“الحواتة” على الخط.. الفن حاضر في احتجاجات السودان

505 views Leave a comment
“الحواتة” على الخط.. الفن حاضر في احتجاجات السودان

أحمد فضل-الخرطوم

جعلت الشعبية الطاغية للفنان السوداني الراحل محمود عبد العزيز معجبيه المعروفين باسم “الحواتة” محل اهتمام سياسي قبيل انطلاق احتجاجات الخرطوم بحري أمس الأحد، والمنطقة هي مسقط رأس الفنان الراحل، إذ سعت العديد من الأطراف لجذب أو تحييد معجبي عبد العزيز.

وينشط معجبو محمود عبد العزيز هذه الأيام في الإعداد للاحتفال بذكرى رحيله السادسة التي توافق 17 يناير/كانون الثاني من كل عام، وحاول دعاة الاحتجاجات الاستفادة من “الحواتة” عن طريق حثهم على المشاركة في موكب الأحد المقبل في الخرطوم بحري وهي الجزء الشمالي للعاصمة السودانية.

وتعود تسمية “الحواتة” إلى لقب الفنان نفسه “الحوت” الذي أطلق عليه تشبيها له بالحوت الذي ابتلع كل النجوم المعاصرين له.

والدة الراحل
بالمقابل، احتفى أنصار الحكومة السودانية بمقطع مصور لفائزة محمد طاهر والدة الفنان الراحل من أمام منزلها في حي المزاد العريق وهي تحث معجبي ابنها على عدم الزج بأنفسهم في السياسة.

وقالت فائزة في حديث مقتضب “تنبيه لأبناء بحري وأبنائي الحواتة، لا تزجوا بأنفسكم في السياسة.. محمود لم يكن سياسيا أو طائفيا أو قبليا، وهذا حقنا للدماء، ما يحدث ليس فيه شيء من الرجولة، الحواتة في صف الحق ونتمنى للبلد الرفاهية والسعادة، وربنا ينصر الرئيس على من يعاديه”.

وجاء المقطع المصور بعد أن استقبلت والدة الفنان عبد العزيز عددا من معجبيه الذين أبلغوها بأنهم سيشاركون في احتجاجات الخرطوم بحري أمس.

وحظيت الاحتجاجات المشتعلة في السودان منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بتفاعل قطاعات واسعة، من ضمنها جمهور الرياضة وفنانون وشعراء وممثلون.

موكب بحري
وانطلقت احتجاجات الخرطوم بحري من المحطة الوسطى للنقل العام ومرت بأحياء الدناقلة والمزاد وشمبات، وهي احتجاجات دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين وأحزاب المعارضة.

وقابلت القوات الأمنية الاحتجاجات بالغاز المدمع والهراوات لتفريق الموكب الذي يأتي ضمن مواكب بدأت في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجاجا على أزمة الخبز لتنتقل إلى المطالبة برحيل الرئيس عمر البشير الذي وصل للسلطة عبر انقلاب عسكري في يونيو/حزيران 1989.

واستنفر دعاة الاحتجاجات منذ الإعلان عن موكب الخرطوم بحري الخميس الماضي معجبي الفنان محمود عبد العزيز “الحواتة” المنتشرين في مدن وأحياء ولاية الخرطوم حيث يرتبطون بحي المزاد الذي ترعرع فيه فنانهم.

ووصلت احتجاجات الأحد إلى المزاد، حيث شهد الحي العريق عمليات كر وفر بين المحتجين وقوات الشرطة والأمن التي ظلت شاحناتها تمشط المنطقة حتى المساء، كما نشرت صور لآثار الرصاص الحي الذي أصاب سيارات ومنازل في الحي.

مخاوف حكومية
ويفيد ناشطون في مجموعة “الحواتة” -التي تصنف الآن كيانا طوعيا- بأن السلطات ترفض حتى الآن منحهم الموافقة على تنظيم فعالية بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الفنان عبد العزيز في ملعب الخرطوم حيث تتجنب السلطات التجمعات التي دائما ما تتحول إلى احتجاجات.

ويقول ناشطون للجزيرة نت إن “الحواتة” متمسكون بتنظيم الفعالية الخاصة بإحياء ذكرى رحيل فنانهم، ومن الخيارات المطروحة أمامهم تنظيمها في الساحة الخضراء بالخرطوم.

ودرج عشرات الآلاف من محبي الراحل محمود عبد العزيز على الاحتفال بذكراه وهم يبكون ويرددون أغانيه التي طالما تغنت بها فرقته الموسيقية بعد رحيله.

يشار إلى أن الفنان الراحل توفي عن سن ناهز 45 عاما بعد صراع مع المرض، وكان في رحلة علاجية إلى العاصمة الأردنية عمان، واستقبل جثمانه الآلاف في مطار الخرطوم وسارت جموع المشيعين في مشهد مهيب إلى مقابر الصبابي في بحري شكل استفتاء على شعبيته.

المصدر : الجزيرة