سيدات يطالبن بتعميم تجربة «عيادة الخور النسائية» لمواجهة «موضة» الولادة القيصرية

16168 ‎مشاهدات Leave a comment
سيدات يطالبن بتعميم تجربة «عيادة الخور النسائية» لمواجهة «موضة» الولادة القيصرية
أشادت مجموعة من السيدات، بالعيادة التخصصية الجديدة لرعاية السيدات الحوامل ومساعدتهن على الولادة الطبيعية بعد الولادات القيصرية السابقة بمستشفى الخور، والتي تم الإعلان عنها مؤخراً، واعتبرتها بمثابة فرصة جيدة للحدّ من الولادات القيصرية، مطالبات بضرورة التوسع في مثل هذه العيادات التخصصية في كثير من المناطق بالدولة.
وشددن على ضرورة أن تتم زيادة الترويج لهذه العيادة الجديدة بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن هناك كثيراً من السيدات لا يعرفن عنها، معتبرات أن هذه العيادة من شأنها أن تساهم في حل العديد من المشاكل التي تواجه السيدات بخصوص موضوع الولادة.
وأكدن في تصريحات لـ «العرب» على أهمية الحديث عن تجربة عيادة الخور التي تساعد السيدات على الولادة الطبيعية مرة أخرى بعد القيصرية، معربات عن أملهن في أن يسمح هذا الخيار لمجموعة كبيرة من السيدات بالتوجه لخيار الولادة الطبيعية، بعدما كنّ فاقدات الأمل في إمكانية ذلك، نظراً لاستغلال واستسهال عدد كبير من الأطباء للجراحة القيصرية.
ونوهن بأن عدد السيدات اللاتي خضعن للولادة القيصرية أصبح كبيراً في الوقت الحالي، مقارنة بالماضي، نتيجة رغبتهن في عدم التعرض لآلام الولادة الطبيعية التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه، إضافة إلى تبادل الأحاديث بين السيدات عن سهولة الولادة القيصرية متجاهلات في ذلك المضاعفات الصحية التي ربما تعاني منها بعض السيدات، واصفات تلك الخطوة «بموضة الولادة» التي تتم بعيداً عن الظروف الصحية التي يحددها الطبيب للمرأة الحامل، والتي تختلف من سيدة إلى أخرى.
وقلن: «إن هناك توجهاً كبيراً نحو الترويج للولادة القيصرية بشكل كبير يفوق الترويج لفوائد وأهمية الولادة الطبيعية، خاصة بين الأمهات من حديثي العهد بالأمومة من
الجيل الحالي».
وشددن على أن المراكز والمستشفيات الخاصة كثيراً ما تتحدث عن الجراحة القيصرية على أنها البديل الأمثل، نظراً لما لها من عائد مادي كبير، وبالتالي أصبحت تجارة أكثر من كونها خياراً لا بديل عنه، وبالتالي فإنه في حالة التوسع في العيادات التخصصية مثل تلك الموجودة في مستشفى الخور، سيتم التقليل من عملية الترويج للولادة القيصرية، والتي أصبحت بمثابة موضة خلال هذه الفترة.
وكانت مؤسسة حمد الطبية قد أعلنت مؤخراً، أن عدد السيدات المستفيدات من العيادة الجديدة بمستشفى الخور قد وصل إلى 60 سيدة، حيث تمخّض عن هذه الخدمات 10 ولادات طبيعية ناجحة خلال شهر سبتمبر الماضي، لسيدات كنّ قد وضعن مواليدهن السابقين عن طريق الجراحة القيصرية.

نورا السعدي: الترويج لخيار «القيصري» كبير لتفادي آلام الولادة الطبيعية
قالت نورا السعدي، إن الترويج للولادة القيصرية أصبح كبيراً جداً بشكل يفوق الترويج للولادة الطبيعية، نظراً لما تتعرض له المرأة من آلام، مما يجعل جميع السيدات تميل أكثر لطرق الولادة الأسهل غير منتبهات للمشكلات الصحية الناتجة عن الولادة القيصرية فيما بعد.
وأشارت إلى ميزة وجود عيادة تروّج وتوعّي السيدات بأهمية الولادة الطبيعية كما هو موجود في عيادة الخور، مطالبة بأهمية التوعية بشكل أكبر على مستوى العيادات الموجودة في بقية المراكز الصحية الأخرى على مستوى الدوحة.
ونوهت بأهمية خطوة فهم جميع السيدات فضل الولادة الطبيعية، لما لها من دور في شفاء الأم بصورة أسرع عن الولادة القيصرية، التي تتطلب عدة أسابيع نتيجة العملية الجراحية المصاحبة للولادة، وبالتالي فإن الاهتمام برضيعها يتم بشكل أفضل، لافتة إلى أهمية تعافي الأم للعناية بطفلها، والذي عادة ما يكون بالتوازي مع الرضاعة الطبيعية.

سالي محمد: الكثير من السيدات
لا يعلمن شيئاً عن عيادة الخور الجديدة
قالت سالي محمد إنها تجهل فكرة إمكانية الولادة الطبيعية بعد قيام الأم بالولادة القيصرية، معتبرة أن وجود عيادة خاصة في الخور لمساعدة الأمهات على الولادة الطبيعية بعد القيصرية خطوة مهمة ولابد من تعميمها لتشمل جميع المراكز الصحية لتوعية السيدات بهذا الخيار الذي يجهله عدد كبير من السيدات، نظراً للثقافة المحدودة المتعلقة بهذه الإمكانية والتي لا يتحدث عنها عدد كبير من الأطباء. ونوهت بأن خيار الولادة القيصرية أصبح أكثر انتشاراً خاصة بين الأمهات حديثي العهد من أبناء الجيل الحالي، على عكس حال الأمهات والجدات نظراً لعدم تحملهن ما يسمعنه عن آلام الولادة الطبيعية وما تروج له وسائل الإعلام كذلك، مما ينفر عدداً كبيراً من السيدات من الولادة الطبيعية والتي تعد أكثر أماناً من الجراحة القيصرية.
وأفادت بأن عدداً كبيراً من الأطباء توقفوا عن الحديث عن ميزات الولادة الطبيعية مكتفين بسؤال الأم وعن رغبتها في الولادة الطبيعية أم القيصرية، وبديهياً تتجه الأمهات الجدد إلى خيار الجراحة القيصرية. مطالبة بمزيد من الترويج لعيادة الخور ومهامها وما تقوم به تجاه السيدات لخوض تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية والحديث حول إمكانية ذلك.

فاطمة الكواري: العيادات الخاصة تشجّع السيدات
على «القيصرية» بسبب التكلفة
قالت السيدة فاطمة الكواري، إن أغلب العيادات الخاصة تشجع السيدات على الولادة القيصرية نظراً لارتفاع تكلفتها، وبالتالي هناك استفادة مالية من وراء ذلك، فضلاً عن أن خيار الولادة الطبيعية يستنزف وقتاً طويلا من الطبيب والأم، وبالتالي يوجد توجه كبير ناحية البعد عن قرار الولادة الطبيعية، لأن كل طرف يستسهل الولادة القيصرية.
وأشارت إلى عدم علمها بالعيادة التي تم إطلاقها في الخور، والتي تروج للولادة الطبيعية حتى للأم التي قامت بالولادة القيصرية سابقاً، معتبرة أن هذه العيادة تستلزم مزيداً من الإعلان عنها، لأن هناك اعتقاداً لدى عدد كبير من السيدات أن فرصة الحمل والولادة للأم التي قامت بالجراحة القيصرية 3 مرات فقط، وبالتالي فإن عدداً كبيراً من السيدات يرغبن في مزيد من الأطفال، ولكن هناك تخوفات على صحتهن، وهذه العيادة ستسمح لهن بخوض التجربة ما لم تتأثر صحتها بعد متابعة الطبيب الخاص بها.

هلا السعيد: يجب الترويج لهذه العيادة بالشكل الكافي
قالت الدكتورة هلا السعيد إنه من الضروري أن تبدأ المرأة الحامل في اختيار طبيب أمين يقدر حالتها الصحية بشكل صحيح، ومن ثم يشجعها على قرار الولادة الطبيعية، ويطمئنها إذا لم تكن في حاجة إلى الولادة القيصرية، والتي عادة ترتبط بوضع الجنين وحالة الأم الصحية.
لافتة إلى أن معلوماتها في هذا الصدد تشير إلى أنه لا يصلح إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية لكل النساء، لأن هذا القرار قد يقلل من عوامل معينة، ويزيد من احتماليه الخطورة، ما يجعلها خياراً غير مناسب للبعض.
ونوهت بأنه على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تشجع على الولادة الطبيعية، وتنصح الحوامل بأنه إذا لم تكن هناك حاجة طبية شديدة للولادة القيصرية فالأولى تجنبها. مشيدة بالعيادة التي تم افتتاحها بالخور، ولكن ما يثير فضولها -حسب ما وصفت- هو عدم الترويج لهذه العيادة بالشكل الكافي، وبالتالي، تساءلت عما إذا كان هناك أي آثار سلبية لها، خاصة أن لديها معلومات تفيد بأن بعض الأطباء لا يروجون للولادة الطبيعية بعد الجراحة القيصرية، لأنها قد تُعرض الرحم الذي أضعفته العملية القيصرية للتمزق، وإعادة الولادة القيصرية يمكن أن تقلل المخاطر بشكل طفيف.
واعتبرت أن المتابعة مع الطبيب واستشارته وألا تتخذ المرأة قراراً بناءً على تخوفاتها وما تراه وتسمعه يظل هو الفيصل في الأمر برمته.

غادة عبدالوهاب: كثير من المعلومات المغلوطة تؤثر على قرار المرأة
قالت غادة عبدالوهاب، إن الجراحة القيصرية تسببت لها في مضاعفات صحية لاحقة، خاصة أنها لم تكن في حاجة ماسة لها، ولكن التخوفات التي أحاطت بها نتيجة المعتقدات السائدة عن آلام الولادة الطبيعية دفعتها دفعاً نحو قرار الولادة القيصرية، والتي تسببت فيما بعد بتلوث الجرح وبسبب أخطاء طبية أخرى، امتدت مدة تعافيها لفترة أطول من المتوقع، مما أثر على فترة اعتنائها بطفلها الرضيع، لافتة إلى أن خيار الولادة الطبيعية كان متاحاً مما كان سيعطي نتائج أفضل في حالتها، خاصة أنها أول تجربة لها للولادة.
واعتبرت أن وجود عيادة تساعد السيدات على خوض تجربة الولادة الطبيعية مرة أخرى بعد الولادة القيصرية، سيحررها من التخوفات التي أثرت على صحتها سابقاً، خاصة وأنها كانت تعتقد أنه لا فرصة لخيار الولادة الطبيعية مرة أخرى، مما جعلها تؤخر قرار الحمل مرة أخرى، نتيجة سوء تجربتها الأولى، مطالبة بضرورة انتشار هذا التقدم الطبي الذي تتبناه عيادة الخور بين السيدات، لإعادة الأمل لهن بإمكانية ذلك، خاصة وأن جميع المعلومات المتعلقة بالولادة لدى عدد كبير من السيدات وأزواجهن مغلوطة، وتحتاج إلى تصحيح، لأن المعلومات الصحيحة بالضرورة ستؤثر على القرار المشترك بين الزوج والزوجة.

60 سيدة استفادت من خدمات العيادة
أعلنت مؤسسة حمد الطبية عن افتتاح عيادة تخصصية جديدة بمستشفى الخور خلال شهر مارس الماضي، لرعاية السيدات الحوامل ومساعدتهن على الولادة الطبيعية بعد الولادات القيصرية السابقة، حيث استفاد ما يزيد على 60 سيدة من خدمات هذه العيادة، وفقاً لما ذكره بيان المؤسسة. وتمخّض عن هذه الخدمات عشر ولادات طبيعية ناجحة خلال شهر سبتمبر الماضي، لسيدات كنّ قد وضعن مواليدهن السابقين عن طريق الجراحة القيصرية. وترغب كثيرات من النساء اللواتي وضعن مواليد عن طريق الجراحة القيصرية في الولادة الطبيعية، تجنّباً للعمليات الجراحية، وتماشياً مع بعض المعتقدات الدينية أو الميول الشخصية، أو لكون البعض منهنّ كنّ قد عانين من تجارب صعبة جرّاء الولادات القيصرية. وعلى الرغم من عدم ملاءمة الولادة الطبيعية بعد القيصرية للسيدات الحوامل كافة من الناحية الطبية، فإن العيادة التخصصية الجديدة في مستشفى الخور تساعد السيدات الحوامل في اتخاذ القرارات الصائبة في اختيار نوع الولادة لوضع مواليدهن. إن الضرورة الطبية تقتضي في بعض الأحيان إجراء عمليات الجراحة القيصرية لإنقاذ حياة الأم، ولكن الجراحة القيصرية تنضوي على بعض المخاطر الصحية المحتملة.