ميدل إيست مونيتور: في زمن إدارة ترمب.. القمع يزدهر في البحرين

325 ‎مشاهدات Leave a comment
ميدل إيست مونيتور: في زمن إدارة ترمب.. القمع يزدهر في البحرين
قال الكاتب والصحافي البريطاني بيل، إن ما سماه «زمن ترمب» تتحول فيه الأكاذيب إلى حقيقة، وينتعش فيه الاستبداد، وتنهار فيه الأخلاق، ويتم تقبل التعذيب والقتل بكل سهولة. واعتبر الكاتب -في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني- أن صعود دونالد ترمب إلى منصب رئيس الولايات المتحدة وزيارته الأولى للخليج، قدما إشارة مريحة لحكام دولة البحرين تفيد بأن أميركا لن تبدي أي قلق تجاه القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد.
لفت الكاتب إلى أنه في 28 يناير، أيدت المحكمة العليا في البحرين الحكم على الشيخ علي سلمان -زعيم حزب الوفاق المعارض المحظور- بالسجن مدى الحياة، بتهمة التآمر مع قطر للإطاحة بنظام البحرين.
ووفقاً للموقع، قال المراقبون الأجانب والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان إن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وتشكل جزءاً من جهد أوسع لقمع أي انتقاد لعائلة آل خليفة الحاكمة، لكن دون جدوى.
ورأى الكاتب أن هذا الحكم جزء من محاولة للتشهير بقطر، فعلى الرغم من أن المؤامرة المزعومة قيل إنها حدثت في عام 2011، إلا أن السلطات لم توجه هذه التهمة إلا في أغسطس 2017، بعد فترة وجيزة من فرض حصار جوي وبحري وبري على دولة قطر من قبل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين.
وأضاف بيل: لعقود من الزمان، عانت الأغلبية في البحرين من التمييز على يد آل خليفة، ومع ذلك لم تحاول إيران التدخل كثيراً، لكن النظام البحريني ادعى لسنوات أن طهران تقف وراء كل جهد يبذله مواطنوها للدعوة إلى التغيير. وأشار إلى أنه بعد احتجاجات عام 2011 أكدت لجنة من خبراء حقوق الإنسان الخارجيين أن حكومة البحرين سمحت باستخدام القوة المفرطة، وكانت مسؤولة إلى حد كبير عن قتل وسوء معاملة مواطنيها، ولم تجد لجنة التحقيق أي دليل على تورط إيران في الاضطرابات.
وفي مواجهة إجراءات أمنية مكثفة وغالباً ما تكون وحشية -يقول الكاتب- استمر الناشطون في المطالبة بالتغيير، وتمسكت العائلة الحاكمة بزعمها أن إيران تقف وراء الاحتجاجات السلمية والمواجهات العنيفة.
ورغم دعم الولايات المتحدة للنظام البحريني على نطاق واسع، عبرت وزارة الخارجية الأميركية باستمرار عن قلقها بشأن معاملة ناشطين، مثل نبيل رجب، المدافع البارز عن حقوق الإنسان؛ الذي تم سجنه مراراً بسبب انتقاده للحكومة، والدعوة إلى الإصلاح السلمي.
واستدرك الكاتب: «لكن كل ذلك تغير مع صعود ترمب الرئاسة. ففي مايو 2017 وأثناء رحلته الأولى إلى الخارج كرئيس، سافر ترمب إلى الرياض، وهناك اجتمع مع قادة الخليج، بما في ذلك الملك حمد، وقال ترمب للملك: إن البلدين تربطهما علاقة رائعة. لقد كان هناك قليل من التوتر، لكنه لن يكون موجوداً مع هذه الإدارة».
وأوضح الكاتب أن هذه كانت الإشارة التي أرادت أسرة آل خليفة سماعها، فلن يكون هناك أي قلق تبديه الولايات المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان. علاوة على ذلك، عندما تولى جون بولتون منصب مستشار الأمن القومي وتنصيب مايك بومبيو وزيراً للخارجية، كانت السلطات البحرينية مسرورة برؤية اثنين من «الصقور» سيؤكدان للرئيس أن إيران هي المسؤولة عن المطالبة بالإصلاح.
وتابع الكاتب قائلاً: «الآن باتت هناك آذان صاغية في واشنطن تقبل رواية النظام البحريني بأن الدعوات لحقوق الإنسان وحرية التعبير ووجود برلمان ذات سلطات، ما هي إلا جزء من مؤامرة إيرانية خبيثة لزعزعة استقرار البحرين، واستخدامها كقاعدة لتهديد دول الخليج الأخرى».
وقد قال بومبيو بدون أدلة في 10 يناير إن «البحرين كشفت وكلاء الحرس الثوري الإيراني النشطين فيها، وتعمل على وقف أنشطة إيران البحرية غير المشروعة في منطقتها».
وأوضح بريان هوك -مساعد لبولتون، والممثل الأميركي الخاص لإيران- أن «إيران حاولت إضعاف الهوية الوطنية في البحرين، وخلق انقسامات طائفية، لكن قادة البحرين ردوا من خلال تعميق التزامهم بالتعايش السلمي والحرية الدينية».
وقال الكاتب معلقاً إن «هوك -الذي لا يمتلك خبرة أو دراية بأمور المنطقة- حوّل الحقيقة إلى كذب والكذب إلى حقيقة، وهو أمر يحدث كثيراً في البيت الأبيض في عهد ترمب». وأشار الكاتب إلى أن الناشط نبيل رجب يقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات، بسبب انتقاده للحرب في اليمن، واعتراضه على سوء معاملة السجناء في سجن شهير في البحرين.
وأضاف: «بعد يومين من زيارة بومبيو للمنامة، وضعت سلطات السجون حاجزاً زجاجياً بين رجب وعائلته، ولا يمكن إجراء المحادثات إلا عبر هاتف مراقب، ولا يستطيع رجب أن يلمس أسرته، ووقد قُدمت معاملة مماثلة إلى ناشط حقوقي آخر، هو عبدالهادي الخواجة؛ الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، رغم أنه لم يلعب أي دور نشط في احتجاجات عام 2011».
وختم الكاتب مقاله بالقول: «إن هذه المعاملة القاسية والانتقامية لاقت ترحيباً واستحساناً من قبل الرئيس ترمب وصقوره المناهضين لإيران المحيطين به، ولو كنا في زمن آخر، لكنا تمردنا وغضبنا تجاه هذا السلوك، لكننا نعيش الآن في زمن ترمب، حيث يتم الخلط بين الأكاذيب والحقيقة، وتقبل التعذيب والقتل بسهولة (كما في حالة الصحافي السعودي جمال خاشقجي)، وتغرق الأخلاق، ويزدهر الاستبداد».;