يجمع صانعو السيارات كمية هائلة من البيانات من السيارات حديثة الصنع بعد بيعها، ويبحثون في كيفية الاستفادة منها في جمع المزيد من الأموال.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إنه مع ملايين السيارات التي تخرج من منافذ البيع وأجهزة الإنترنت المدمجة فيها، تحصل الشركات المصنعة على كميات غير مسبوقة من البيانات الفورية التي تسمح لها بتعقب كل شيء، ابتداء من المكان الذي توجد فيه السيارة إلى الكيفية المتوقفة بها وما إذا كانت ماسحات الزجاج تعمل أم لا.
ويتم إنتاج هذه البيانات بواسطة المجسات والحواسيب المدمجة بالسيارة، ومن ثم تُخزّن بواسطة الشركة المصنّعة بخوادم سحابية. وفي بعض السيارات الحديثة يصل عدد هذه المعالجات المخصصة لإنتاج هذه البيانات إلى مئة معالج إلكتروني.
ويقوم بعض مصنعي السيارات حاليا بتجميع البيانات للمساعدة في تحسين أداء السيارات وتطوير بعض المزايا، كما تستخدمها أيضا في توفير خدمة أكثر تخصيصا للأفراد والسائقين.
تسويق الإعلانات
لكن كثيرا من منتجي السيارات لديهم خطط كبيرة تشمل استخدام البيانات لإنتاج إعلانات يشاهدها من هم داخل السيارة، أو بيعها لشركات تصميم الخرائط الأكثر تفصيلا لتوفير معلومات أكثر دقة عن حركة المرور.
شركات مثل جنرال موتورز وفورد وغيرهما من الشركات الكبيرة، تأمل في أن تشكل خدمات السيارات المرتبطة بالإنترنت مصادر جديدة للدخل تساعدها في تنويع مصادرها أكثر من عملها الرئيسي في تصنيع السيارات وبيعها |
وتأمل شركات -مثل جنرال موتورز وفورد وغيرهما من الشركات الكبيرة- أن تشكل خدمات السيارات المرتبطة بالإنترنت مصادر جديدة للدخل، تساعدها في تنويع مصادرها أكثر من عملها الرئيسي في تصنيع السيارات وبيعها.
ورغم أن هذا التطور الجديد في عالم السيارات لا يزال في أيامه الأولى، فإن شركة ماكنزي وشركائه الأميركية للإدارة والاستشارات تقدر أن عائدات بيانات السيارات ستصل إلى حوالي 750 مليار دولار حتى عام 2030.
عادات القيادة
ويقول كبير مديري مجموعة هيونداي موتور لتخطيط تكنولوجيا السيارات كاسون غروفر إن ما يمكن فعله بالبيانات التي تجمعها السيارات لا حدود له تقريبا. وستقوم هيونداي أوائل العام المقبل بتدشين برنامج جديد يجمع بيانات عن عادات القيادة -مثل شدة الضغط على المكابح أو المسافة التي تقطعها السيارة في اليوم الواحد- واستخدامها لمساعدة ملاك السيارات في الحصول على تخفيضات في التأمين على السيارة.
ولدى جنرال موتورز تطبيق اسمه “ماركتبليس” يستخدم المكان الموجودة فيه السيارة والبيانات الأخرى لمساعدة السائق على العثور على موقف لسيارته، ولجدولة مواعيد الصيانة والخدمة مع أقرب مقدم للخدمة.
وتعتزم جنرال موتورز أيضا تقديم ميزة جديدة يمكنها معرفة مستوى الوقود، وتقديم قسيمة على شاشة السيارة للحصول على تخفيض لشراء وقود من المحطة الأقرب. ويقوم البائعون بدفع رسوم لجنرال موتورز مقابل توجيه السيارات للشراء منهم.
الخصوصية مرة أخرى
وتأتي هذه التطويرات في السيارات في وقت يتزايد فيه القلق بسبب الجدل الأخير حول فيسبوك وشركات التقنية الأخرى بشأن تعاملها مع بيانات المستخدمين.
وتقول شركات تصنيع السيارات إنها ستحصل على موافقة ملاك السيارات قبل جمع أي بيانات، وفي الحالات التي يتم تجميعها وتقديمها لطرف ثالث يتم فصل هذه البيانات عن المعلومات الشخصية المتعلقة بأصحابها، وتُجمّع بيانات العديد من السيارات في حزم لتقديم صورة أكثر تعميما عن السيارات وعادات القيادة على سبيل المثال.
المصدر : وول ستريت جورنال