سامر علاوي–بورت ديكسون
ولأول مرة منذ افتراقهما قبل عشرين عاما، وقف مهاتير إلى جانب إبراهيم في حشد انتخابي لدعم حملته الانتخابية بمدينة بورت ديكسون الواقعة على الساحل الغربي لشبه الجزيرة الماليزية، في إطار انتخابات تكميلية تجري السبت المقبل، ويتنافس فيها سبعة مرشحين.
ويؤهل الفوز بالمقعد البرلماني أنور إبراهيم لتقلد منصب رئيس الوزراء خلفا لمهاتير، حيث ينص الدستور على أن رئيس الوزراء يجب أن يكون عضوا في البرلمان المركزي.
علاقة متينة تربط بين أنور إبراهيم ورئيس حزب العمل الديمقراطي ليم غوان إنغ الذي تهيمن عليه الأقلية الصينية بدأت بمعارضة مهاتير محمد وتعززت بالتحالف معه (الجزيرة) |
وداعا للخلافات
وحرص كل من مهاتير وإبراهيم -القياديين في تحالف الأمل الذي وصل إلى السلطة في مايو/أيار الماضي- على تأكيد تجاوزهما الخلافات التي عصفت بعلاقاتهما منذ إقصاء الثاني من نيابة مهاتير في رئاسة الوزراء قبل عشرين عاما، والتطلع إلى المضي قدما في تحالفهما الجديد.
وبينما جدد أنور إبراهيم تأكيده -باللغتين الملاوية والإنجليزية- أن مهاتير هو الأنسب لقيادة ماليزيا في المرحلة الحالية، اعتبر مهاتير الفوز في الانتخابات الفرعية مكسبا للتحالف الحاكم وليس لشخصية معنية، ودعا الناخبين إلى التصويت لأنور، وقال إنهما لا يريدان الخوض في الحديث عن الماضي، وإنما التطلع للمستقبل.
وحضر التجمع الانتخابي الليلة الماضية قادة الأحزاب الأربعة المنضوية تحت “تحالف الأمل”، وهم وزير الدفاع ورئيس حزب الأمانة الوطنية مات سابو، ووزير المالية ورئيس حزب العمل الديمقراطي ليم غوان إنغ، وعزيزة إسماعيل زوجة أنور إبراهيم رئيسة حزب عدالة الشعب ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة تنمية الأسرة وشؤون المرأة، إضافة إلى مهاتير محمد رئيس حزب وحدة الملاويين ورئيس الوزراء.
فوز متوقع
وقدّر عدد المشاركين في الحشد الانتخابي لأنور إبراهيم في بورت ديكسون بستة آلاف شخص، وهو عدد أقل بنسبة 40% مما كان متوقعا، لكن الناشط السياسي في حزب “الأمانة الوطنية” كمال نور الدين توقع فوزا سهلا لأنور على منافسيه الستة في الدائرة الانتخابية.
ويعزو نور الدين ثقته بفوز أنور إلى نتيجة الانتخابات العامة السابقة، حيث صوتت غالبية سكان بورت ديكسون لصالح التحالف الحاكم، مشيرا في هذا الصدد إلى التركيبة السكانية في هذه الدائرة الواقعة في ولاية سيريمبان، حيث يشكل ذوو الأصول الهندية والصينية الأغلبية في الدائرة (الهنود 22% والصينيون 35% والملاويون 43%).
ويرى نور الدين أن أنور إبراهيم يعول على الهنود والصينيين في هذه الانتخابات، نظرا لأن أحزاب الأقليتين اللتين تشكلان أغلبية السكان في المنطقة متحالفة معه، في حين تتوزع أصوات الملاويين على سبعة مرشحين، واستبعد أن يؤثر ترشح سيف البخاري غريم أنور إبراهيم في قضية الشذوذ الثانية على شعبيته، لا سيما أن البخاري قال إن ترشحه سياسيا وليس نبشا للماضي.
واستبعد مسؤولون وقياديون في تحالف الأمل أن يكونوا بصدد اختبار نوايا بشأن الموقف من تشرح أنور إبراهيم للبرلمان أو تسلمه قيادة البلاد، وهو ما عبر عنه كمال نور الدين بقوله “لقد تجاوزنا اختبار النوايا بمشاركة مهاتير محمد في الحملة الانتخابية لأنور إبراهيم”، وبقي عليه أن يكون جاهزا ليحل محل مهاتير في حال غيابه لأي ظرف أو التنازل وفق الاتفاق المبرم قبل الانتخابات، وأن يعزز موقعه في البرلمان ليحظى بثقة أعضائه.
اللافت أن الحزب الحاكم سابقا (المنظمة الملاوية القومية المتحدة-أمنو) نأى بنفسه عن الانتخابات التكميلية في بورت ديكسون، ويرى بعض المحللين أن أمنو فضل عدم الدخول في معركة خاسرة، في وقت لم يتعاف فيه من آثار هزيمة انتخابية نكراء، لا سيما مواجهة قضايا الفساد في المحاكم، ويرى آخرون أن عدم ترشح أمنو يعزز الانطباع برغبة داخل الحزب في دعم أنور لتجاوز مرحلة مهاتير.
يذكر أن مهاتير سبق أن أقر بانتقادات وجهت له عندما قال إنه لن يشارك في الحملة الانتخابية لأنور إبراهيم، وجعلت نواياه موضع شك لحلفائه في ما يتعلق باتفاق تسليم السلطة في غضون عامين.
المصدر : الجزيرة