ذي هيل: لماذا تسعى روسيا لامتلاك أسلحة أسرع من الصوت؟

654 ‎مشاهدات Leave a comment
ذي هيل: لماذا تسعى روسيا لامتلاك أسلحة أسرع من الصوت؟

علق باحث بمجلس السياسة الخارجية الأميركية على تطوير روسيا المستمر لأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بأنه يثبت أن الأسلحة النووية هي في واقع الأمر أسلحة قتال حربية خلافا للحكمة التقليدية في الغرب.

وأشار الباحث ستيفن بلانك في مقال بمجلة ذي هيل الأميركية إلى اختبار موسكو الناجح لصواريخ “أفانغارد” و”تسيركون” الأسرع من الصوت في ديسمبر/كانون الأول 2018، وكيف أن أفانغارد تسافر بسرعات تصل إلى 20 ضعفا من سرعة الصوت، ومن المفترض أنها منيعة ضد أي دفاعات صاروخية ويمكنها حمل رأس نووي وإصابة، كما يُزعم، أي بقعة في العالم خلال 30 دقيقة من الإطلاق. ولذلك يمكن اعتباره سلاحا نوويا “إستراتيجيا”.

ووفق المقال، يمكن في الوقت نفسه استخدام صواريخ تسيركون في الغواصات والسفن والطائرات، بما في ذلك قاذفات القنابل الطويلة المدى. وهذه الصواريخ مداها يصل إلى 500 كيلومترا ومن المتوقع أن تكون سلاحا قاتلا ضد السفن.

موسكو ترى الأسلحة النووية كأدوات حرب قابلة للاستخدام، وفي هذا السياق تكون الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت ذات قيمة للكرملين لأنها منيعة ضد دفاعات الصواريخ الأميركية والحلفاء

وهناك أيضا صاروخ روسي آخر من الفئة نفسها الأسرع من الصوت يستطيع قطع مسافة 1800 ميلا بسرعة تفوق سرعة الصوت 10 مرات. وهذا الصاروخ عرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018 في محاكاة صورت تدمير ولاية فلوريدا الأميركية.

وعلاوة على ذلك تمثل هذه الصواريخ عينة فقط من جيل الأسلحة الجديدة التي تطورها موسكو. وبحلول عام 2024 تتوقع موسكو أن يتمكن أسطول غواصاتها من إطلاق صواريخ أسرع من الصوت قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.

نظام صاروخ كروز روسي (رويترز)

وهناك حقيقة أخرى مقلقة، كما يقول الباحث، وهي أنه في مناورات فوستوك 2018 الأخيرة أجرت القوات الروسية ووزارة الطاقة تدريبات موسعة لاستعادة شبكات الكهرباء وإمدادات الطاقة بعد هجوم. وبعبارة أخرى تدربت روسيا على عملية نبض كهرومغناطيسي، وتدل تداعياتها بقوة على أنها إما تتوقع أو تنوي شن هجوم من هذا النوع.

وخلص بلانك إلى أن موسكو ترى الأسلحة النووية كأدوات حرب قابلة للاستخدام، وفي هذا السياق تكون الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت ذات قيمة للكرملين لأنها منيعة ضد دفاعات الصواريخ الأميركية والحلفاء.

وأوضح أن تطوير روسيا لهذه الأسلحة يعكس رفضها لقبول الردع المتبادل المؤكد بين القوى العظمى وجنون الارتياب الذاتي في دولة مصممة على إعادة بناء إمبراطوريتها من خلال منع حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الدفاع عن حلفائه وشركائه.

وختم الكاتب بأن هذه الصواريخ تجسد طموحات الكرملين العالمية وجنون العظمة المتأصل، بما في ذلك الاعتقاد بأن الأسلحة النووية يمكن أن تستخدم ضد روسيا.

المصدر : الصحافة الأميركية