سجلت الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة ارتفاعا هائلا، وبلغ معدل الارتفاع 83% في أسبوعين، في حين تعقد الحكومة الفرنسية اليوم اجتماعا لإقرار إجراءات جديدة لمواجهة انتشار متحور أوميكرون الشديد العدوى.
وتجاوز المتوسط الأسبوعي لحالات الإصابة 200 ألف مطلع الأسبوع، ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) فإن المتوسط لآخر 7 أيام بلغ 214 ألفا و499 إصابة.
وأُعلن عن تسجيل 181 ألفا و348 إصابة يوم أمس الأحد، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين في الولايات المتحدة إلى 52 مليونا و283 ألفا و331.
وفي وقت تشهد فيه البلاد زيادة في أعداد الإصابات، أكد كبير مستشاري البيت الأبيض لمكافحة الجائحة، أنتوني فاوتشي، أمس الأحد، أن النقص في فحوص “كوفيد-19” للكشف عن الإصابات في الولايات المتحدة سيُحلّ قريبا.
وبمناسبة أعياد نهاية السنة، شهدت الولايات المتحدة إقبالا كبيرا على الفحوص خصوصا على تلك التي تُجرى في المنزل.
وقال عالم الأوبئة لشبكة “إيه بي سي” (ABC) إن “إحدى المشكلات في الوقت الحالي هي أن (الفحوص) لن تكون متاحة للجميع قبل يناير/كانون الثاني المقبل”.
إعادة تقييم
وفي فرنسا، بعد تخطي البلاد عتبة 100 ألف إصابة بـ”كوفيد-19″ أول أمس السبت، تجري الحكومة إعادة تقييم للوضع الوبائي، وتسعى الحكومة الفرنسية إلى التصدي لتفشي المتحور أوميكرون في البلاد.
ويعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين، عبر الفيديو، جلسة لمجلس الدفاع الصحي، قبيل انعقاد مجلس الوزراء الذي يفترض أن يتبنّى مشروع قانون ينص على إلزامية شهادة التلقيح.
وتبحث الحكومة مشروع قانون يشترط استيفاء جرعات التلقيح للسماح بالوصول إلى الخدمات الترفيهية والمطاعم والمقاهي والمعارض والندوات والمتاجر ووسائل النقل.
وتشهد فرنسا دعوات لفرض حظر تجول ليلة رأس السنة الميلادية، كما أوصت الهيئة العليا للصحة بتقليص الفترة الواجب استكمالها من أجل تلقي الجرعة المعزّزة من اللقاح، إلى 3 أشهر.
أحدث البيانات
من جانبه، ينتظر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحصول على أحدث البيانات الخاصة بوباء كورونا اليوم الاثنين، ليدرس ما إذا كان سيفرض قيودا جديدة في إنجلترا لوقف تفشي متحور أوميكرون.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن هناك تدابير جديدة دخلت بالفعل حيز التنفيذ في أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، لكن الوزراء تجنبوا حتى الآن فرض قواعد جديدة على الموجودين في إنجلترا، ويأملون بدلا من ذلك أن تشجع التحذيرات الناس على ضبط سلوكاتهم من تلقاء أنفسهم والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
وفي الصين، شدّدت مدينة شيآن -التي يخضع سكانها البالغ عددهم 13 مليونا- لحجر صحي منذ الخميس الماضي- قيودها لمكافحة “كوفيد-19” اليوم الاثنين إلى المستوى “الأكثر صرامة”، محذرة السكان من قيادة السيارات في كل أنحاء المدينة، في محاولة للسيطرة على أسوأ تفش للفيروس في البلاد منذ 21 شهرا.
وتطبق الصين منذ العام الماضي إستراتيجية “صفر كوفيد” المتمثلة في بذل كل ما في وسعها للحد من الإصابات الجديدة قدر الإمكان.
وتضاعف السلطات حذرها لتجنب أي انتشار حاد للوباء قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين المقررة بين الرابع من شباط/فبراير والـ20 منه.
لكن مدينة شيآن التاريخية المعروفة عالميا بجيش من الطين أو جيش “التيراكوتا” تعدّ بؤرة للفيروس حاليا، وتسببت في ارتفاع عدد الإصابات اليومية في كل أنحاء البلاد التي تسجل حصيلة قياسية.
واليوم الاثنين تم تعزيز التدابير الصحية مع إعلان مدينة شيآن أنها ستفرض “إجراءات الرقابة الاجتماعية الأكثر صرامة”، حسب ما ورد على حسابات الحكومة في وسائل التواصل الاجتماعي.
زيادة وقيود
وسجلت أستراليا اليوم الاثنين أول حالة وفاة بسبب سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا وسط زيادة أخرى في الإصابات اليومية، لكن السلطات أحجمت عن فرض قيود جديدة قائلة إن معدلات دخول المستشفيات ما زالت منخفضة.
وفي العالم العربي قررت سلطنة عمان عدم السماح بدخول الموظف أو العامل إلى مقر عمله عند عدم تقديم شهادة تطعيم بلقاح “كوفيد- 19″، أو تقرير طبي يثبت وجود ظروف صحية تمنع من تلقيه أحد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وقالت وزارة العمل العمانية، في تعميم نشرته وكالة الأنباء العمانية اليوم الاثنين، إن ذلك يأتي في إطار آلية موحدة وضعتها للتعامل مع الموظفين غير المطعمين في جميع وحدات الجهاز الإداري للدولة وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة، والعاملين في القطاع الخاص.
واشترطت الوزارة على كل موظف أو عامل موافاة جهة عمله بشهادة لقاح “كوفيد-19” التي تثبت الحصول على جرعتين من أحد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المعتمدة في سلطنة عُمان، أو موافاتها بتقرير طبي من المؤسسة الصحية يثبت وجود ظروف صحية تمنع من تلقي هذه اللقاحات.
إلغاء للرحلات
وفي تطورات موازية، ألغت شركات الطيران أكثر من 2100 رحلة جوية على مستوى العالم اليوم الاثنين أيضا، بسبب المتحور أوميكرون الذي يحدث اضطرابات في قطاع السفر مع طيارين مرضى أو محجورين خصوصا.
وحسب أحدث تقرير أصدره موقع “فلايت أوير” المتخصص اليوم الاثنين عند الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش، فإن هذه الاضطرابات شملت على وجه الخصوص الصين وإندونيسيا والولايات المتحدة.
وسجل موقع “فلايت أوير” إلغاء نحو 8 آلاف رحلة خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد.