المجلس العسكري السوداني يتعهد بتسليم السلطة لحكومة مدنية ويحذر من الفوضى

574 views Leave a comment
المجلس العسكري السوداني يتعهد بتسليم السلطة لحكومة مدنية ويحذر من الفوضى
تعهد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الجمعة، بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، محذرًا من انتشار الفوضي. 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لرئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، الفريق أول عمر زين العابدين، بعد يوم من إعلان وزير الدفاع عوض بن عوف، عزل الرئيس عمر البشير، وبدء فترة انتقالية لمدة عامين.

 رسائل طمأنة 

وقال زين العابدين، إن المجلس “مع مطالب الناس ولدينا لقاء مع القوى السياسية لتهيئة المناخ، وجئنا لترتيب التداول (السلطة) بشكل سلمي”. 

وأضاف “نحن حماة مطالب الكيانات السياسية ولن نملي شيئا على الناس، جئنا من أجل المحتجين والمعتصمين ولن نسمح بالفوضى”. 

وزاد “أولويتنا الآن أمن واستقرار البلاد وتوفير الخدمات وإدارة الحوار السياسي مع الداخل والخارج”. 

وقال إن المجلس سيسعى لحل المشاكل الاقتصادية مع الحكومة التي سيتم تشكيلها”، مشددًا أنها “ستكون حكومة مدنية تتوافق عليها الكيانات السياسية ولن نتدخل في ذلك”. 

وتابع “مهمتنا رعاية تكوين الحكومة وليس التدخل في تشكيلها”. 

وأكد ترحيب المجلس بـ”إدارة حوار مع الحركات المسلحة لإخراج البلاد من أزماتها”، مشيرًا إلى أن قرار إحداث التغيير جاء بعد الشعور بـ”انسداد الأفق بعد عدم استجابة النظام (البشير)”. 

وتابع “ليس لدينا حلولا ولا أيدولوجيا، وإنما الحلول تأتينا من المعتصمين”، لافتا إلى “تكليف رؤساء وقادة القوات الأمنية المختلفة بالحصول على تفويض لإحداث تغيير”. 

وحول موقفه من حزب البشير (المؤتمر الوطني)، شدد “لن نقصي أحدا ما دام يمارس سياسة راشدة، ومرحب به باسمه أو بأي اسم آخر” غير أنه لفت إلى أن “اعتقالات قادة المؤتمر الوطني حقيقة”. 

وفي هذا الصدد قال: “الحديث عن أننا (المجلس الانتقالي) صنيعة حزب المؤتمر الوطني الحاكم كلام فاضي (فارغ)”. 

وأشار إلى أن تحديد مدة السنتين (الفترة الانتقالية) خاضعة للنقاش مع القوى السياسية.

وعن تحديد عامين للفترة الانتقالية، أوضح أنها “اجتهاد من المجلس بعد الاستفادة من التجارب السابقة، والسنتين هي الحد الأقصى، وأمد المجلس يمكن أن ينتهي خلال شهر إذا تم تدارك الأمر دون فوضى”.

وتابع: “ونقسم بالله أننا لن نزيد عن السنتين يوما واحدا في الحكم”.

وردا على سؤال بشأن رفض الشعب لهم، قال “لن نُرفض من الشعب”، مضيفًا “نحن أبناء سوار الذهب، وسنسلم السلطة لحكومة منتخبة”. 

والمشير عبد الرحمن سوار تسلم الحكم عندما كان قائدا للجيش عقب الإطاحة بالرئيس جعفر نميري عام 1985 وسلمه إلى حكومة منتخبة بعد عام واحد. 

وأكد “الشعب طالبنا بتسلم السلطة عبر تظاهره أمام القيادة العامة ونحن لم نقفز إلى الحكم ولسنا من حزب البشير”. 

وعن قرار تعطيل الدستور، قال: “بناء على حالة الطوارئ يمكن أن نعيد العمل به إذا تم التوافق على ذلك مع القوى السياسية”. 

 قادة التغيير 

وأشار زين العابدين إلى أن قادة المنظومة الدفاعية الأمنية والدفاعية هم قادة التغيير الحالي، وذكر من بينهم وزير الدفاع عوض بن عوف، ومدير المخابرات صلاح قوش، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). 

وعن قوات الدعم السريع، أوضح أنها “قوة قتالية لأجل السودان وقوة منضبطة ومشبعة بحب السودان”. 

وأضاف “لسنا طامعين في السلطة، سندير حوارا لإخراج البلاد من الأزمة”. 

 رسائل للخارج

وأشار إلى أن الردود من الخارج التي جاءت (للمجلس العسكري) حتى الآن (الإطاحة بالبشير) إيجابية. 

وشدد “لسنا في جزيرة معزولة.. وسنتواصل خارجيا وداخليا”.

وتابع: “سنتواصل خارجيا لفك الحصار (العقوبات الأمريكية) عن السودان”.

والخميس، أعلن بن عوف، عبر بيان لقادة الجيش، عزل البشير واعتقاله في مكان آمن، وبدء فترة انتقالية لعامين تتحمل المسؤولية فيها اللجنة الأمنية العليا والجيش، وتنتهي بإجراء انتخابات. 

كما أعلن بن عوف إعمال حالة الطوارئ في البلاد لثلاثة أشهر، وفرض حظر تجوال ليلي لمدة شهر حظر تجوال ليلي بين الساعة 22:00 والـ04:00 بالتوقيت المحلي. 

وتأتي قرارات بن عوف، عقب احتجاجات تشهدها السودان منذ 19 ديسمبر الماضي، بدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بإسقاط النظام، وأسفرت عن سقوط عديد من القتلى والجرحى.