البدناء أقل قدرة على شم الروائح والتمييز بينها

336 ‎مشاهدات Leave a comment
البدناء أقل قدرة على شم الروائح والتمييز بينها

ويعتمد الأطباء وخبراء التغذية على مؤشر كتلة الجسم لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من السمنة. ويعتبر هذا المؤشر مقياسا تشخيصيا لتقييم الوزن المناسب للشخص.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تضاعف عدد المصابين بالسمنة حول العالم ثلاث مرات تقريبا منذ سنة 1975.

وقد وصل عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة مفرطة في الوزن سنة 2016 إلى ما يقارب ملياري شخص، 650 مليون منهم مصابون بالسمنة. وفي السنة ذاتها، قُدّر عدد الأطفال الذين يعانون من مشكلة الوزن الزائد أو السمنة ولا تتجاوز أعمارهم الخامسة 41 مليون طفل.

الوزن الصحي يحميك من الأمراض (مواقع التواصل الاجتماعي)

وفي سنة 2013، صنّفت الجمعية الطبية الأميركية السمنة كحالة مرضية، ما ساهم في تغيير نظرة المجتمع الطبي لهذه المشكلة الصحية المعقدة وطريقة تعامله مع المصابين بها.

كما دحض هذا القرار الفكرة السائدة حول اعتبار السمنة نتيجة مباشرة للإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة ما يكفي من النشاط البدني، حيث أوضحت الجمعية الطبية الأميركية أن “بعض الأشخاص لا يستطيعون التحكم بشكل كلي في أوزانهم”. 

 

العلاقة المذهلة بين الوزن وحاسة الشم
وقالت الكاتبة شيارا تاونلي في تقريرها بموقع “ميديكال نيوز توداي”، إن البحوث العلمية والدراسات لم تركز في السابق على العلاقة القائمة بين حاسة الشم والوزن.

وقد اكتشف باحثون من جامعة أوتاغو بنيوزيلندا، مؤخرا، الصلة المدهشة بين مرض السمنة وحاسة الشم. وقد عمل هؤلاء العلماء على تجميع جملة من الوثائق العلمية التي تهتم بالصلة بين وزن الجسم وحاسة الشم، وحصلوا على معلومات من نحو 1500 شخص شاركوا في “دراسات تجريبية وسريرية في جميع أنحاء العالم”.
 
حيال هذا الشأن، قالت الأستاذة المحاضرة في جامعة أوتاغو والمختصة في العلوم الحسية بقسم علوم الأغذية، مي بينغ، إنه “بعد تجميع الأدلة، اكتشفنا ارتباط وزن جسم الإنسان وقدرته على الشم، فكلما تمتع الشخص بحاسة شم قوية، زاد احتمال تمتعه بوزن سليم، والعكس صحيح”.
 
وأضافت الدكتورة بينغ أن الرائحة تلعب دورا أساسيا في تحديد السلوك الغذائي للمرء، نظرا لتأثيرها على الطريقة التي يعتمدها للتمييز والاختيار بين مختلف النكهات. وقد يؤدي ضعف حاسة الشم إلى اعتماد الشخص خيارات غذائية غير صحية مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالسمنة.

 
يمكن لجراحات إنقاص الوزن أن تعزز حاسة الشم
كما توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للبدانة أقل قدرة على الشم وتحديد الروائح. وبناء على هذه النتائج، افترض الباحثون أن البدانة تؤدي إلى تغيير عملية التمثيل الغذائي في جسم الشخص، الأمر الذي يؤثر على المسارات الرابطة بين القناة الهضمية والدماغ.
 
وأخذ الباحثون بعين الاعتبار الآثار الناجمة عن عمليتين جراحيتين لعلاج السمنة، في محاولة لإعادة بناء المسار بين القناة الهضمية والأمعاء.

ودرس الباحثون عملية استئصال في المعدة وجراحة المجازة المعدية. وقد أظهرت النتائج أن عملية الاستئصال من شأنها أن تعزز حاسة الشم، في حين لا تتمتع بقية الأنواع الأخرى من جراحات السمنة بالآثار نفسها.

 
وقالت بينغ إن “إزالة جزء من المعدة يمكن أن يؤثر على الأعصاب الموجودة في هذا العضو، التي تؤثر بدورها على المسار الرابط بين القناة الهضمية والدماغ. ويبدو أن الفرق بين الجراحتين يكمن في مجموعة التغيّرات التي تطرأ على حاسة الشم، مما يعني أن تقلص حجم المعدة ليس العامل الأساسي الذي يؤدي إلى فقدان الوزن، وإنما هو على الأرجح ناتج عن إعادة تشكيل المسار الرابط بين القناة الهضمية والدماغ”.

وتأمل الدكتورة بينغ أن تساهم هذه الدراسات والاستنتاجات في زيادة الوعي حول العلاقة الدقيقة بين العادات الغذائية والحواس.

المصدر : مواقع إلكترونية