صيادو الحديدة بين خطرين.. الموت جوعاً أو القصف في البحر

500 ‎مشاهدات Leave a comment
صيادو الحديدة بين خطرين.. الموت جوعاً أو القصف في البحر
الموت أو الاعتقال.. أصبح كابوساً يومياً يطارد الصيادين في محافظة الحديدة اليمنية، وذلك بسبب غارات التحالف السعودي الإماراتي المتوالية على المحافظة، واعتقال التحالف العديد من الصيادين المدنيين في ميناء الحديدة.
ففي بداية نوفمبر الحالي، شنّت قوات التحالف عمليات قصف على الحديدة، واندلعت معارك عنيفة في محاولة للسيطرة عليها؛ الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من السكان إلى تجنب سوق السمك.
وإلى جانب قلة الزبائن، يعاني الصيادون في المرفأ من خطر التعرض للتوقيف في البحر عن طريق سفن التحالف، الذي يتحكم في الحركة في مياه اليمن وأجوائه.
ويجبر هذا الأمر الصيادين على الاصطياد في مناطق قريبة من المرفأ، وعدم الابتعاد عنه كما كانوا يفعلون طوال سنوات.
ويصطاد علي محمد الأسماك قبالة شاطئ الحديدة منذ صغره، لكن للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، يبدو الأب اليمني عاجزاً عن اصطياد ما يكفي لإطعام أطفاله الثمانية، بعد وصول الحرب الدائرة في البلد الفقير إلى مدينته الواقعة في غرب البلاد.
وقال لوكالة «فرانس برس»: «نحن في مأساة في ظل هذا الوضع. أصبحنا نخاف جداً من الخروج إلى البحر. حتى عندما نغادر البيت، فنحن نقوم بتوديع أطفالنا؛ لأننا لا نعلم إن كنا سنعود أم لا». وقطاع الصيد مهم في اقتصاد الحديدة، التي تشهد منذ فترة معارك ضارية حيناً ومتقطعة أحياناً. وتشير دراسة للبنك الدولي إلى وجود 10 آلاف صياد في الحديدة قبل الحرب اليمنية.
وقال محمد: «المخاطر لا تُعدّ ولا تُحصى. أولها الطائرة والبارجة؛ فقد ينزل عليك صاروخ أو ضربة لا تعلم من أين أتت. هناك صيادون مفقودون في البحر، دخلوا ولم يخرجوا».
ويتذكر الصياد محمد سالم عدوين أن الإنتاج «كان كثيراً في السابق؛ لأننا كنا نخرج أبعد من المسافة التي نخرجها الآن». وأضاف: «الآن نخرج إلى 20-25 ميلاً بحرياً، ونكون خائفين جداً. أما قبل الحرب، فكنا نخرج إلى 50 أو 60 ميلاً بحرياً وحتى 100 ميل بحري. ولكن هذا الآن أصبح من المستحيلات»، ويتابع: «كلما اشتدت المعركة تضرّر الصيادون».
وفي بداية أغسطس الماضي، أدت أعمال قصف على سوق السمك ومستشفى الثورة القريب منه إلى مقتل 55 مدنياً وإصابة 170 آخرين بجروح، بحسب «الصليب الأحمر». وقال المتمردون إن القصف سببه ضربة جوية للتحالف، بينما اتهم الأخير الحوثيين بقصف السوق والمستشفى.
ولا تزال آثار القصف واضحة في بعض أجزاء السوق، وبينها جدار تضرّر بشظايا القصف التي اخترقت شعارين للمتمردين رُسما على الجدار.
وتعكس أوضاع سوق السمك في الحديدة الظروف التي تمرّ بها المدينة نفسها. فمنذ اشتداد المواجهات، أصبح سكان المناطق القريبة من جبهات القتال في الجنوب والشرق يخشون الخروج إلى الشارع، بينما لم تتأثر الحركة في المناطق البعيدة عن المعارك.
وأشار طور العامر -الموظف في مرفأ الصيادين- إلى بلاغات عديدة تأتي من الصيادين نتيجة «القصف الذي يتعرض له الصياد من البارجات ومن الطيران». وقال: «الصياد إذا جلس في البيت مات من الجوع، وإن خرج إلى البحر مات قصفاً».;