كشفت دراسة تعد الأولى من نوعها عن فجوة تمييز ضخمة ضد النساء في وادي السليكون، ليس في مجال الأجور فحسب، بل في ما يحصلن عليه من أسهم الشركات الناشئة أيضا.
فالشركات الناشئة في وادي السليكون تمنح موظفيها نسبة من أسهم الشركة إلى جانب الرواتب الشهرية، ورغم أن قيمة الأسهم في الشركات الناشئة عادة تنتهي بخسارة، فإنها عندما تصبح شركة عامة أو تستحوذ عليها شركة أكبر تكون قيمة هذا السهم أكبر بكثير مما يطمح إليه كثير من الموظفين.
ووفقا لدراسة جديدة فإن الأسهم التي يحصل عليها العاملون في شركات التقنية التي من المحتمل أن تجعلهم أثرياء في يوم ما تتركز بشكل كبير بين الرجال.
ففي يوليو/تموز الماضي جمعت منصة “كارتا” لإدارة رأس المال بيانات من حوالي 180 ألف موظف يعملون في أكثر من 6000 شركة، وكشفت النتائج التي نشرت في 18 سبتمبر/أيلول الجاري أن النساء يحملن فقط 47 سنتا لكل دولار من الأسهم التي يحملها الرجال.
ووفقا للدراسة تشكل النساء 35% من إجمالي الموظفين حاملي أسهم الشركات الناشئة، لكنهن لا يحملن سوى 20% فقط من قيمة أسهم الموظفين.
كما وجدت أن النساء المؤسِّسات للشركات الناشئة يمثلن 13% من إجمالي مؤسسي الشركات، لكنهن يحملن ما نسبته 6% فقط من قيمة الأسهم الممنوحة للمؤسسين.
والتمثيل الضعيف للنساء وتدني الأجور ظاهرة راسخة في جميع القطاعات ذات الرواتب العالية، بما فيها التقنية، لكن الفجوة في الأجور بين الجنسين -حيث تجني النساء 80 سنتا لكل دولار يجنيه الرجال- يتضاءل أمام فجوة ثروة محتملة يمكن أن تنتج عن خيارات الأسهم التي تمنح للموظفين.
في هذا الصدد تقول مهندسة البرمجيات في شركة سكوير جاكي لوه (23 عاما) والتي تشجع العاملين في مجال التكنولوجيا على مراسلتها بتفاصيل ما يحصلون عليه من تعويضات لتنشرها لهم على تويتر على نحو مجهول “عندما يكون لك أسهم، فإن قيمة ما تحصل عليه من تعويضات تتضاعف مرتين أو ثلاثا، وهذا يشكل فارقا كبيرا، حيث إن معظم من أعرفهم ممن اشتروا منازل فعلوا ذلك عن طريق بيع أسهمهم”.
وينتج التفاوت من مجموعة عوامل مترابطة، فأوائل الموظفين في الشركات الناشئة يحصلون عادة على أسهم أكبر بكثير من أولئك الذين ينضمون لاحقا، وتميل الشركات الصغرى إلى أن يكون فيها نسبة أقل من النساء.
وقد وجدت دراسة “كارتا” أن النساء يشكلن في المتوسط 43% من الموظفين في الشركات التي تضم أكثر من 400 شخص، لكنهن يشكلن 29% فقط من عدد الموظفين في الشركات التي تضم عشرة أشخاص أو أقل.
كما وجدت أن معظم مؤسسي الشركات الناشئة هم من الرجال، وأن المؤسِّسات اللاتي يملن إلى توظيف المزيد من النساء كن أقل احتمالا بكثير أن يحصلن على تمويل لشركاتهن، حيث كشفت الدراسة أن 2.2% فقط من تمويل المشاريع في عام 2017 ذهب إلى شركات أسستها نساء، لهذا قد تحتاج النساء إلى بيع كميات أكبر من أسهم الشركات للحصول على المال اللازم، والذي يُضعف ملكيتهن للشركة بصورة أكبر.
المصدر : مواقع إلكترونية