بنك قطر الوطني يبحث عوامل العرض والطلب في سوق النفط

791 ‎مشاهدات Leave a comment
بنك قطر الوطني يبحث عوامل العرض والطلب في سوق النفط
 بحث بنك قطر الوطني (QNB) في تحليله الأسبوعي، عوامل العرض والطب في سوق النفط فضلا عن تحديد توقعاته لأسعار النفط للعام المقبل.
وأوضح البنك، في تحليله الصادر اليوم، أنه في الوقت الذي تصل فيه أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات، فإن استمرار نمو الإنتاج الأمريكي والاتفاق النفطي الروسي – السعودي الجديد يطرحان تساؤلا حول ما إذا كان السوق يدخل حقبة جديدة، لاسيما وأنه من المرجح أن تستمر الزيادة الطفيفة في الطلب على مدى الأشهر المقبلة قبل أن يتحقق ارتفاع في العرض، ومن المتوقع أن يصل السوق إلى توازن فضفاض بنهاية العام الجاري.
وأشار إلى أنه حتى الآن، بلغ متوسط أسعار مزيج برنت 73 دولارا أمريكيا للبرميل، مرتفعا عن 55 دولارا أمريكيا في عام 2017 و44 دولارا أمريكيا في عام 2016، وقد ارتفعت الأسعار بنسبة 27% منذ بداية العام وحتى الآن، وتراوحت حول مستوى 85 دولارا أمريكيا في بداية أكتوبر، وكان هناك عدد من العوامل التي ظلت تدفع بأسعار النفط لأعلى مما كان متوقعا في عام 2018 من منظور العرض والطلب.
وفي جانب الطلب، أفاد بنك قطر الوطني في تحليله، بأن الناتج المحلي الإجمالي العالمي يمضي في طريقه لتحقيق أقوى نمو له منذ عام 2011، وهو ما يحفز على استهلاك كبير في النفط، فوفقا لوزارة الطاقة الأمريكية، فمن المتوقع أن يصل متوسط الطلب العالمي على النفط الخام إلى 100 مليون برميل في اليوم قبل نهاية عام 2018.
وإلى جانب ذلك من المنتظر أن تظل آفاق نمو الطلب في 2019 في وضع جيد، حيث من المتوقع أن يتباطأ النشاط قليلا في الولايات المتحدة، لكن، سيقابل ذلك نمو قوي في نشاط التصنيع العالمي وفي أغلب اقتصادات الأسواق الناشئة، وإجمالا، تتوقع وزارة الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط الطلب 102 مليون برميل في اليوم في 2019.
ومن جهة الإمداد، أشار “QNB” في تحليله إلى أن هناك عاملين رئيسيين مختلفين في 2018، أولهما أن إنتاج النفط الصخري الأمريكي، الذي شهد ازدهارا بعد ما عرف “بثورة النفط الصخري”، سيتباطأ بشكل مؤقت وذلك بسبب اختناقات في البنية التحتية، ففي حين ارتفع الإنتاج الأمريكي بإجمالي مليون برميل في اليوم حتى الآن في هذا العام، فإن محدودية شبكة الأنابيب في المنطقة الرئيسية لإنتاج النفط الصخري في حوض بيرميان غرب ولاية تكساس تشكل تهديدا بالحد من نمو الإمداد إلى مستويات أقل مما كان متوقعا في السابق.
وتشير زيادة عدد الآبار المحفورة وغير المستكملة في حوض بيرميان (وهو مقياس رئيسي لتأخر الإنتاج لدى منتجي النفط الصخري الأمريكي) إلى تباطؤ نمو الإمداد في المدى القصير مع تأخير المنتجين للإنتاج في انتظار تدعيم الطاقة الاستيعابية لشبكة الأنابيب. 
ووفقا للعامل الثاني، فقد ظل المشاركون الرئيسيون في اتفاق /أوبك +/، بما في ذلك المصدرون في منطقة مجلس التعاون الخليجي وروسيا، يلتزمون بخفض الإنتاج حسب الحصص التي خصصت لهم ما بين 2016 و2017، وبالإضافة إلى ذلك، تؤثر اضطرابات غير اعتيادية في الإمداد على منتجين مهمين، بما في ذلك أعضاء في منظمة /أوبك/ مثل فنزويلا وإيران، حيث أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة إلى تراجع إنتاج فنزويلا في عام 2018، كما أثر الإعلان الأمريكي بإعادة فرض عقوبات على إيران بالفعل على قطاع النفط الإيراني.
وتقدر وكالة بلومبيرغ أن إنتاج إيران قد انخفض بين مايو وسبتمبر 2018، وتتطلب مثل هذه التطورات مجهودا إضافيا من جانب الدول الرئيسية في /أوبك +/ للتعويض عن الفاقد وموازنة السوق، حيث أكدت روسيا والسعودية عزمهما على خلق توازن في مقابل هذا التراجع في الإنتاج، فقد اتفق كلا البلدين على زيادة الإنتاج قبيل الاجتماع الأخير الذي عقد في الجزائر العاصمة، مع توقعات بأن يصل الإنتاج السعودي إلى مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل في اليوم بنهاية عام 2018. 
ووفقا لبنك قطر الوطني فإن توقعات 2019 تشير إلى زيادة في المعروض من متوسط 100 مليون برميل في اليوم في عام 2018 إلى 102 مليون برميل في اليوم، ومن المقرر أن تنتهي اتفاقية /أوبك +/ في نهاية 2018، مع ما سينجم عن ذلك من إطلاق لكميات إضافية من المعروض. 
وبالإضافة إلى ذلك، يضيف البنك في تحليله، أنه ينبغي لإنتاج النفط الصخري الأمريكي أن يعاود الارتفاع مع زيادة الطاقة الاستيعابية لخطوط الأنابيب القادمة من حوض بيرميان بحلول منتصف عام 2019، ويمكن أن تبلغ صادرات النفط الخام الأمريكي، المحددة حاليا بسقف يبلغ حوالي 2 مليون برميل في اليوم بفعل قيود البنية التحتية، إلى 3 ملايين برميل في اليوم بنهاية 2019. 
وخلص بنك قطر الوطني في تحليله إلى أن استمرار الفائض في الطلب أدى إلى سحب المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ الربع الثالث لعام 2016 ، من 3.1 إلى 2.8 مليار برميل في الوقت الحالي، ويقترب هذا بدرجة كبيرة من مؤشر متوسط الخمس سنوات، وهو الهدف المعلن لاتفاق خفض إنتاج الأوبك.
واختتم البنك تحليله بالقول إن “سوق النفط يشهد توازنا فضفاضا”، متوقعا أن يبلغ متوسط سعر النفط السنوي حوالي 72 دولارا أمريكيا للبرميل، وموضحا أنه بالنسبة لعام 2019، فإن التوقعات تشير إلى أن فائض الإمداد المعتدل قد يدفع الأسعار إلى الانخفاض نحو متوسط توقعات بنك قطر الوطني البالغ 69 دولارا للبرميل في 2019.;