امرأة ترأس هيئة وطنية لحقوق الإنسان.. هل تنصف المرأة المغربية؟

385 ‎مشاهدات Leave a comment
امرأة ترأس هيئة وطنية لحقوق الإنسان.. هل تنصف المرأة المغربية؟

مريم التايدي-الرباط

“أن أكون صادقة معها”، هذا هو الوعد الذي قطعته أمينة بوعياش، الرئيسة الجديدة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، حين سألتها الجزيرة نت بماذا تعد المرأة المغربية.

ووعدت بوعياش في السياق ذاته أن تكون مغربية في طرح إشكالات النساء، وفي إيجاد سبل الحلول للإشكالات، وأن تكون حريصة على مساهمة المرأة في مختلف مناحي الحياة، معتبرة أن النساء يواجهن عراقيل مضاعفة.

ثقل التكليف
أمينة بوعياش، التي شغلت منصب سفيرة للمملكة المغربية بالسويد، ومنصب كاتبة عامة ونائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وتدرجت في مسؤوليات حقوقية عديدة، تشعر بثقل التكليف، وتقول في مقابلة مع الجزيرة نت “الإحساس بالمسؤولية وبالتكليف، ونتائج التكليف، هكذا كان شعوري، عند التعيين”.

وتضيف بوعياش والحزم يحدوها “الهيئة لها وضع وطني وإقليمي ودولي مهم جدا، ولديها تفاعل مع الرأي العام، وبالتالي أول ما راودني هو هل سأكون في مستوى الانتظارات”.

وكان ملك المغرب محمد السادس، قد عين في السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أمينة بوعياش، رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لتصبح بذلك أول امرأة في المغرب تترأس مؤسسة دستورية تعنى بوضع حقوق الإنسان في البلاد.

بوعياش: سأكون حريصة على مساهمة المرأة في مختلف مناحي الحياة خصوصا أن النساء يواجهن عراقيل مضاعفة (الجزيرة)

بشارة نسائية
قبل تعيينها على رأس هيئة دستورية وطنية، كانت أمينة بوعياش انتخبت في أبريل/نيسان 2006 رئيسة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان (جمعية حقوقية وطنية)، وكانت بذلك أول امرأة تترأس هيئة حقوقية بالمغرب، مما جعل من تعيينها الجديد كأول امرأة على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشارة في الأوساط النسائية، التي استقبلته بالكثير من الترحيب، ووضعت عليه الكثير من الآمال.

الثقة والتمكين
تقول عزيزة البقالي، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية (جمعية)، إن المنتدى الذي ترأسه عبر عن موقف إيجابي من تعيين بوعياش وما يعنيه من تعزيز الثقة في النساء والتمكين لهن.

وعبرت لطيفة بوشوى رئيسة فدرالية رابطة حقوق النساء عن الابتهاج والارتياح، معتبرة وجود امرأة في مثل منصب بوعياش ينسجم ومطالب الرابطة بالمناصفة.

من جانبها قالت نزهة الصقلي وهي وزيرة سابقة وناشطة سياسية ونسائية “لا يمكن إلا نكون فرحين بتعيين مناضلة خبرتها عدة معارك”.

ويشهد لبوعياش بكونها حقوقية وكفاءة وطنية ودولية، معروفة بدفاعها عن حقوق الإنسان، وحاملة لمجموعة من القيم الديمقراطية.

وترى لطيفة بوشوى في حديث مع الجزيرة إن “الفترة الأخيرة شهدت ردة ونكوصا في حقوق النساء”، وتضيف الفاعلة في مجال قضايا النساء “نراهن على أمينة بوعياش من أجل التقدم في الممارسة الحقوقية”.

ومن جهتها تؤكد نزهة الصقلي أن بوعياش تنتظرها مجموعة من الملفات الساخنة فيما يخص الحريات الفردية، وإلغاء عقوبة الإعدام، والإيقاف الطبي للحمل، اشتغال الأطفال، وزواج القاصرات وغيرها من الملفات. وتضيف الصقلي “عندي أمل كبير أن تستعمل أمينة بوعياش الحكمة وما تشربته من ثقافة حقوق الإنسان للنهوض بقضايا المرأة المغربية”.

لأول مرة.. امرأة على رأس هيئة وطنية لحقوق الإنسان.. هل تغير من وضع المرأة المغربية؟ (الجزيرة)

فك الاحتقان
أما عزيزة البقالي فتقول “نراهن على مجلس حقوق الإنسان بقيادته الجديدة لفك الاحتقان الاجتماعي المرتبط بالأوضاع الحقوقية، وأن يلعب أدوارا ريادية في الوساطة في ملف الحقوقي المرتبط بمحاكمات الريف” معتبرة أنها نقط سوداء تؤثر في صورة البلد، بالإضافة إلى مظاهر التمييز ضد النساء”.

وأكدت الفاعلات النسائيات على ضرورة تفعيل المشاركة بين المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني، وطالبن بضرورة احترام تمثيلية مختلف الأطياف.

وكان الملك محمد السادس دعا، حسب بلاغ للديوان الملكي، المجلس لمواصلة التنسيق وتعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات والمنظمات الوطنية والدولية، الحكومية وغير الحكومية، بما يساهم في النهوض بثقافة وقيم حقوق الإنسان وحماية حقوق وحريات المواطنات والمواطنين.

أولويات المرحلة
في مقابلتها مع الجزيرة نت، اعتبرت أمينة بوعياش أن أولويات الاشتغال تضمنها بلاغ التعيين، وركزت على حماية حقوق الإنسان، والمساواة والنوع، والولوج للعدالة، واستقلالية العدالة، ومبدأ استقلال المحاكمات.

وكان الملك محمد السادس شدد حسب نص بلاغ الديوان الملكي المرتبط بتعيين أمينة بوعياش “على ضرورة قيام المجلس في تركيبته الجديدة، وبوصفه مؤسسة وطنية مستقلة، بالمهام الموكلة إليه، بموجب القانون المتعلق بإعادة تنظيمه”. خصوصا “ما يتعلق بالآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، والآلية الوطنية لتظلم الأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل، والآلية الوطنية الخاصة بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة”.

حقوق الإنسان
وأكدت بوعياش أنه بعد أيام من تعيينها، انكبت على قضايا كبرى بالموازاة مع حالات الحماية الاستعجالية. وتعتمد بوعياش، حسب قولها، في الاشتغال على جمع المعلومات وتقاطعها، وتكييفها مع القوانين الوطنية والدولية واستخراج الاستنتاجات الخاصة، لتكون في وضع يمكنها من رؤية موضوعية للأشياء والوقائع.

تترأس بوعياش اليوم هيئة وطنية ذات بعد إستراتيجي، ولا تزال تذكر أنها حين كانت شابة كانت تخرج للاحتجاج، ولا تعرف إن كانت ستعود للبيت.

حين سألناها عن البدايات قالت “حين كنا نخرج للشارع للاحتجاج، كنا لا نعرف هل نعود أم لا”. لتتوقف عن الحديث بعدها، وتستدرك “الأمور تطورت وأفضل ألا أعود للماضي”.

المصدر : الجزيرة