استجابة إنسانية عاجلة من الهلال الأحمر القطري لكارثة الإعصار في الفلبين

590 ‎مشاهدات Leave a comment
استجابة إنسانية عاجلة من الهلال الأحمر القطري لكارثة الإعصار في الفلبين
بادر الهلال الأحمر القطري إلى التحرك العاجل فور وقوع كارثة إعصار “مانكوت” الذي ضرب شمال الفلبين خلال اليومين الماضيين ويعد من أقوى الأعاصير على مستوى العالم، وذلك من خلال تفعيل مركز المعلومات في المقر الرئيسي بالدوحة، والتواصل مع المنظمات الإنسانية الدولية العاملة هناك لتنسيق الاستجابة الإنسانية المزمع إطلاقها.

كانت البداية صباح يوم الجمعة الماضي بتفعيل مركز إدارة المعلومات في حالات الكوارث لمتابعة الوضع والوقوف على مستجدات الإعصار أولاً بأول، وتحليل التقارير الصادرة من الميدان حول تطورات الإعصار، ووضع خطط التدخل المبدئي لمساعدة المتضررين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

وبالتوازي مع ذلك، قامت البعثة التمثيلية للهلال الأحمر القطري في الفلبين بالتواصل مع الشركاء لجمع المعلومات وتحديثها بصورة لحظية، وتنظيم عملية تقديم المساعدات عند إطلاق الاستجابة، ومساندة غرفة عمليات الجمعية الوطنية الفلبينية وربطها بغرفة عمليات الهلال الأحمر القطري في الدوحة. كذلك شارك فريق عمل البعثة في الاجتماع التنسيقي الذي حضره ممثلو الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والجمعية الوطنية الفلبينية، والجمعيات الوطنية التي توجد لها بعثات تمثيلية في الفلبين، من أجل تسليط الضوء على إجراءات وخطط التأهب والاستجابةالموسعة لإعصار “مانكوت”.

وفي تصريح له، قال السيد عبد المنعم محينذات رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في الفلبين إنه لم تصدر بعد أية تقارير لحصر حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، وإن كانت التقديرات المبدئية تشير إلى تضرر العديد من المنازل السكنية، وخصوصاً في منطقة الشريط الساحلي الذي يعيش أهله على الزراعة، مما ينبئ بحدوث خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية، إلى جانب انقطاع الكهرباء في العديد من الولايات، وتأثر مصادر المياه المتمثلة في الآبار الارتوازية. وتوقع رئيس البعثة أن تشمل الاحتياجات العاجلة توفير البطانيات وأواني الطبخ ومواد النظافة الشخصية ومولدات الكهرباء ومياه الشرب النظيفة.

وأكد محينذات أن البعثة ما زالت تتابع الموقف عن كثب مع الشركاء في الجمعية الوطنية الفلبينية والاتحاد الدولي، في ظل ما تتمتع به كوادر البعثة من خبرات واسعة في مجال الاستجابة للكوارث وتقديم المساعدات على صعيد التدخل الإغاثي العاجل وأيضاً مشاريع التعافي المبكر، منوهاً إلى استفادة الجمعية الوطنية الفلبينية من شاحنات صهاريج المياه التي قام الهلال الأحمر القطري بتوريدها في وقت سابق من العام الحالي، من خلال استخدامها في إيصال مياه الشرب إلى المناطق المتضررة.

وبحسب محينذات، فقد ساهمت البعثة منذ تأسيسها عام 2011 في إغاثة المتضررين من العديد من الكوارث الطبيعية، والتخفيف من حدة الأضرار التي خلفتها تلك الكوارث على المجتمعات المحلية، وذلك بالشراكة مع الجمعية الوطنية الفلبينية، بتكلفة إجمالية تجاوزت 4,7 مليون دولار أمريكي. وأوضح أن إجمالي الوحدات السكنية التي نفذها الهلال الأحمر القطري في الفلبين يبلغ 1,550 مسكناً لإيواء الأسر التي فقدت منازلها بشكل كامل خلال إعصار “واشي” عام 2011 وإعصار “هايان” عام 2013 وزلزال سوريجاو عام 2016، بالإضافة إلى تقديم مساعدات إغاثية عاجلة للأسر النازحة في إقليم مراوي عام 2017 والمتضررين من إعصار “فينتا” الذي ضرب جزيرة مينداناو في شهر ديسمبر الماضي.

وكان الإعصار “مانكوت” (الذي يسمى “أومبونغ” باللهجة المحلية) قد وصل إلى سواحل الفلبين يوم الخميس الماضي بسرعة رياح قياسية بلغت 205 كلم في الساعة، وواصل الإعصار تهديده لإقليم لوزون شمال الفلبين، ومن المتوقع أن تتسبب قوة وحجم الإعصار في إلحاق أضرار جسيمة بالمجتمعات المحلية، من خلال حدوث انهيارات أرضية في الجزء الشمالي من ولاية كغيان، وزيادة قوة العواصف على طول الساحل الشمالي وعبر الجزر، وهطول أمطار غزيرة على المناطق الساحلية، وهو ما قد يؤدي أيضًا إلى حدوث انهيارات في المناطق الجبلية وفيضانات خاصةً بالقرب من الأنهار. ويقدر عدد المتضررين المتوقع بأكثر من 4.6 مليون شخص في 10 ولايات شمال الفلبين.
;