يسود هدوء في قطاع غزة بعد موجة من الغارات الإسرائيلية على مواقع للمقاومة الفلسطينية عقب إطلاق صاروخين على تل أبيب، في حين أكدت الفصائل الفلسطينية التزامها بالتهدئة، وعلقت مسيرات العودة مؤقتا.
وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إنه لم تسجل أي غارات إسرائيلية منذ صباح اليوم الجمعة، رغم أن الطائرات الإسرائيلية -لا سيما طائرات الاستطلاع- لا تزال تحلق بكثافة في أجواء القطاع.
وأضاف أنه بعد ساعات من آخر الغارات الإسرائيلية، لا يزال التوتر والترقب يسودان في غزة، وأرجع عودة الهدوء إلى الجهود التي بُذِلت من الوسطاء، خاصة من جانب الوفد الأمني المصري، الذي كان متواجدا في غزة لحظة إطلاق الصاروخين.
وتابع مراسل الجزيرة أن جهود الوساطة، وتعاطي الفصائل الإيجابي معها، أفضت إلى استعادة الهدوء، ونقل عن مصادر أن الفصائل أعطت الوفد المصري التزاما واضحا بعدم التصعيد ما دام الاحتلال لم يتماد في القصف على غزة.
وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة أسوشيتد برس عن قيادي في حركة حماس أنه تم الاتفاق على العودة للتهدئة عقب المواجهة الجديدة التي دفعت آلاف الإسرائيليين في منطقة تل أبيب والمستوطنات المحيطة بغزة إلى الملاجئ.
ورغم أن الفصائل الفلسطينية الرئيسية في غزة، وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، نفت مسؤوليتهما عن إطلاق الصاروخين، فإن ذلك لم يمنع إسرائيل من تحميل مسؤولية ما جرى لحركة حماس، بما أنها هي التي تحكم قطاع غزة.
وبناء على ذلك، نفذت الطائرات الإسرائيلية على مدار عدة ساعات حتى صباح اليوم عشرات الغارات على مواقع للمقاومة، خاصة المواقع التابعة لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)؛ مما أسفر عن دمار كبير بتلك المواقع.
|
موجة قصف
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن استهداف وتدمير نحو مئة موقع لحماس بينها موقع تحت الأرض لصناعة الصواريخ، وآخر لتطوير الطائرات المسيرة.
وأسفر القصف عن إصابة أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة وزوجها جرحا داخل منزلهما في رفح (جنوبي القطاع).
وبينما ألقت حكومة بنيامين نتنياهو على عاتق حركة حماس مسؤولية قصف الصاروخين، وهو الأول من نوعه على تل أبيب منذ صيف 2014، أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي توصلت إلى أن إطلاق الصاروخين جرى على وجه الخطأ، وقالت صحيفة هآرتس إن الصاروخين انطلقا أثناء صيانتهما.
وبالتوازي مع تأكيد العودة إلى حالة التهدئة السابقة، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلغاء مسيرات هذه الجمعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة نتيجة الأوضاع الأمنية.
وقالت الهيئة -في بيان- إن قرارها الاستثنائي جاء حرصا على أبناء الشعب الفلسطيني، واستعدادا لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من الشهر الحالي في الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات العودة.
وقال مراسل الجزيرة إن قرار إلغاء مسيرات الجمعة 51 اتخذ لتفادي اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال، قد تذكي التصعيد.
وفي الضفة الغربية، أصيب فلسطيني بجراح، كما تعرض العشرات للاختناق بالغاز خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة كفر قدوم (غرب نابلس شمالي الضفة الغربية)، وفي بلدة بيت سيرا (غرب رام الله)، وذلك في إطار مسيرات مناهضة للاستيطان والجدار الفاصل.
المصدر : الجزيرة + وكالات