وأعرب فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله بالعثور على خاشقجي وأن يكون سالما، وقال إن المنظمة الدولية لا تملك أي معلومات مباشرة عما حدث له، لكنها ستتابع الموضوع لمعرفة المزيد.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن وزارة الخارجية تتابع القضية وتسعى للحصول على معلومات بشأنها.
وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن اختفاء خاشقجي “يثير قلقا بالغا”، داعية السلطات السعودية والتركية إلى “القيام بما هو ضروري ليعاود الظهور حرا في أسرع وقت”.
بدورها، اعتبرت لجنة حماية الصحفيين أن الاختفاء يثير القلق “بالنظر إلى توجه لدى السلطات السعودية لتوقيف الصحفيين المعارضين”.
تأكيد ونفي
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في مؤتمر صحفي “طبقا للمعلومات التي لدينا فإن هذا الشخص السعودي الجنسية لا يزال في القنصلية حتى الآن”.
وأكد أن وزارة الخارجية التركية والشرطة تراقبان الوضع من كثب، وأن أنقرة على اتصال بمسؤولين سعوديين، معبرا عن أمله “في أن تحل هذه المسألة سلميا”.
أما مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية في تركيا ياسين أقطاي فقال إن اختطاف الصحفي السعودي إن حدث فهو جريمة في حق تركيا واعتداء على كرامة الشعب التركي، نافيا أن تكون السلطات السعودية قد طلبت ترحيله، ومؤكدا أن تركيا لا تسلم المعارضين السياسيين إلى بلدانهم.
وأضاف أقطاي أن خاشقجي بمثابة ضيف لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن الرئيس “لن يسكت على هذا الظلم”.
كما أوضح المستشار التركي أنه أجرى اتصالات مع السفير السعودي في تركيا عقب سماعه بالخبر، ووعده بأن يتابع الأمر، لكن السفير لم يعد للتواصل معه.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول سعودي أن خاشقجي زار القنصلية ظهر الثلاثاء لطلب أوراق عمل وغادرها بعد فترة قصيرة، معتبرا أن التقارير الصحفية الواردة من واشنطن عن فقد خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول “كاذبة”.
لكن خطيبة خاشقجي التركية قالت لمراسل الجزيرة إنه دخل القنصلية للحصول على وثائق خاصة بإتمام زواجهما، وإن القنصلية كانت على علم مسبق بقدومه إليها، مضيفة أنها انتظرته نحو ثلاث ساعات ثم راجعت مسؤولين في القنصلية فأبلغوها بمغادرته المكان، مما دفعها للاتصال بالسلطات التركية.
كما نفت خطيبة خاشقجي تعليقات المسؤول السعودي بأنه غادر القنصلية، وهي تعتصم أمامها سعيا للحصول على معلومات بشأن مصيره.
خطيبة خاشقجي (يسار) تعتصم أمام القنصلية (رويترز) |
أزمة دبلوماسية
وقال مراسل الجزيرة في إسطنبول عمر الحاج إن المسؤولين الأتراك كانوا يحاولون حل الأزمة بعيدا عن الإعلام إلا أن امتدادها منذ الثلاثاء قد ينذر بأزمة دبلوماسية مع السعودية.
وقال إيلي لوبيز رئيس تحرير صفحة الرأي في صحيفة واشنطن بوست -التي يعمل خاشقجي لصالحها- في بيان “عجزنا عن الاتصال بجمال اليوم، ونحن قلقون جدا ونود معرفة مكان وجوده.. نراقب الوضع عن كثب ونحاول جمع معلومات، إن احتجازه بسبب عمله صحفيا ومعلقا سيكون ظالما ومشينا” في حال تأكده.
وألغى حساب “معتقلي الرأي” في السعودية على موقع تويتر تغريدة سابقة ذكر فيها أن خاشقجي وصل بالفعل إلى السعودية بعد “اختطافه”، في حين قالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة استردت أمس عبر الشرطة الدولية (إنتربول) مطلوبا في قضايا احتيال، دون ذكر اسمه.
من جهتها، قالت نيويورك تايمز إن خاشقجي أعرب الاثنين الماضي لأحد أصدقائه عن خوفه من الاعتقال والترحيل إلى السعودية إذا ذهب إلى القنصلية.
وسبق أن كتب خاشقجي مقالا في “واشنطن بوست” قبل عام قال فيه “عندما أتحدث عن الخوف والترهيب والاعتقالات وتشويه صورة المثقفين ورجال الدين الذين يتجرؤون على قول ما يفكرون فيه، ثم أقول لكم إنني من السعودية، فهل تفاجؤون؟”.
المصدر : الجزيرة + وكالات