قال الجنرال الأميركي جوزيف فوتيل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط أمس الخميس إن انتهاء المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “لا يزال بعيدا”، وإن عناصر التنظيم لا يزالون “غير تائبين”، وهم مستعدون للعودة إلى القتال رغم القضاء على قاعدتهم في سوريا.
وأوضح فوتيل أمام الكونغرس أن “تدمير قاعدة الخلافة إنجاز عسكري ضخم، لكن انتهاء المعركة ضد تنظيم الدولة والتطرف العنيف لا يزال بعيدا، ومهمتنا لا تزال كما هي”.
وأكد أن مقاتلي وعائلات تنظيم الدولة الخارجين من الباغوز -آخر معقل لهم في شمال شرق سوريا- “لا يزال معظمهم متطرفين وغير تائبين أو منكسرين، ويجب أن نواصل الهجوم ضد التنظيم الذي أصبح الآن مشتتا ومفككا بشكل كبير”.
وأضاف “ما نشهده اليوم ليس استسلاما لتنظيم الدولة الإسلامية كمنظمة، بل هو قرار محسوب (للجهاديين) للحفاظ على سلامة أسرهم وقدراتهم، من خلال الإفادة من الفرص التي تؤمنها مخيمات اللاجئين أو الاختباء في مناطق بعيدة بانتظار الوقت المناسب للتحرك مجددا”.
وتابع “التطرف مشكلة جيل بأسره”، وعلى المجتمع الدولي “أن يقرر كيف سيتعامل مع آلاف المقاتلين وأفراد أسرهم المحتجزين حاليا لدى قوات سوريا الديمقراطية”.
وقال فوتيل إنّ المرحلة المقبلة من الصراع ستكون مع “منظمة مفككة” يختبئ قادتها وعناصرها وراء الستار، لكنها لا تزال تعمل بدافع أيديولوجي، متوقعا أن يتمثل ذلك في اعتداءات “متدنية المستوى” واغتيالات، وهجمات بعبوات ناسفة.
|
|
وتخوض ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية -بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن- منذ سبتمبر/أيلول هجوماً ضد آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا، حيث باتت تحاصره في بقعة داخل بلدة الباغوز.
ويعتقد أن هذه القوات تحتجز أكثر من خمسين ألمانيّا ينتمون للتنظيم، بحسب ما أعلنته مجموعة “آر إن دي” الإعلامية الألمانية في تقرير استندت فيه إلى وزارة الداخلية الألمانية وينشر اليوم الجمعة.
ولم يتوافر حتى الآن إلا القليل من الأدلة عن مقاتلين ألمان من تنظيم الدولة وقعوا في يد القوات الكردية السورية تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الألمانية، فإن نحو ثلاثمئة من المقاتلين من بين 1050 توجهوا إلى خارج البلاد عادوا إلى وطنهم ثانية، وهناك نحو مئتي شخص من الذين غادروا أوروبا إلى سوريا والعراق قتلوا في المعارك، واختفى مئة آخرون تقريبا، أما الباقون فما يزالون داخل منطقة المعارك، أو أنهم انتقلوا إلى دول مجاورة.
وفي العراق، قال الرئيس برهم صالح إن مقاتلي التنظيم الأجانب الذين يحاكمون في البلاد قد تصدر عليهم أحكام بالإعدام.
وأضاف في تصريحات صحفية أن مقاتلي الدولة الإسلامية “سيحاكمون وفقا للقانون العراقي، وربما تصدر عليهم أحكام بالإعدام إذا أُدينوا”.
المصدر : الجزيرة + وكالات