
وقالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، إن إطلاق خطة قطر الوطنية للخرف يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة بصحة وسلامة جميع فئات المجتمع ومنهم كبار السن، خصوصا في ظل ارتفاع عدد المصابين بالخرف على المستوى العالمي، مما يستدعي ضمان إدراج هذا المرض ضمن أولويات الصحة العامة في دولة قطر.
وأضافت سعادتها، في تصريح لها بهذه المناسبة، أن رعاية والاهتمام بكبار السن جزء أصيل من ثقافتنا وقيمنا، ومن حقهم علينا توفير أقصى درجات الرعاية والدعم والاهتمام، وخاصة لمن يعانون من مشاكل مرضية كالخرف والذي يعتبر من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم.
وأوضحت “أننا نسعى إلى تحسين جودة حياة المصابين بالخرف وذلك من خلال تظافر جهود كافة الجهات المعنية وتعزيز الوعي العام وتحسين كافة الخدمات اللازمة”.
وتعتبر خطة قطر الوطنية للخرف الخطوة الأولى في تحقيق الهدف الوطني لأولوية شيخوخة صحية ضمن الاستراتيجية الصحية الوطنية 2018-2022 والمتمثل في زيادة سنوات العمر الصحية للسكان فوق 65 عاما بمقدار سنة واحدة”، حيث تمثل الخطة رؤية دولة قطر الرامية إلى تطوير الخدمات المقدمة إلى المصابين بالخرف وتوسعتها مستقبلا، ويشمل ذلك توفير الرعاية والدعم للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض والقائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم بهدف تمكينهم من العيش حياة كريمة تقوم على الاحترام، والاستقلالية والمساواة.
ومن جانبه، قال الدكتور صالح علي المري مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية، في كلمة له خلال حفل إطلاق الخطة، “بأن الدول حول العالم بما فيها دولة قطر تشهد تزايدا مطردا في أعداد المسنين”.. مضيفا “لا شك أن هذا ينطوي على إيجابيات، ولاسيما مساهمة فئة المسنين في إثراء مجتمعاتنا ، كما ينطوي على تحديات نتيجة ارتفاع الطلب على الخدمات المتخصصة على مستوى قطاع الرعاية الصحية”.
وأوضح أن إطلاق خطة قطر الوطنية للخرف التي تعتبر إحدى الخطط الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، يعكس التزامنا الراسخ بضمان استعدادنا الكامل لدعم فئة المسنين في مجتمعنا”.
وأكد “أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال العمل معا كأفراد ومقدمي الرعاية وعائلات ومجتمعات ومنظمات مدعومة من هيئات خبراء دولية ، لضمان تنسيق جهود التنفيذ بشكل جيد ، مما يتيح لسكاننا المسنين فرصة العيش حياة كريمة”.
وأعلن أن العمل جار لجمع المزيد من البيانات عن الخرف والعوامل المتصلة به، وتطوير قاعدة بيانات وطنية خاصة بهذا المرض، لافتا إلى أن هذا الموضوع يحظى بأهمية كبيرة في تحديد مسارات العمل المستقبلي.
ومن جانبها، قالت الدكتورة مريم علي عبد الملك، مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: “نحن نقدر عزة نفس كبار السن وحاجتهم إلى دعم استقلاليتهم واحترام مساهماتهم في المجتمع، ويرتبط هذا ارتباطا وثيقا بمبادرة الشيخوخة الصحية التي تعتبر إحدى الأولويات السبع التي تنص عليها الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022، والتي تهدف إلى تحسين صحة السكان من خلال توفير الاهتمام اللازم لمساعدة المسنين على عيش حياة نشطة والمحافظة على صحتهم وقضاء أيام حياتهم في كنف منازلهم حيث أمكن.
وأضافت الدكتورة مريم، “نظرا لأهمية تيسير وصول المرضى المسنين إلى خدمات الرعاية لما يواجهونه من تحديات صحية، نعمل حاليا على تطوير المزيد من خدمات الرعاية الأولية لهذه الفئة الهامة من السكان بمن فيهم المصابون باضطرابات إدراكية “.
بدورها، صرحت الدكتورة هنادي خميس الحمد، رئيس قسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية بأن الاستراتيجية الوطنية للصحة تقر بأهمية توفير الرعاية لفئة المسنين الذين يعانون من اضطرابات في قدراتهم الإدراكية والمعرفية، حيث أدرجت مجالا مخصصا لتغطية الصحة الإدراكية تحت مبادرة الشيخوخة الصحية”.
وأشادت بالدعم الإيجابي من جانب الدولة والمنظمات المعنية في القطاعين العام والخاص، حيث تم وضع الخطة لضمان استعداد دولة قطر لمواجهة تحدي مرض الخرف من خلال اعتماد نهج منسق ومركز لتوفير الرعاية لمرضى الخرف وإجراء البحوث المتصلة.
وقالت “إن النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها الشراكة القائمة بين مختلف مجموعات قطر للجهات المعنية بالخرف، والتي أدت إلى وضع خريطة طريق وطنية وعملية لتوجيه جهود تطوير خدمات الرعاية لمرضى الخرف مستقبلا “.
وتأتي خطة قطر الوطنية للخرف استجابة لضرورة معالجة مسألة التكاليف المتزايدة التي تتصل بهذه الحالة المرضية على الصعيدين الإنساني والاقتصادي ، مع تسليط الضوء على أهمية إدراج الخرف بين أولويات الصحة العامة في البلاد.
يشار إلى أن الإحصاءات العالمية تفيد بأن عدد المصابين بالخرف في العالم بلغ نحو 50 مليون شخص ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 150 مليون بحلول العام 2050.
واستنادا إلى المنظمة الدولية لمرض الزهايمر، يتم كل ثلاث ثوان تشخيص حالة جديدة من حالات الخرف في العالم ، فيما بلغت تكاليف رعاية مرضى الخرف في العالم تريليون دولار في عام 2018.
;