وتضم المجموعة: ممثلين عن “ثوار 17 فبراير”، الذين أطاحوا بنظام معمر القذافي (1969: 2011) ، وقيادات من نظام القذافي، و”عملية الكرامة”، التي شنتها قوات خليفة حفتر.وقال عضو المبادرة، باسم عاشور العرفي، في كلمة له خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس، إن “الحل الأمثل يتمثل في إيجاد سلطة وطنية تمثل كافة أطياف الشعب الليبي”.
وتابع “وتتبنى مشروعا وطنيا حقيقيا يجمع الناس حوله، ويقدم زعامات وطنية قادرة على إيجاد الحل في ليبيا تحت عنوان المصالحة الوطنية الشاملة”، بحسب مراسلة الأناضول.
ومنذ إسقاط نظام القذافي، تعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على الشرعية والسلطة يتركز حاليًا بين حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، في العاصمة طرابلس (غرب)، و”الحكومة المؤقتة”، المدعومة من قوات خليفة حفتر في الشرق.
وأضاف العرفي، وهو ممثل عن “ثوار 17 فبراير” أنه: “لا بد من البدء بخطوات تمهيدية لتجاوز الأزمة الحالية من خلال مجموعة مراحل تبدأ بالضغط على المجلس الرئاسي (لحكومة الوفاق) من خلال تفويض صلاحياته لرئيس حكومة وطنية مصغرة من التكنوقراط تعتمد برنامج عمل محدد زمنيا يحقق أهدافا لحل الأزمة”.وشدد على “ضرورة عقد اجتماع للقوى الوطنية الاجتماعية، لدعم مشروع وطني متكامل للمصالحة الوطنية يحدّد القواسم المشتركة والقيم التي تُبنى بها الدول الجديدة، ويتشكل ضمنه مجلس رئاسي يضم كافة أطياف الشعب الليبي، على أن تكون هذه الزعامات ملتزمة برؤية مستقبلية متجاوزة شعارات الماضي”.
وأوضح أن مراحل تحقيق المبادرة تتمثل في “إنهاء الحرب، وحل جميع التشكيلات المسلحة، ووقف إطلاق النار، والإبقاء فقط على مؤسسة الشرطة النظامية، وتفويض رئيس حكومة تنفيذية تكون حكومة أزمة لها برنامج عمل واضح ومحدد زمنيا”.
فيما قال يوسف كاشونة، رئيس “المجموعة الليبية للسلام”، وهو من أنصار نظام القذافي، إن “هذه المبادرة، التي تجمع قيادات من عملية الكرامة ومن النظام السابق وثوار 17 فبراير، تنطلق من صرخات المواطنين ودموع الفقراء والنازحين ومن براثن الفساد والإرهاب”.
وأضاف أن المبادرة “انطلقت من الليبين، وتعول على الشارع والمثقفين والواعين ومن يعيشون المعاناة لدعمها وإعطائها زخمًا وقوة حتى تتمكن من التواصل مع جهات القتال والخلاف وكافة الأطراف لإيجاد الحلول الناجعة السياسية والأمنية والاقتصادية”.
وتابع كاشونة: “نحن كمبادرة ليست لنا علاقة بأي جهة ليبية، ولكن أيدينا ممدودة ومفتوحة لأي طرف ليبي أو دولي ولأي شخص يريد أن ينضم إلينا”.
بدوره قال صلاح الدين الجمالي، مبعوث الجامعة العربية لدى ليبيا، خلال المؤتمر الصحفي، إن “الأهم اليوم هو إنقاذ ليبيا، وهو ما يتطلب تنازلات، وليس فقط تسوية حسابات، بعيدا عن التجاذبات السياسيّة”.
وأردف الجمالي أن “أية حكومة تأتي في هذه الظروف لا تستطيع أن تقوم بأكثر مما قامت به.. ولكن تهيئة الظروف لمثل هذه المقترحات (المبادرة) لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تحسنت الظروف الأمنية والاجتماعية في ليبيا”.
وتبذل الأمم المتحدة جهودًا لحل النزاع الليبي، ضمن خارطة طريق تتضمن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهائة العام الجاري، لكن أطرافًا ليبية وخارجية تشكك في إمكانية إجرائها في هذا التاريخ.
;