الجزيرة نت-عمان
آلاف العائلات السورية في الأردن تخشى على مستقبل أبنائها التعليمي (الجزيرة) |
خدمات وتقليص
و(مكاني) هو برنامج أطلقته يونيسيف، لإيجاد مساحات آمنة وصديقة للأطفال السوريين، خاصة المستضعفين منهم.
وتقدم مراكز (مكاني) في الأردن لنحو 130 ألف طفل داخل المخيمات وخارجها، خدمات التعليم المساند، والحماية، وأنشطة متنوعة.
وبتقليص هذه المراكز، سينخفض عدد المستفيدين منها إلى النصف. ووفق إحصاءات رسمية، فإن الأردن يحتضن نحو 230 ألف طفل سوري في عمر الدراسة، لكن ما يقرب من ثلثهم ليسوا على مقاعد التعليم.
ويسود خوف من أن تشمل قرارات اليونيسيف الأطفال داخل مخيمات اللجوء. إذ إن تقليص الخدمات بدأ في مراحله الأولى خارج تلك المخيمات.
وحسب المسؤول الأممي فإن المنظمة بدأت بالفعل بتقليص أعداد الأطفال المستفيدين من برنامج الدعم النقدي (حاجاتي)، إذ خفّض عدد المستفيدين منه، من 55 ألف طفل إلى 10 آلاف فقط.
وكانت يونيسيف أطلقت مطلع العام الدراسي الماضي برنامج (حاجاتي)، الذي يقدم دعما نقديا مباشرا لنحو 55 ألف طفل، صنفوا على أنهم الأكثر هشاشة وحاجة.
وخلال العام الدراسي الماضي، قدم البرنامج نحو 1.5 مليون دولار شهريا لنحو 19 ألف عائلة لديها 53 ألف طفل، بمعدل 30 دولارا لكل طفل، وذلك لضمان استمرارهم على مقاعد الدراسة.
ويندرج البرنامج المذكور ضمن قائمة برامج الحماية الاجتماعية، الذي يضمن حقوق الطفل في التعليم والصحة والحماية، كما يسعى إلى المساهمة في خفض مستويات الأمية ونسبة الأطفال خارج المدارس.
كما قلصت يونيسيف أيضا من برنامج توفير المواصلات للطلبة الذين يقطنون المناطق النائية والطلبة ذوي الإعاقة.
وكانت المنظمة أطلقت برنامجا يوفر المواصلات لنحو 2500 من الأطفال الأكثر ضعفا، للوصول إلى مدارسهم، وتحديدا في المناطق التي تبعد فيها المدرسة عن مكان إقامة الطفل.
قد يحرم الأطفال اللاجئون من حقهم في التعليم (الجزيرة) |
شحّ وتأسف
وكانت الجزيرة نت قد زارت أحد مراكز التعليم التابعة ليونيسيف، في منطقة صويلح غرب العاصمة عمان، يترقب العاملون فيها قرارا وشيكا يقضي بإغلاقها.
وقال أحد المسؤولين عن المركز بصوت حزين للجزيرة نت “للأسف فإن شح المساعدات وضع هذا المركز على قائمة الغلق القريب”.
وأضاف “أنظروا إلى أولئك الأطفال.. إنهم لا يعلمون بما سيحل بهم قريبا.. لا نعلم ما هو المستقبل الذي ينتظرهم”.
وقال مسؤول آخر “لقد اضطررنا إلى إلغاء وجبات غذائية كنا نقدمها لهم. لقد تغير الحال كثيرا”.
وتابع “الكثير من أطفال مركزنا قطعت عنهم خدمة المواصلات، وهم يأتون اليوم سيرا على الأقدام رغم بعد المسافات”.
فر الآلاف من الأطفال مع ذويهم من جحيم الحرب في سوريا لكن مستقبلهم ببلدان اللجوء لا يزال غامضا (الجزيرة) |
وقد التقت الجزيرة نت عائلة أم محمد التي تعد واحدة من عائلات كثيرة هجرت من ريف حلب عام 2011، وهي اليوم تتجرع في أحد أحياء عمان الفقيرة مرارة قرارات اليونسيف.
وتقطن عائلة أم محمد على بعد كيلومترات من أحد مراكز مكاني المهددة بالإغلاق. وتقول الأم “لا أعرف اليوم أي مستقبل ينتظر ولدي محمد وعبير.. أخشى أن ينتهي بهم الأمر في الشارع”.
وتضيف “منذ بداية العام الدراسي الحالي، تفاجأت بقرار قطع خدمة المواصلات.. واليوم يذهبان سيرا على الأقدام ويقطعان مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المدرسة”. ليس ذلك وحسب، فقد قطعت يونيسيف المساعدات المالية عن طفلي أم محمد، كما قالت لنا، والتي كانت تقدر بحو 60 دولارا شهريا.
وتخلص أم محمد للقول “أطالب بإعادة المساعدات المالية لطفلي وإعادة المواصلات وتوفير التعليم الدائم لهما”. متسائلة بالقول “ألا يكفي أننا هجرنا من وطننا وخسرنا كل شيء”.
المصدر : الجزيرة