رحب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر بالقمة الروسية الأمريكية الأخيرة في هلسنكي، ودعا الغرب إلى “الفهم الصحيح” لمنطلقات السياسة الروسية.
وقال كيسنجر، البالغ 95 عاما في حديث لصحيفة “فايننشل تايمز” البريطانية نشر أمس الجمعة، “إن قمة الرئيسين الروسي والأمريكي كانت ضرورية وأنه كان يدعو لإجرائها منذ سنوات، لكنها دفنت تحت ثقل مشاكل الولايات المتحدة الداخلية”، وهو ما وصفه بـ”الفرصة الضائعة” ودعا إلى العودة إلى “شيء ما”.
وتابع: “انظروا إلى سوريا وأوكرانيا. روسيا تتميز بصفة فريدة، وأي اضطرابات في أي جزء من العالم تقريبا تؤثر عليها، وتعطيها الفرصة وترى فيها في الوقت ذاته تهديدا لها. هذه الاضطرابات ستتواصل وأخشى أن تتصاعد وتيرتها”.
واعتبر كيسنجر أن في السنوات التي سبقت ما وصفه بضم بوتين لشبه جزيرة القرم، افترض الغرب خطأ أن روسيا ستقبل قواعد النظام الغربي، فأساء حلف الناتو قراءة تعطشها للاحترام والذي بقي راسخا في الوعي الروسي، وحنينها العميق للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها سابقا، وخاصة في أوراسيا.
وقال: “أخطأ الناتو في اعتقاده بوجود نوع من التحول التاريخي الذي سيعم ربوع أوراسيا، كما فشل في إدراك حقيقة أنه سيواجه خلال توسعه شرقا ما يختلف إلى حد بعيد عن التصور الغربي لكيان الدولة، وهذا الموقف أشعر روسيا بأنه تحد لهويتها، واستفز بوتين شخصيا”.
وردا على سؤال عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال كيسنجر: “لا أريد التحدث كثيرا عن ترامب، لأنه في مرحلة ما يجب أن يكون الحديث عنه أكثر تماسكا، وأعتقد أنه أحد تلك الشخصيات في التاريخ، التي تظهر من وقت لآخر لترمز لنهاية حقبة تاريخية، وجعلها تتخلص من ريائها المتقادم”.
وأضاف أن هذا لا يعني بالضرورة أن ترامب نفسه يعي ذلك الأمر أو يفكر في أي بديل عظيم، وتابع: “ربما هذا مجرد صدفة”.
وحذر كيسنجر من مغبة الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية انتقادات وتهديدات ترامب لحلفائه عبر الأطلسي، معتبرا أن القطيعة من هذا النوع ستعزز النفوذ الصيني في الساحة الدولية، وقال: “اعتقد أننا نمر بمرحلة صعبة جدا بالنسبة للعالم بأسره”.
المصدر: وكالات