مهرجان شعري في الأردن بذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض

437 ‎مشاهدات Leave a comment
مهرجان شعري في الأردن بذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض

حسين نشوان-عمان

يلقي الشعراء في الأردن من مختلف الأجيال والمدارس والاتجاهات باللوم على المؤسسة النقدية التي لم تفرض المعايير والأسس التي تمايز بين الشعر واللاشعر، وهو ما أدى إلى اختلاط “الحابل بالنابل”، وبروز ظواهر سلبية ومنها “الشللية” التي أضرت بالمشهد الشعري.

وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة وفضاء لتداول الشعر في تعميق تلك “الأزمة” التي اختلط فيها “الغث والسمين”، حيث يقيم النص بعدد الإعجابات، بحسب عدد من الكتاب.

وتعمقت تلك الأزمة بعزوف الجمهور عن الأمسيات والمهرجانات الشعرية، ولم يحضر لأمسية أقيمت أخيرا سوى الشعراء المشاركين، وهو ما يعزوه بعض الكتاب إلى تأثير الأزمة الاقتصادية في اهتمام الناس وركضهم وراء “لقمة العيش”. 

في هذه الأجواء يجرى التحضير للمهرجان الشعري الذي تنظمه رابطة الكتاب الأردنيين مساء السبت (23 مارس/آذار) ويتواصل على مدار ثلاثة أيام بمشاركة 25 شاعرا بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وفي ذكرى معركة الكرامة (1968) ويوم الأرض (1976).

وتشتمل الأمسيات عل قراءات نقدية عن شعر التفعيلة والشعر الحر وقصيدة النثر.
والسؤال، ما المزاج الذي يحكم الشعر في الأردن، ولماذا الاحتفال بالمناسبات التاريخية، وهل تحقق المناسبات والمهرجانات رسالة الشعر الجمالية ومغزى المناسبة، أم هي مجرد ذريعة لتسجيل نشاط ثقافي؟

صلاح جرار: مزاج القصيدة بالأردن لا يختلف عن الواقع العام في البلاد (الجزيرة-أرشيف)

شتات وسوداوية
ويرى أستاذ الأدب الأندلسي صلاح جرار أن المزاج الذي يحكم القصيدة في الأردن “لا يختلف عنه في الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي”، وهو “لا يخلو من الاضطراب والتشتت والشطط”، وهو مزاج يميل بشكل عام “للسوداوية والتشاؤم والشكوى والألم والتذمر واليأس والإحباط، وفقدان الأمل”.

وأيدته الشاعرة هناء البواب بالقول إن من يقرأ قصائد غالبية الشعراء “سيشعر بصوت منهك يتسرب من تلك النصوص” مستدركة أن الكاتب “غير متصالح مع البيئة، وليس متصالحا مع ذاته”.

وبين الشاعر حكمت النوايسة أن “هناك أمزجة مشتتة لا تلتقي على شيء”، لافتا إلى أنه ليس هناك ملمح للشعر لعدم وجود مؤسسة قادرة على إبراز الملامح العامة للشعر في الأردن نتيجة عدم التواصل بين الأجيال، وحتى الجيل بين الواحد.

ووصف النوايسة وسائل التواصل بالدارجة الأردنية بأنها “فنعة” (موضة) “فأصبحنا في غرف معزولة، وإن كان هناك تواصل، فإننا نتواصل بالشتائم المعلنة وغير المعلنة”.

وألقى النوايسة باللوم على المؤسسة النقدية التي تغيب عن المشهد، وإن وجدت فهي غير قادرة على إبراز الملامح العامة للشعر في الأردن، ووافقته الشاعرة البواب إلى أن المشكلة في المشهد النقدي الذي لم يستطع مواكبة المنجز الشعري.

هناء البواب: الكاتب غير متصالح مع البيئة وليس متصالحا مع ذاته (الجزيرة)

دوائر مغلقة
وأنكر الشاعر خلدون امنيعم أن يكون للشعر في الأردن “ميزة فارقة في الشعر المعاصر تفارقه عن الشعر العربي”، مفسرا أنه لا يزال “يدور في دوائر مغلقة تجاوزها الخطاب الفلسفي”.

وقال إن الشعر في الأردن في غالبيته لا يزال على “عتبات المخيال التاريخي”، موافقا سابقيه أن الشعر يتجه “صوب ثقافة اللطم وجلد الذات”.

وعن الغرض والمناسبة في الشعر التي تجاوزها التاريخ، قال امنيعم إنها “استدعاء للغائب (الشعر) ليمثل، وكأنه المثول -مجردا- وهو تعظيم للأفول لا أكثر، مستدركا أن الأصل أن يستدعي الشعر عوالمه الحية.

وأشار إلى أن الجامع بين يوم الشعر و”معركة الكرامة” و”يوم الأرض”، هو “استدعاء لوجع العربي المهمش”، يأتي “لتكريس الرتابة”، متسائلا عما إذا كان “امتداد (الأرض) أوسلو ويوم الكرامة (اتفاقية) وادي عربة فأي مصير أسود يلوح في أفق الشعر العربي”.

وقالت الشاعرة البواب إنه رغم أن الشعر المناسباتي يظل أقل وهجا، فإن الشعر في مفهومه الأوسع يمثل الإنهاء والذاكرة التوثيقية لمضامين الشعر الإنسانية والجمالية.

وقال الأستاذ جرار إن الشعر يمثل وجدان الأمة، وهو صدى الواقع ورسالة الكرامة ويوم الأرض هي رسالة الشعر، فالشعر واللغة من عناصر هوية الأمة، وتوجيه الشعر لمثل هذه المناسبات، يؤدي الهدف ويؤكد الهوية.

المصدر : الجزيرة