ولم تكن البداية سهلاً أبداً؛ حيث مارس التايلانديون ضغطاً هجومياً مبكراً ونجحوا في الاستحواذ على الكرة ليقتربوا من صندوق «الأدعم» في تحركاتهم التي ركزت على الانطلاق من الجانبين وخصوصاً الجانب الأيمن، إلا أن التنظيم الدفاعي للعنابي كان جيداً وتمكّن من التصدي لكل تلك المحاولات ليجعلها خالية من الخطورة الحقيقية على المرمى.
وبسبب انشغال لاعبينا بالجهد الدفاعي في مواجهة تلك البداية التايلاندية فقد تأخرت محاولاتهم الهجومية واحتاج «الأدعم» إلى أكثر من 10 دقائق لكي يعلن عن إمكانية تهديده مرمى منافسه الذي راهن على 5 لاعبين في الخلف مع تراجع اثنين من وسطه عند فقدان الكرة.. ومع ذلك فقد تمكّن منتخبنا من أن يغير مسار المباراة بعد أن صار أكثر تنظيماً في تحركاته الأمامية على الرغم من شدة الرقابة التي مورست مع عبدالرشيد إبراهيم وهاشم علي على وجه التحديد، بحيث رافقت تلك الرقابة خشونة واضحة؛ إلا أن ذلك لم يمنع لاعبينا من أن يتوجوا تحركاتهم بهدف السبق الذي جاء بتوقيع المتألق هاشم علي عند الدقيقة (13) عندما سدد كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء لتستقر في الشباك.
وجاء هذا الهدف ليعزز من ثقة لاعبينا ويحفزهم للتحرك بشكل أفضل في الوسط والأمام، فكان محمد وعد وخالد محمد قد مهّدا لعدة محاولات أخرى من خلال حسن تمركزهم وتمريراتهم نحو الأمام، وخصوصا نحو الجبهة اليسرى التي كان ينشط فيها هاشم علي بشكل كبير.
ولم تمضِ سوى 8 دقائق على تقدمنا بهدف السبق حتى نجح لاعبونا في صنع الهدف الثاني، وكان من خلال هجمة مرتدة وسريعة في عمق الملعب قادها عبدالرشيد إبراهيم لينقل كرة على طبق من ذهب لزميله المتوغل ناصر اليزيدي الذي أودعها المرمى بكل مهارة عند الدقيقة (21).
ورغم أن المنتخب التايلاندي كان قد واصل محاولاته وسعيه إلى تقليص الفارق من خلال التواصل من انطلاقاته في العمق والجانبين، فإن دفاعاتنا كانت قد نجحت في قطع وإسقاط كل تلك المحاولات بعد أن أظهر أحمد سهيل ويوسف أيمن الكثير من الصلابة في قلب الدفاع مثلما كان الحال مع الظهيرين أحمد المنهالي في اليسار وناصر بخش في اليمين، ليتسبب كل ذلك بعقم تهديفي واضح لدى المنتخب التايلاندي، في حين توافرت للاعبينا أكثر من فرصة أخرى ممكنة في الدقائق التالية، لكنها ضاعت من اليزيدي وخالد محمد مرتين، كانت الثانية منهما في غاية الخطورة عندما أطلق كرة قوية جداً مرت من جانب القائم تماماً، قبل أن نشهد لمنتخب تايلاند أخطر محاولة عند الدقيقة الأخيرة أنقذها حارسنا الشجاع صلاح زكريا عندما انتزع الكرة من بين قدمي المهاجم التايلاندي المنفرد بالمرمى لتبقى شباكنا نظيفة مع نهاية النصف الأول من المباراة.
الشوط الثاني
غير أن الصورة الجميلة التي كان عليها «الأدعم» في الشوط الأول سرعان ما تبددت مع بداية الشوط الثاني؛ حيث سادت الأخطاء الدفاعية بشكل واضح ونجح التايلانديون في استثمار ذلك ليسجلوا هدفهم الأول في توقيت نموذجي عند الدقيقة (48) عن طريق اللاعب تاسا، قبل أن يزجّ المدرب التايلاندي بلاعبين آخرين بواجبات هجومية، بينما أخرج مدربنا برونو ميجيل أحد أخطر وأهم لاعبيه في الأمام وهو هاشم علي بسبب معاناته من إصابة، ليفقد المنتخب أحد أهم ركائزه الهجومية؛ قبل أن يتمكن المنتخب التايلاندي من أن يصعّد فاعليته الأمامية من جديد ليتوج ذلك بهدف التعادل في الدقيقة (60) عن طريق اللاعب ساكانشي.
وكان الموقف يبدو صعباً للغاية في الدقائق تلك، بينما لجأ مدرب «الأدعم» إلى تبديلين آخرين ليستنفد تبديلاته عند الدقيقة (67)، فكان أن تحسّن أداء المنتخب هجومياً؛ ولكن الأخطاء الدفاعية ظلت حاضرة ليستثمرها التايلانديون من جديد ويسجلوا ثالث أهدافهم ويقلبوا نتيجة المباراة عند الدقيقة (80)، وكان عن طريق اللاعب البديل ثيرا باك الذي استثمر غياب الرقابة داخل الجزاء ليسدد، وحاول أحمد سهيل إبعادها لكنها انتهت في المرمى.
وبدت المباراة وكأنها قد خرجت من يد «الأدعم»، غير أن محاولات التعديل لم تتوقف إلى أن حانت الدقيقة (87)، عندما حصل «الأدعم» على كرة ثابتة قريبة من منطقة الجزاء، نفّذها أحمد سهيل بمهارة ليضع كرته في المرمى ويدفع بالمباراة نحو الوقت الإضافي، بعد أن ضاعت من محمد وعد آخر فرصة ذهبية قبل صافرة نهاية الوقت الأصلي.
الوقت الإضافي
وفي الشوط الإضافي الأول تحرّك «الأدعم» بشكل جيد واستعاد فاعليته في الأمام وصلابته في الخلف، ونجح في ترجمة كل ذلك إلى هدف التفوق الرابع، وكان من هجمة سريعة مرر فيها محمد وعد كرة ذكية وجميلة جداً إلى عبدالرشيد إبراهيم، لينفرد ويخترق منطقة الجزاء ويسدد في المرمى عند الدقيقة (99).. وفي أول دقيقية من الشوط الإضافي الثاني ينطلق «الأدعم» بهجمة سريعة انتهت فيها الكرة عند عبدالرشيد إبراهيم في أقصى اليمين ليعيدها بموازاة خط المرمى ويكملها خالد وليد في الشباك، معلناً عن خامس أهداف «الأدعم»، قبل أن تمر الدقائق المجنونة الأخيرة التي انتفض فيها لاعبونا ليحسموا المباراة بطريقة رائعة، بعد إضافة هدفين آخرين في الدقيقتين 118 و120 بواسطة عبدالرشيد إبراهيم الذي أعلن عن سابع أهدافه في صدارته قائمة الهدافين، ويوسف أيمن الذي أنهى المباراة بهذا السيناريو المثير.
مدرب منتخبنا برونو ميجيل:
الدعم الكبير وراء الوصول بـ «الأدعم» إلى كأس العالم
عبّر البرتغالي برونو ميجيل -مدرب منتخبنا الشبابي- عن سروره البالغ بما تحقق أمس عبر الفوز الثمين على تايلاند والعبور إلى كأس العالم «بولندا 2019». وثمّن ميجيل، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، ما حظي به هذا المنتخب من اهتمام كبير لكي يصل إلى مثل هذا المستوى ويتأهل لكأس العالم، مشيداً بدور اتحاد الكرة وأكاديمية التفوق الرياضي واهتمام المسؤولين لأن كل ذلك كان له دور كبير في بناء هذا المنتخب. وعن المبارة، قال ميجيل إن المباراة لم تكن سهلة أبداً وشهدت متغيرات مهمة، واستطاع فيها منتخبنا أن يعود بعد أن أصبح متخلفاً بثلاثة أهداف لهدفين، رغم أنه هو من كان قد أنهى الشوط الأول متقدماً بهدفين نظيفين. وفي إجاباته عن سؤال حول سبب هذا التباين والظهور بأكثر من مستوى خلال المباراة الواحدة، قال برونو إن الأمر يتعلق بنقص الخبرة لدى اللاعبين الشباب، إضافة إلى حماسهم تارة وتراجع هذا الحماس وربما الخمول تارة أخرى؛ لكن الأمر في النهاية يتعلق بما شهدته المباراة في دقائقها الأخيرة عندما تمكّن منتخبنا من حسم الأمر بعد أن فرض سيطرة كبيرة خلال الوقت الإصافي وبطريقة تثبت أن لاعبينا يتمتعون بإمكانات بدنية جيدة.
وعن سبب إخراجه لاعباً مهماً مثل هاشم علي خلال الشوط الثاني، قال برونو إن التغيير كان اضطرارياً؛ حيث عانى هاشم من بعض الإصابة وحرصنا على أن نمنحه فرصة للراحة؛ مشيراً إلى أن أغلب التغييرات في صفوف «الأدعم» سواء في هذه المباراة أو التي سبقتها كانت تغييرات اضطرارية. أما عن حصول قلب الدفاع المهم أحمد سهيل على إنذار ثانٍ بعد الإنذار الأول في مباراة الإمارات، وبالتالي غيابه عن المباراة المقبلة، فقال: «صحيح أن أحمد سهيل لاعب مهم وركيزة أساسية في المنتخب؛ لكننا نتملك لاعبين آخرين نأمل في أن يكون دورهم بالمستوى المطلوب ويعوضوا أي غيابات».
الصلات: نثمّن جهود لاعبينا
عبر المنسق الإعلامي لمنتخباتنا الوطنية علي الصلات عن فرحته الغامرة بوصول منتخبنا الشبابي إلى نهائيات كأس العالم، وقال: نحمد الله على ما تحقق، ونثمن جهود اللاعبين الذين أثبتوا حرصهم على تقديم كل ما لديهم، بحيث تمكنوا من اجتياز أكثر من حاجز لبلوغ كأس العالم.
وأضاف: إن لاعبينا كانوا عند حسن الظن، وتمكنوا من إدخال الفرحة إلى أبناء قطر، على الرغم من كل ما حصل من تباين في مسار المباراة ومتغيرات حسمت في الوقت الإضافي للمباراة».
وألمح الصلات إلى أن لاعبينا مصممون على مواصلة المشوار المتبقي من عمر البطولة بقوة، بعد أن أصبحوا اليوم من بين أفضل أربعة منتخبات في القارة الآسيوية، بوصولهم إلى الدور نصف النهائي لهذه البطولة.
ناصر الأحرق: عازمون على مواصلة النجاح
أكد لاعبنا ناصر الأحرق، أن الفوز على تايلاند وضمان بطاقة التأهل المونديالية يجعلنا أكثر ثقة في إمكانية أن نقدم ما هو أفضل وأكبر في مبارياتنا المقبلة.
وقال: إننا عازمون على تقديم كل ما يفرح أبناء قطر، ويعزز من نجاحات الكرة العنابية التي تحظى بالكثير من الاحترام على المستوى القاري، على أمل أن يكون لنا حضورنا المهم في مونديال «بولندا 2019» إن شاء الله.
الكعبي: نهدي الإنجاز الكبير إلى صاحب السمو
أهدى طلال محمد الكعبي -رئيس وفدنا لبطولة آسيا للشباب بكرة القدم- الإنجاز الذي حققه منتخبنا الشبابي بتأهله لكأس العالم «بولندا 2019» إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وقال طلال الكعبي، عقب نجاح منتخبنا في قطع تذكرة الوصول إلى كأس العالم، إثر فوزه الكبير على تايلاند بسبعة أهداف لثلاثة أمس: «أبارك لسمو الأمير المفدى نجاحنا الكبير هذا، والوصول للمرة الثانية إلى كأس العالم في آخر ثلاث مشاركات على صعيد المنافسات الآسيوية».
كما بارك لسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ولاتحاد الكرة برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني؛ مؤكداً أن ما تحقق هو ثمرة الدعم الكبير الذي حظي به منتخبنا من أجل الوصول إلى المستوى الذي يؤهله لبلوغ كأس العالم.
وشكر الكعبي أيضاً أكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» لدورها المهم والكبير في إعداد هذا المنتخب الذي لفت كل الأنظار بنجاحاته، وبالتالي وصوله إلى البطولة العالمية؛ مثمناً أيضاً دور أولياء الأمور ووقفتهم في تشجيع وتحفيز أبنائهم من لاعبينا الشباب الذين أثبتوا جدارتهم الكبيرة في هذا الملتقى القاري المهم.
كما هنّأ رئيس الوفد الشعب القطري على هذا الإنجاز الكبير الذي يتكرر للمرة الثانية في 3 سنوات بعد المرة السابقة عام 2014.
وأشار الكعبي إلى أن ما تحقق هو ثمرة جهد كبير وعمل منظم قائم على أسس علمية، من خلال الجهد المتواصل الذي يبذل مع مختلف منتخباتنا للفئات العمرية، لتحقيق التكامل في مثل هذه المنظومة المتكاملة.
وعما حصل في المباراة من متغيرات مثيرة، قال الكعبي: «كنت واثقاً من لاعبينا وإمكاناتهم حتى بعد أن تأخرنا بهدفين لثلاثة؛ حيث كان لاعبونا عازمين على النجاح، وهو ما تأكد فعلاً في وقت لاحق من عمر المباراة، قبل أن تُحسم بمثل تلك الطريقة الرائعة خلال الوقت الإضافي منها، وذلك أمر يُحسب بالتأكيد للجهاز الفني الذي أثبت جدارته وقدرته على حسن التعامل مع مثل هذه الظروف الصعبة التي يمكن أن يمرّ بها المنتخب.
عبدالرشيد يتألق ويعزز صدارته قائمة الهدافين
رغم كل التشدد في الرقابة الفردية التي لجأ إليها التايلانديون مع مهاجمنا عبدالرشيد إبراهيم للحد من خطورته، إلا أنه نجح في تقديم عرض طيب جداً، وكان الهدف الثاني من صناعته وبذكاء كبير عندما أطلق كرته بشكل جميل ليجعل زميله ناصر اليزيدي ينفرد بالمرمى، ويسدد في الشباك.
ولم يكتف عبدالرشيد بذلك، وإنما قدم أفضل ما لديه في الوقت الإضافي ليسجل الهدفين الرابع والسادس، وبطريقة تثبت جدارته ومهارته العالية، ليعزز صدارته قائمة الهدافين برصيد سبعة أهداف.
المنهالي: التأهل للمونديال
ثمرة جهد كبير
عبر لاعبنا أحمد المنهالي عن فرحته الغامرة بالتأهل لنهائيات كأس العالم، من خلال اجتياز الحاجز التايلاندي والوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة الآسيوية، وقال إن ما تحقق هو ثمرة عمل كبير، كان قد بذل من قبل المسؤولين عن المنتخب، وكذلك من قبل زملائي اللاعبين الذين حرصوا على تقديم كل جهد ممكن للوصول إلى النتائج التي تفرح كل أبناء قطر والمقيمين فيها.
وأضاف: بعد نجاحنا في تحقيق الهدف الأول وهو الوصول إلى كأس العالم، سيكون علينا أن نواصل السعي نحو النجاح لإحراز لقب هذه البطولة.
سهيل يتألق.. ويغيب
عن نصف النهائي
جهد كبير ومتميز قدمه نجم الأدعم الشاب اللاعب أحمد سهيل، حيث نجح في التصدي للعديد من المحاولات التايلاندية بصلابته وشجاعته وتمكّنه فنياً وبدنياً.
أحمد سهيل حصل على إنذار ثانٍ أمس، بعد الإنذار الأول الذي حصل عليه في مباراة الإمارات، وبالتالي فإنه سيغيب عن مباراتنا المقبلة في نصف النهائي، وهو ما يمثل خسارة كبيرة لمنتخبنا بالتأكيد، رغم الأمل والثقة بزملائه الآخرين.
اليابان تتأهل.. والمنتخبان الآخران يتحددان اليوم
بعد نجاح الأدعم في خطف أولى بطاقات التأهل عن آسيا لكأس العالم، جاء الدور على منتخب اليابان ليخطف هو الآخر بطاقة التأهل، من خلال فوزه على منتخب إندونيسيا البلد المنظم بهدفين دون رد.
وتتواصل منافسات الدور ربع النهائي اليوم من خلال آخر مباراتين، ويتقابل فيهما كوريا الجنوبية مع طاجكستان، ثم أستراليا مع السعودية، ويلتحق الفائزان بمنتخبنا القطري والمنتخب الياباني إلى كأس العالم وإلى الدور نصف النهائي من البطولة.
أحمد سهيل: إنجاز رائع لجيل جديد
لاعبنا المتألق أحمد سهيل أكد أن الوصول إلى كأس العالم يمثل إنجازاً رائعاً لجيل جديد من لاعبي الكرة القطرية، وقال: إن ما تحقق هو امتداد لنجاحات كبيرة حققتها منتخبات عنابية سابقة، وهو أمر يحملنا مسؤولية أكبر من أجل تقديم المزيد من الجهد سعياً للتواصل مع ما حققناه من نجاحات حتى الآن»، معرباً عن أمله في أن يكون القادم أفضل بإذن الله.
هاشم علي.. أبدع قبل خروجه مصاباً
مرة أخرى يؤكد لاعبنا هاشم علي أنه يمتلك ملامح نجم كبير، حيث تحرك بشكل رائع، ونجح في التسبب بالكثير من الإزعاج لدفاعات تايلاند، فتمكّن من أن يتوج ذلك بهدف السبق إلى جانب ما صنعه من محاولات متعددة أربكت المنظومة الدفاعية التايلاندية، ولا سيما في الجانب الأيسر، وفي عمق الملعب أيضاً.
وكان هاشم قد خرج من الملعب في الشوط الثاني متأثراً بإصابة، على أمل أن يتجاوز ذلك، ويتمكن من العودة بقوة خلال مباراتنا في نصف النهائي الخميس المقبل.;