناك علاقات مع إسرائيل، اختلطت أوراق كثيرة في هذه القضية من قبل ناس «لا يفقهون في السياسة».

وأشار إلى أن حال مجلس التعاون الخليجي هو جزء من الحال العربي، فأربعون عاماً منذ أنشئ مجلس التعاون، وخطواته لم تكن على قدر الطموحات التي أرادها المواطن، ولكن كان هناك تقدم وهوية خليجية ومظلة خليجية، وقوة تحدث خليجية، سواء في القضايا الاقتصادية أو في الحوار السياسي مع أوروبا، وفي النهاية هذا الكيان هُدم، حتى وإن عاد فالنوايا تحتاج إلى سنوات عديدة، من أجل إعادة الثقة.

وقال معاليه، إن المواطن الخليجي لم يعد يثق لأن كل شيء هُدم في يوم، بمجرد قرار تم اتخاذه، وهذا يقودنا إلى أن القرارات الخليجية لا تأخذ في الاعتبار المواطن الخليجي في بعض دول مجلس التعاون.

وأضاف معاليه، أن المواطن العربي والخليجي باتت لديه قوة استيعاب كبيرة، رغم أنه مهمش، نظراً لانتشار التعليم والثقافة ووسائل المعرفة الحديثة، وأكد أن قطر في الوقت الحالي باتت أقوى، ورغم الخسائر المعنوية والجرح المعنوي، ولكن في النهاية قطر خرجت أقوى، نظراً لتكاتف القطريين، واستثمار الدولة في المواطن أتى بنتائجه، لأن المواطن شريك في القرار في قطر، أما دول خليجية أخرى لا يُعد المواطن فيها شريكاً.

وأوضح معاليه، أن القيادة في قطر ليست بمعزل عن الشعب، ولكن كانت جزءاً من الشعب ومن المزاج الوطني، وترتب على ذلك التلاحم الذي حدث تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الذات، وتطوير الاقتصاد، ورغم كل ما حصل فقطر بخير وتتجاوز الأزمة المختلقة.

وحول اتهامات دول الحصار بتمويل قطر للإرهاب، قال معاليه: هذا الموضوع أصبح «سمجاً»، واستُخدم أكثر من مرة، فقد استُخدم في أزمتين سابقتين مع قطر، بأن قطر تدعم الإرهاب والإرهابيين، وكل مرة تنتهي هذه الاتهامات في النهاية، لافتاً إلى أن قطر كانت داعماً دائماً لدول مجلس التعاون في تحقيق الاستقرار، وقوة العلاقات بصورة مستمرة بتبادل المعلومات، وكان لدينا تعاون خليجي وكذلك مع الحليف الاستراتيجي للمنطقة الولايات المتحدة الأميركية.

وأشار إلى أن دول الحصار لم تقدم دليلاً واحداً على دعم قطر للإرهاب، على الرغم من مطالبة العديد من الدول بأدلة على هذه الاتهامات.

وحول دخول مصر كطرف في قضية الحصار، قال معاليه: مصر دولة مهمة ودولة لها مكانة كبيرة عربياً، ولكن مصر في ظل الظروف التي تمر بها كانت تحتاج أموالاً كثيرة، وقد أُعطيت القاهرة من هذه الدول أكثر من 30 ملياراً، فسيكون لدى مصر مشكلة إن لم تقف مع هذه الدول.

وأضاف: مصر كانت ميزاناً في دول عربية كثيرة، حتى وإن كان لها ميل في قضية معينة، ولكن كانت نوعاً ما -بسبب مكانتها- تحافظ على هذا الميزان، ولكن في هذه الأزمة وأزمات أخرى بدأت مصر تحسب أمورها بالآلة الحاسبة، وهذا أمر يؤسفني، وأعتقد أن مصر سيكون لها صحوة، لأن الدور الذي تلعبه حالياً ليس دورها.

;