اقترحت غوغل إلغاء عناوين الويب (URL) لحماية الإنترنت من الهجمات المتكررة. وربما يصعب تصديق أن فكرة التخلي عن عناوين الويب تأتي من شركة بنت ثروتها من فرز وترتيب عناوين الويب كلما بحث المستخدم عن مصطلح معين، ولكن هذا بالفعل ما دعت له صاحبة أكبر محرك بحث في العالم لضمان أمن الإنترنت.
ويبدو أن الضغط المتزايد عليها من قبل وسائل الإعلام لمعرفة آلية عملها بعد فضائح الاختراق الروسي للانتخابات الأميركية، واتهامها بالتحيز من قبل الرئيس الأميركي، كشف للشركة ضرورة تسهيل عمل هذه العناوين حتى للمستخدمين العاديين.
فبحسب شركة التكنولوجيا الأميركية، تكمن مشكلة عناوين الويب في صعوبة فهمها، وهو ما يستغله المخترقون لإطلاق مواقع ضارة، أو بدء هجمات التصيد والاحتيال، أو نشر معلومات خاطئة أو برامج ضارة.
ويشير تقرير صادر حديثا عن شركة “مكافي” المتخصصة في مجال حماية وأمن البرمجيات، إلى أن هذه الهجمات الإلكترونية كلفت العالم ستمئة مليار دولار في العام الماضي، وأن عدد الهجمات آخذ في الارتفاع.
وقد أصبح من الصعب الربط بين هوية موقع الويب وعنوانه على الشبكة في السنوات الأخيرة مع ظهور خاصية تقصير عناوين الويب، حيث تخفي هذه العناوين القصيرة المعلومات الكاملة عن الموقع وهويته، مما يجعل من السهل على المتسللين إخفاء مواقع مضللة.
ويظهر هذا جليا في رسائل التصيد الإلكتروني، فعلى سبيل المثال يقوم المخترق بعمل موقع أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يشبه إلى حد كبير الموقع الأصلي الموثوق لشركة أو شخص معروف، ويقوم بكتابة عنوان ويب شبيه بعنوان الموقع الأصلي مع اختلاف بسيط في التسمية، مما يخدع المستخدم للنقر عليه.
وتقول بورتر فيلت مديرة الهندسة في مشروع “غوغل كروم” في مقابلة مع مجلة ويرد المتخصصة بشؤون التقنية، “نريد أن نتحرك نحو وضع تكون فيه هوية الويب مفهومة من قبل الجميع، فهم يعرفون مع من يتحدثون عند استخدامهم موقعا ما ويمكنهم التفكير إن كان بإمكانهم الوثوق به أم لا”.
ولا تعرف غوغل حتى اليوم الشكل الذي ستبدو عليه صفحة الويب من دون عناوين، وتعترف بأنها لا تزال تحاول فهم كيفية استخدام الأشخاص لعناوين الويب.
ولم يكشف فريق غوغل كروم عن المقترحات التي يدرسها بشأن شكل صفحة ويب من دون عنوان، وقالت فيلت إن زملاءها منقسمون حول الحل، حيث يجب أن توازن غوغل بين الأمان والراحة، مما يسهل على المستخدمين مشاركة الروابط عبر أجهزة متعددة.
المصدر : مواقع إلكترونية