اتهمت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الرئيس دونالد ترامب بتسريب تفاصيل رحلة إلى أفغانستان كانت تعتزم القيام بها مع وفد من الكونغرس، وبالتالي تعريض حياتها وحياة القوات الأميركية والمدنيين العاملين في أفغانستان للخطر.
وكانت بيلوسي تستعد للسفر إلى أفغانستان على متن رحلة تجارية بعد أن منعها ترامب من استخدام طائرة عسكرية، إلا أنها قررت الجمعة تأجيل رحلتها بعد أن سربت الإدارة الأميركية خططها، بحسب ما قال مكتبها.
ورفض مسؤول في البيت الأبيض هذه الاتهامات، التي تأتي في ظل تصاعد التوتر بين ترامب وبيلوسي مع دخول الإغلاق الجزئي للحكومة يومه الثامن والعشرين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الإدارة تحاول فقط إبقاء بيلوسي في الولايات المتحدة بحيث يمكن إجراء مفاوضات تهدف لإنهاء الإغلاق الجزئي الممتد منذ أربعة أسابيع ليصبح الأطول في التاريخ الأميركي.
وأضافت للصحفيين “إذا غادرت البلاد فسوف يمنع ذلك إجراء المفاوضات في مطلع الأسبوع، وهذا يعني أن 800 ألف موظف اتحادي لن يحصلوا على رواتبهم، لأنها لن تكون هنا للمساهمة في التوصل لاتفاق”.
لكن الديمقراطيين قالوا إنه لا توجد مفاوضات جارية. وقال درو هاميل المتحدث باسم بيلوسي “لم نتلق أي طلب للاجتماع من البيت الأبيض”.
ومنعت إدارة ترامب سفر جميع أعضاء الكونغرس على طائرات تملكها أو تشغلها الحكومة طوال فترة الإغلاق.
وفي رسالة احتوت على نوع من السخرية، قال ترامب لرئيسة مجلس النواب المعارضة له الخميس “آسف لإبلاغك أن جولتك إلى بروكسل ومصر وأفغانستان تأجلت. سنحدد تاريخا جديدا لجولتك هذه التي تستمر سبعة أيام عند انتهاء الإغلاق الحكومي”.
وأضاف “أنا متأكد من أنك ستتفقين على أن تأجيل جولة العلاقات العامة هذه هو (قرار) مناسب”.
وكان مكتب بيلوسي يستعد لقيامها بالزيارة على متن رحلة تجارية، وهي فكرة طرحها ترامب نفسه. لكنه أعلن صباح أمس الجمعة تأجيل الزيارة لأن الإدارة سربت تفاصيل قد تعرض الرحلة أو القوات التي كانت رئيسة مجلس النواب تعتزم زيارتها للخطر.
|
|
قلة خبرة
وقالت بيلوسي للصحفيين في مقر الكونغرس “تلقينا تقريرا من أفغانستان بأن الرئيس -بالإعلان عن زيارتنا- جعل الوضع على الأرض أكثر خطورة، لأن هذا كان إشارة إلى الأطراف الخبيثة على أننا قادمون”.
وأضافت “نحن لا نعلن مسبقا مطلقا أننا ذاهبون إلى منطقة قتال. لا نفعل ذلك أبدا. ربما قلة خبرة الرئيس وراء عدم فهمه هذا البروتوكول. كان ينبغي على من حوله أن يعرفوا ذلك لأنه شديد الخطورة”.
وقال عضو مجلس النواب الديمقراطي يان شاكوفسكي “بصفتي عضواً سابقا في لجنة الاستخبارات سافر إلى العراق وأفغانستان، فإن الكشف عن سفر أي أعضاء إلى منطقة حرب هو أمر مشين وخطير”.
ونفى مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم نشر اسمه أن تكون الإدارة الأميركية سربت خطط رحلة بيلوسي. وقال “عندما تقرر رئيسة مجلس النواب ونحو 20 آخرين من الكونغرس الحجز على متن رحلات تجارية إلى أفغانستان فسوف يكتشف العالم ذلك”.
وصعد البيت الأبيض الجدل مع النواب أمس الجمعة، إذ أعلن مكتب الإدارة والميزانية أن الكونغرس ممنوع من السفر ما لم يحصل النواب على موافقة البيت الأبيض على هذه الرحلات أو سداد تكلفتها بأنفسهم.
المصدر : وكالات