بعد غلق دام ثلاث سنوات.. سوق الصفارين بالموصل يفتح أبوابه مجددا

339 ‎مشاهدات Leave a comment
بعد غلق دام ثلاث سنوات.. سوق الصفارين بالموصل يفتح أبوابه مجددا

أحمد الدباغ-الموصل

بعد خضوعه لعملية إعمار واسعة أعاد سوق الصفارين بالموصل القديمة في محافظة نينوى شمالي العراق فتح أبوابه للتجار والزبائن بعد ثلاث سنوات من إغلاقه نتيجة الدمار الذي ألمَّ به خلال حرب تحرير الموصل بين 2016 و2017 من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقع الموصل القديمة في الجانب الغربي من الموصل، وهي منطقة قديمة تطل على نهر دجلة وتضم الأحياء العتيقة وأسواق الجملة، وتقبع في مساحة تقدر بنحو أربعة كيلومترات مربعة ويقع فيها الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء.
ويشتهر سوق الصفَّارين بصناعة أواني الطبخ والزخارف المعدنية، ويستخدم حرفيوه معدني النحاس والألمونيوم (الفافون) وترتبط تسميته بمعدن النحاس الذي يسمى محليا (الصِّفر) ويعد من أقدم أسواق الموصل.
عباس أول من عاد لمحله في سوق الصفارين (الجزيرة)

عودة الحياة
ويقول فاضل عباس الصفار أحد أصحاب المحلات بالسوق “كنت أول من عاد لسوق الصفارين في الموصل القديمة قبل عام من الآن، وأعدت إعمار محلي وافتتحته لتشجيع بقية التجار على العودة”.

ويضيف أن أجداده افتتحوا محلا في سوق الصفارين عام 1800 وأنه استمر بالتوسع حتى بدء معركة الموصل عام 2016 التي أحالته إلى ركام، وأن الإعلان الرسمي لافتتاحه الحديث جاء بعد إكمال بلدية الموصل تعبيد أزقته وتزويده بالماء والكهرباء.

وعاد إلى السوق بعض أصحاب المحلات الذين يمتهنون صناعة الأواني ويقصدهم الزبائن من كل مكان، غير أن كثيرا من المحلات الأخرى ما زالت مغلقة بانتظار إعادة إعمار جسور الموصل.

ويرى ربيع حامد (أحد سكان الموصل) أن أسواق الموصل القديمة مؤشر قوي على عودة الحياة إلى المدينة، وأن فتح أبوابها وعودتها إلى عهدها السابق دليل على أن الموصل تجاوزت مرحلة الحرب، ويقول إن إعادة افتتاح الأسواق تباعا ستشجع التجار على العودة إلى نشاطهم.

عودة النشاط لسوق الصفارين جاء بعد عمليات إعمار واسعة (الجزيرة)

جهود كبيرة
يقول مدير بلدية الموصل رضوان الشهواني إن مديريته استطاعت انتشال مئات آلاف أطنان الأنقاض من المدينة القديمة لإعادة الحياة إليها، وإن كوادر البلدية تعمل بخطى متسارعة لتعبيد الطرق ومد البنى التحتية للأسواق، وإنها تستعين بجهود الأهالي والتجار في إعمار محالهم التجارية.

ويضيف أن الأسابيع الماضية شهدت إحالة 14 مشروعا وإعادة تأهيل الطرق الرئيسة كشارع حلب والفاروق والجامع الكبير والساعة والعدالة وغيرها، فضلا عن إحالة جسري الثاني والثالث للإعمار، والعمل على إعداد دراسات عن جسري الخامس والرابع لإحالتهما للإعمار في وقت لاحق.

ويعتقد الناشط الموصلي عمر السالم أن الحكومة تأخرت -بعد أكثر من عامين على تحرير الموصل- في إعادة إعمار المدينة القديمة التي كانت تعد قبلة الموصليين والمحافظات القريبة في التسوق.

ويرى السالم أنه “كان على الحكومة أن تستغل إعمار الموصل القديمة وجعلها قبلة سياحية وإعادة ترميم قلعة باشطابيا والبيوتات التي مضى عليها أكثر من ثلاثمئة عام.. فهناك دول تعمل على بناء تراث وحضارة من لا شيء وتستغلها في توفير فرص عمل وتحقيق مكاسب اقتصادية، غير أن الموصل وعلى الرغم من عمقها الحضاري فإن جميع أسواقها التراثية والقديمة تفتقد للاهتمام اللازم”.

 الحديدي: العام الحالي سيشهد الانطلاقة الحقيقية لإعمار الموصل (الجزيرة)

عام الانطلاق
ويصف خلف الحديدي رئيس لجنة التخطيط الإستراتيجي بمجلس محافظة نينوى 2019 بعام الانطلاقة الحقيقية في إعمار الموصل، ويقول إن المجلس خصص 42 مليار دينار (حوالي 35.21 مليون دولار) لإعادة إعمار مركز قضاء الموصل.

وكشف الحديدي للجزيرة نت أن مجلسه اتفق مع منظمة أنهابيتات (UNHABITAT) على الشروع بتنفيذ مشروع سكني في الموصل القديمة يضم ثماني عمارات سكنية كمرحلة أولى ستتسع لـ 350 عائلة، وقال إن هذه الوحدات ستكون مخصصة حصريا لساكني المدينة القديمة حصرا وستوزع على مستحقيها وفق معايير محددة ودقيقة.

المصدر : الجزيرة