وأدت المصادمات مع رجال الشرطة وسط باريس إلى حدوث إصابات في صفوف المتظاهرين.وأظهرت صور بثتها الجزيرة إطلاق رجال الشرطة قنابل مدمعة على أصحاب السترات الصفراء وإغلاق بعض الأزقة المؤدية إلى قوس النصر بالمدرعات في منطقة قريبة من شارع الشانزليزيه.
كما أعلن رئيس الوزراء إدوارد فيليب اعتقال 481 شخصا صباح اليوم تحسبا لوقوع أعمال عنف.
وتم إغلاق المعالم الرئيسية في باريس والمتاجر الكبرى بينما انتشر آلاف من رجال الشرطة بالشوارع بعدما شهدت العاصمة نهاية الأسبوع الماضي أسوأ أعمال شغب تجتاحها منذ عقود.
وقال مراسل الجزيرة في باريس محمد البقالي إن “التوتر متصاعد، ومن الواضح أن الأمور تتجه نحو الانفلات”.
وهناك إحساس لدى المتظاهرين بأن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يتعاط بجدية مع مطالبهم، كما يقول المراسل “وهناك اعتقاد لدى كثيرين منهم أن السبيل الوحيد لإقناع الحكومة هو اللجوء للعنف”.
وأكد المراسل أن “المأزق الذي تواجهه فرنسا الآن هو أن هذا الحراك ليس له رأس ولا غطاء سياسي مما يجعل مهمة التعاطي معه صعبة.. خاصة وأن سقف المطالب الآن ارتفع ليشمل المطالبة باستقالة الرئيس”.
ونشرت السلطات نحو 89 ألف شرطي اليوم بمختلف أنحاء البلاد، منهم ثمانية آلاف في باريس وحدها لتجنب تكرار أحداث فوضى السبت الماضي عندما قام مثيرو الشغب بإضرام النار بالسيارات ونهب المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه وتشويه قوس النصر بكتابات مناهضة لماكرون.
ورغم تنازل الحكومة هذا الأسبوع عن خطط زيادة الضرائب على الوقود التي فجرت الاحتجاجات، يواصل الرئيس مساعيه لتهدئة الغضب الذي أدى لأسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ 1968.
وقد قتل أربعة أشخاص وأصيب المئات إثر المظاهرات التي انطلقت يوم 17 من الشهر الماضي احتجاجا على سياسة الحكومة الاجتماعية والمالية، كما اتسع نطاقها لتشمل الطلاب والمسعفين والمزارعين.
ويشكل خطر وقوع المزيد من العنف كابوسا أمنيا للسلطات التي تفرق بين محتجي حركة “السترات الصفراء” السلميين والجماعات العنيفة ومثيري الفوضى الذين يأتون بهدف النهب، مؤكدة أنهم تسللوا إلى صفوف تلك الحركة.;