قال مراسل الجزيرة إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عقد أول اجتماع مباشر مع رئيسيْ وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين إلى مشاورات السويد، بحضور سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وقد تبادل الوفدان قوائم الأسرى والمعتقلين، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش سيجري محادثات مع الوفدين اليمنيين، وسيتحدث في الجلسة الختامية للمشاورات المقررة غدا الخميس في بلدة ريمبو السويدية.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الأمم المتحدة قدمت اقتراحا بشأن الحديدة يطالب الأطراف المتحاربة بسحب قواتها من الميناء والمدينة، وتشكيل لجنة مشتركة أو كيان مستقل للسيطرة على الحديدة مؤقتا.
وأعلن رئيس لجنة الأسرى بوفد الحوثيين أنه سيكون إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين يوم 20 يناير/كانون الثاني القادم.
وفي هذا السياق نقل مراسل الجزيرة عن مصادر من مشاورات السويد أن الوفدين لديهما فترة أسبوعين لدراسة الملفات والتحقق من الأسماء وأوضاع الأشخاص المعنيين.
وذكر وزير الخارجية اليمني في تغريدة له أن وفد الحكومة قدم قائمة من 8576 معتقلا لدى الحوثيين، وأضاف أن القائمة مفتوحة بحسب الاتفاق لتشمل أي قوائم لاحقة على حد قوله.
وجاء في بيان نشر على موقع وكالة “سبأ” اليمنية القريبة من الحكومة، أن الوفد الحكومي طلب “ضمانات واضحة تلتزم فيها المليشيا بعدم تكرار الاختطافات للمواطنين”.
من جانبه قال عضو وفد الحوثيين في مشاورات السويد غالب المطلق إنه جرى تسليم قوائم الأسرى التي تضم قرابة 15 ألف أسير من الجانبين.
وأضاف المطلق أنه تم تحديد صنعاء وسيئون لتبادل الأسرى برعاية الصليب الأحمر، بينما أشار مصدر آخر إلى أن فترة تنفيذ الاتفاق كلها ستستمر 48 يوما من تاريخ الإعلان عنه.
يأتي ذلك بينما تحدثت مصادر للجزيرة أن قوائم أسرى الحوثيين شملت 7500 اسم، بينما شملت قوائم الحكومة 8200 اسم.
|
|
جهود أممية
وبعد ساعات من الإعلان عن تبادل الأسرى، أكد دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سينضم الخميس الى المحادثات الجارية في بلدة ريمبو السويدية “للحضّ على استمرار المحادثات” التي يمكن أن تستأنف في يناير/كانون الثاني المقبل في مكان آخر يتم تحديده لاحقاً وقد يكون في الشرق الأوسط.
ولاحقاً أصدرت المنظمة الدولية بيانا في مقرّها بنيويورك أعلنت فيه أنّ أمينها العام “سيجري محادثات مع وفدي” الحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين، “وسيتحدّث في الجلسة الختامية لهذه الجولة من المشاورات”.
وتبحث المشاورات التي يقودها غريفيث منذ الخميس الماضي، ستة ملفات هي: إطلاق سراح الأسرى، والقتال في الحديدة، والبنك المركزي، وحصار مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، ومطار صنعاء المغلق.
وهذه هي الجولة الخامسة للمشاورات بين الفرقاء اليمنيين، التي بدأت جولتها الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، والكويت (2016)، تلتها جولة رابعة فاشلة في جنيف (سبتمبر/أيلول 2018).
وتحظى هذه الجولة بدعم دولي كبير، وقال غريفيث إن هناك جهدا ودعما دوليين لنجاح هذه المشاورات وحل أزمة اليمن.
ومنذ 2015، ينفذ التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات يمنية.
وفي سياق متصل، رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتفاهمات الأولية للمشاورات اليمنية الجارية في السويد، معربا عن دعمه بقوة استمرار المشاورات بين اليمنيين للوصول إلى توافقات نهائية وملزمة.
وأكد الوزير الإيراني ضرورة أن يتوقف من يقصف اليمن فورا عن ذلك ويضع حدا للكارثة الإنسانية.
|
|
استبعاد الهدنة
لكن رغم التقدم الذي تحقق في ملف الأسرى، فإن الوفد الحكومي استبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الجولة الحالية من مشاورات السويد، وذلك بعد يوم من إعلان التحالف السعودي الإماراتي الداعم للحكومة اليمنية أن العمليات مستمرة في الحديدة.
وأطلقت القوات الحكومية عملية لاستعادة المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في يونيو/حزيران الماضي، مما أثار قلقا دوليا بشأن مصير سكانها البالغ عددهم 600 ألف.
وقال عضو الوفد الحكومي اليمني عسكر زعيل لوكالة الصحافة الفرنسية لدى سؤاله عن وقف إطلاق النار، إن “هذه ورقة مطروحة ضمن الإطار العام، ونحن ما جئنا إلا أساسا لنحدث تقدما في هذا الجانب لوقف إطلاق نار شامل وكامل، ولكن أعتقد أننا لن نستطيع أن نحرز التقدم في هذه الجولة.. هذه الجولة هي جولة محادثات للتهيئة لهذا”.
المصدر : الجزيرة + وكالات