باحثو وايل كورنيل يلقون مزيداً من الضوء على الفوائد الصحية للتمور

505 ‎مشاهدات Leave a comment
باحثو وايل كورنيل يلقون مزيداً من الضوء على الفوائد الصحية للتمور
كشفت دراسة ريادية حديثة أجراها باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر، عن الفوائد الصحية الموجودة في اثنين من أكثر أصناف التمور انتشاراً في المنطقة وهما الخلاص ودقلة النور وآثارهما في الاستقلاب عند الإنسان. وقد نُشرت الدراسة في الدورية الطبية المرموقة “Journal of Functional Foods” بعنوان “التغيرات الاستقلابية في مستقلبات الدم بعد تناول التمور”.

قاد الدراسة البحثية الدكتور كارستن زوري، أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب – قطر، وأحد أبرز خبراء علوم الاستقلابيات في العالم. وشارك فيها باحثون هم: سويتي ماثيو، جويل مالك، آنا هالاما، سارة عبد القادر، مينكيونغ تشوي، روبرت مووني. وقد قاموا بتحليل مجموعات كبيرة من الجزيئات الصغيرة، أو ما يُعرف بالمستقلَبات التي تدخل إلى الدم وتتوافر فيه لمدة ساعتين بعد تناول تمور الخلاص ودقلة النور.

استعان فريق الباحثين بواحد وعشرين متطوعاً معافاً للمشاركة في الدراسة، حيث طُلب منهم تناول مشروبات سكرية خالصة كتجربة موجهة، ثم تمور الخلاص وتمور دقلة النور بفارق أسبوع واحد بين تناول كل صنف من الأصناف. وكان الباحثون يأخذون خمس عينات دم من المتطوعين بعد تناولهم أحد الأصناف بمعدّل عيّنة كل نصف ساعة تقريباً. وقد تمّ اختيار تمور دقلة النور والخلاص نظراً لما تتميز به من خصائص جينية واستقلابية متميزة بالإضافة إلى أهميتها التجارية. 

وبعد فحص عينات الدم، وجد الباحثون زيادة ملحوظة في 36 مستقلباً في الدم، وعند استقصاء أسباب هذه الزيادة تبين للباحثين أن تناول التمور أدى إلى زيادة في بعض هذه المستقلبات، أما الجزء الأكبر فقد تسببت به مركبات البوليفينولات مثل حمض الكافيين الذي قد يعود بالنفع على صحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة معقدة، لاحتوائه على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب. كما لاحظ الباحثون أنه بعد تناول تمور دقلة النور فإن مركب السيروتونين الموجود فيها يتكسر في الدم بصورة سريعة في مستقلب (5-hydroxyindolacetate)، وهو ما يدل على أن هذا النوع من التمور لا يعتبر مصدراً جيداً للسيروتونين ولا يعود بفوائد تذكر على الأشخاص الأصحاء، خاصة في ما يتعلق بتحسين المزاج وتنظيم النوم والشهية للطعام. ووجد الباحثون أيضاً أن تمور دقلة النور تؤدي إلى زيادة حادة في مستويات السكاروز في الدم، عند مقارنتها بتمور لخلاص والمشروبات السكرية الخالصة.

وحول هذه الدراسة، قال الدكتور زوري: “قد تكون النتائج التي خلصت إليها هذه الورقة البحثية مفيدة للأطباء عند تحديد آثار هذه المستقلبات في إدارة الأمراض المعقدة. تتميّز هذه الدراسة بتصميم متعدد الجوانب ويمكن الاستفادة منها في المستقبل لتقييم الأغذية الوظيفية الأخرى وفوائدها الصحية المحتملة”.

تُعرف التمور بأنها من أقدم المحاصيل الزراعية في العالم، ولها أهمية ثقافية خاصة في بلدان الشرق الأوسط. وتكتسب تمور الخلاص قيمة كبيرة لتميزها بلونها البني المحمّر ورطوبتها ومذاقها اللذيذ، أما تمور دقلة النور، ويُطلق عليها لقب “ملكة التمور”، فتشتهر بلونها الفاتح الشفاف ومذاقها الشبيه بمذاق العسل. وقد أُقترح مؤخراً ضم التمور إلى قائمة “الأغذية الوظيفية”، لأنها قد توفر فوائد صحية تتعدى التغذية الأساسية، وتساعد في تعزيز الصحة والحد من مخاطر الأمراض المزمنة.

من جانبه، أعرب الفريق المُشرف على الدراسة عن شكره وامتنانه للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، على التمويل السخي والدعم المتواصل الذي كان له الفضل في تنفيذ هذا البحث التطبيقي وما ينطوي عليه من آثار على الصحة في قطر. فقد نُفذ هذا البحث في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، منحة رقم (NPRPX-014-4-001)، بتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر.

;