وائل حسني-الجزيرة نت
وهنا يبرز السؤال حول خيارات المعارضة في الداخل والخارج إزاء تلك التعديلات، وفرص إيقافها.
المرشح الرئاسي السابق زعيم حزب غد الثورة أيمن نور طالب الجميع، وعلى رأسهم المفكرون والمثقفون والسياسيون وأعضاء لجنة الخمسين وأساتذة القانون الدستوري، بضرورة رفض التعديلات الدستورية التي اعتبرها -في حال تمت- ردة إلى الوراء وقضاء على آخر مكتسبات ثورة يناير.
نور طالب المثقفين والمفكرين والسياسيين بالعمل باجتهاد لمنع تعديل الدستور (الجزيرة) |
وفي حديث للجزيرة نت، قال نور إنه على يقين أن هذه التعديلات -لو تمت- لن يستفيد منها السيسي بأي شكل، بغض النظر عن مدى نجاح المعارضة في وقف هذا التعديل من عدمه.
وقال نور إنه رغم اعتقاده بأن الدساتير نصوص غير مقدسة، وأن مسألة تعديلها أمر وارد، غير أنه اشترط لذلك أن تكون تعديلات للأمام، واصفا أن ما يتم حاليا في مصر “نكسة كبيرة” تضاف للنكسات الخطيرة التي يقع فيها نظام السيسي.
وثمّن نور كل تحرك ضد تعديل الدستور، حتى لو كان رمزيا أو صغيرا، سواء كان ببيان أو مؤتمر أو كتابات على مواقع التواصل أو دعاوى قضائية أو توقيعات إلكترونية أو ورقية.
وأضاف أن مصر في أمس الحاجة لكل تحرك داخلي وخارجي لوقف “العبث الذي يهدد مستقبل الدولة المصرية”.
حملات شعبية
بدوره دعا عضو مجلس الشورى السابق محمد محي الدين المعارضة للاتفاق على كلمة سواء بعيدا عن التنديد والشجب، وطالب بالبدء في حملات شعبية وسياسية وإعلامية في كل مكان، وجمع توقيعات وحملات طرق أبواب للتوعية بالآثار المدمرة للتعديلات الدستورية.
كما دعا -في حديث للجزيرة نت- لتشكيل جبهة سياسية واسعة تضم مختلف أطياف المعارضة لحماية الدستور، مشددا على ضرورة أن تنظم المعارضة تحركاتها لتكون بشكل متناغم ومتكامل، حتى تكون مؤثرة.
وأشار محي الدين إلى أنه سيتوجه إلى القضاء بعد أيام لرفع دعوى قضائية تطالب بوقف تعديل المادة 226، مشيرا إلى أنه تحدث بهذا الصدد مع مجموعة من نواب البرلمان، وقد وافقوا بالفعل على أن يكونوا جزءا من العمل، ولفت إلى أنه يتشاور مع بعض القانونيين بهذا الصدد.
حسين: منظومة الانقلاب باطلة أسست على باطل (الجزيرة نت) |
معارضو الخارج
وبشأن موقف جماعة الإخوان المسلمين من التعديلات الدستورية، قال الأمين العام للجماعة محمود حسين (الموجود في تركيا) في تصريحات سابقة للجزيرة نت إن “منظومة الانقلاب باطلة أُسست على باطل، ورحب باجتهاد ومواقف كل من يقف في وجه هذه المحاولات التي تتخذ من استيفاء الشكل أو الديكور القانوني ذريعة لبقاء الانقلاب.
واعتبر أن ما يهم في المقام الأول هو أن يكون الجميع على قلب رجل واحد في مواجهة هذا الانقلاب.
من جهته، أشاد المتحدث السابق باسم حركة شباب 6 أبريل محمد كمال بالدور الذي يقوم به معارضو الداخل، قائلا إنهم أكثر تفاعلا من خلال لقاءات وأحاديث وبيانات، رغم ما يواجهونه من بطش النظام.
وفيما يخص معارضي الخارج، اعتبر كمال في حديث للجزيرة نت أن موقفهم مخجل، مشيرا إلى أنه لم يهتم بقضية الانقلاب الدستوري سوى بعض المعارضين.
ولفت كمال -وهو عضو الجبهة الوطنية المصرية- إلى أنه تقدم مؤخرا بـ”خطة عمل متكاملة للتفاعل مع مشروع دسترة الانقلاب، ولكنها لم تجد التفاعل الإيجابي من قبل معارضي الخارج”.
جبهة أوسع
من جهته، أشار مصدر قيادي في الحركة المدنية الديمقراطية (أكبر تجمع معارض داخل مصر) إلى أن الحركة وعدد كبير من الشخصيات والقوى السياسية الأخرى يعقدون اجتماعات مكثفة لبحث كيفية مواجهة تلك التعديلات والخطوات المناسبة للتحرك في ظل “حالة الإرهاب والتهديدات التي يتعرضون لها”، والتي هي جزء من “خطة خنق وسحق المعارضة داخل مصر”.
وأشار المصدر -الذي رفض الإفصاح عن اسمه – إلى أن هناك اجتماعا مهما سيعقد خلال الأسبوع الجاري، وسيتم على أثره تحديد الخطوط العريضة للتحرك الرافض لأي عدوان على الدستور، وندرس خيارات متعددة للتحرك.
وكشف المصدر -في تصريح للجزيرة نت- عن أنهم قد يعلنون تشكيل جبهة سياسية أوسع وأكبر من الحركة المدنية لرفض التعديلات، وقد يتم الإعلان عنها رسميا وعن موقفهم من خيارات ومسارات رفض تعديل الدستور في مؤتمر صحفي بحضور رموز سياسية مختلفة.
المصدر : الجزيرة