انتهت اليوم الاثنين المهلة التي حددتها أنقرة لإنشاء منطقة آمنة بالشراكة مع واشنطن في شمال سوريا دون رد أميركي واضح. وترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا أمنيا أعلن فيه نية تركيا إنشاء هذه المنطقة من أجل عودة اللاجئين السوريين.
وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي الذي ترأسه أردوغان، أعلن المجلس في بيان أن “تركيا ستعزز جهودها الصادقة على نحو أكبر بخصوص إنشاء منطقة آمنة في سوريا، من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن، حيث تتناول تركيا قضية اللاجئين على أنها مسألة إنسانية”.
وشدد البيان على أن تركيا تحترم سلامة الأراضي السورية ووحدتها السياسية، وتؤيد الحل السياسي على أساس الدستور الجديد لسوريا، وتشاطر ذلك مع المجتمع الدولي في كل فرصة.
وجاء هذا الاجتماع بعد انتهاء مهلة وضعها أردوغان لشن عملية عسكرية أحادية الجانب في شمال سوريا، إذا لم تُقَم “منطقة آمنة” مشتركة مع الولايات المتحدة بحلول نهاية هذا الشهر.
واعتبرت وكالة بلومبيرغ أن ضجر الرئيس التركي ازداد بعدما فشل في عقد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي في نيويورك.
وحذر المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري الخميس الماضي من أن “أي عملية أحادية لن تؤدي إلى أي تحسن في الأمن لأي شخص”، لأنها قد تؤثر على مجريات المعارك التي تقودها القوات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت تركيا والولايات المتحدة قد اتفقتا في أغسطس/آب الماضي على إقامة “مركز عمليات مشتركة” لتنسيق وإدارة إنشاء “منطقة آمنة” شمالي سوريا، كما تم تسيير دوريات مشتركة بين البلدين في المنطقة.
|
|
معاناة اللاجئين
وتقول دائرة الهجرة التركية إن نحو 800 ألف من أهالي شرق الفرات نزحوا إلى مدن الجنوب التركي خلال أربعة أعوام، وذلك مع استمرار سيطرة تنظيم الدولة والوحدات الكردية على مناطقهم.
ويقول مراسل الجزيرة إن النازحين يجدون أنفسهم ورقة تتقاذفها مختلف الأطراف، فتركيا تريد تخفيف عددهم -البالغ 3.6 ملايين وفقا للحكومة التركية- عبر نقلهم إلى منطقة آمنة، في حين تخشى الوحدات الكردية أن تشكل عودتهم تغييرا ديمغرافيا يقلص من فرصتهم في تشكيل أغلبية كردية بالمنطقة.
وأظهرت صور مسربة من ريف الرقة العام الماضي انتهاكات وصفتها منظمة العفو الدولية بجرائم حرب ارتكبتها الوحدات الكردية ضد المدنيين العرب.
المصدر : الجزيرة + وكالات